أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجيد ابراهيم خليل - فنان الذاكرة و نشيد الموت العراقي














المزيد.....


فنان الذاكرة و نشيد الموت العراقي


مجيد ابراهيم خليل

الحوار المتمدن-العدد: 476 - 2003 / 5 / 3 - 05:44
المحور: الادب والفن
    


 
الشاعر والفنان التشكيلي المبدع (علي رشيد)، وهو في منفاه (هولندا)،يحمل في قلبه هموم شعبه ووطنه..إنه يقف ضد الحرب ، فقد اكتوى بنارها ويقف أيضا ضد الكتاتورية. هاجسه في منفاه تدوين الذاكرة، ذاكرة الناس الذين اضطر مرغما على مغادرتهم ولكنهم دوما ملء العين والقلب، لهذا نرى معاناة شعبه ماثلة أبدا في أعماله تتجسد ألوانا وكلمات. في"أضحية رمزية لمعارك الله" وهو كتاب تخطيطات ، إدانة للحروب المشبوهة ، وفي مجموعاته الشعرية: صوت الإنسان المقهور ومعاناته وهو ينشد الخلاص ودفاع عن قيم الحرية والعدالة ، وإدانة لبشاعات الحروب. وعند بدء الحرب الإنكلو-أمريكية على العراق ، أبدع الفنان جدارية كبيرة، سجل فيها موقفه الرافض للحرب والمتضامن مع شعبه للخلاص من الدكتاتورية ، أدهش العمل الجمهور ولقي اهتماما من الوسط العربي والهولندي . وأدناه نص المقال الذي كتبه الصحفي( Herman Rosenburg ) في صحيفة ( Haagsche Courant ) في 18 نيسان :من مرسمه في مدينة ليسندام الهادئة يعلن الفنان علي احتجاجه ضد الحرب ، للوهلة الأولى يمكن تصور انه يحتج دون أن يتعرض للخطر ، ولكن هذا الحكم يبدو مجحفا وظالما بحق هذا الفنان والشاعر ، فعلي رشيد يدرك جيدا ماذا تعني الحرب ، لقد قضى عشر سنوات من عمره في الخنادق وساحات المعارك مجبرا على خوض القتال ، وفرّ لاجئا إلى هولندا من بلده العراق سنة 1994 . " كنت تعيسا كما كنت سعيد الحظ ، هكذا عبّر لي علي رشيد عن نفسه في فضاء العرض بالأكاديمية الحرة في لاهاي ، حيث زيّن جانبي الجدار بلوحته ( جدارية ) . تعيس الحظ لأني ما أن أنهيت خدمتي العسكرية الأجبارية حتى اندلعت الحرب العراقية – الايرانية  عام 1980 ووجب عليّ البقاء مجندا في الجيش ، وسعيد الحظ لأني بقيت على قيد الحياة . في تلك الحرب المجنونة فقد مليون مواطن عراقي حياتهم كذلك فقد مليون ونصف المليون ايراني حياتهم أيضا .بعد سنة من انتهاء الحرب العراقية الأيرانية ، اندلعت الحرب مرة أخرى بسبب احتلال الطاغية للكويت ، ثم رد فعل التحالف على ذلك العمل الشنيع . في ﺁذار 1991 وقعت الانتفاضة ، انتفض الشعب ضد صدام وكاد الديكتاتور أن يسقط بيد الشعب ، ولكن الأمريكان ساندوه ودعموه ، قال ( علي ) متنهدا . الفنان رأى بأسف وحزن عميقين ، ان العراق ينزلق من جديد إلى الحرب ، بالنسبة له كانت فكرة الحرب غير محتملة ، وخارج المعقول أن تظهر بوادر حرب جديدة . خلال حالة التيه والضياع هذه بدأ بالرسم ومنذ العام الماضي ليؤكد احتجاجه ، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف عن الرسم .أبدع الفنان لوحة تنوعت فيها أشكال البشر والحيوانات ، واختلطت مع بعضها ، أشكال يلاحقها هاجس الموت . انه رثاء شعب العراق في لوحة عنوانها " الغياب " . قال الفنان ( علي رشيد ) انه من الواجب عليه أن يفعل ذلك ، انه يريد أن يحتج ضد الحرب .كل الكائنات التي تظهر في اللوحة هي كائنات مسحوقة ، وقد عانت بشكل دائم ، بوش وكذلك صدام لم يدفعا ثمن الحروب ، الناس البسطاء ( الضحايا ) يرغبون بحياة هانئة و دون حروب ، الأمهات هن اللاتي يدفعن الثمن ، ثمن فقد الأبناء .من يتمعن في العمل يرى في خلفيته مشهدا واضحا ، مشهدا شعريا مكتوبا بتقنية تخدم الرسم ، الشعر هو صوت تعبيري  ﺁخر للفنان الشاعر ويمكن سماعه في خلفية العرض ، وعلى شاشة الكومبيوتر يمكننا قراءة ترجمة للنص بالهولندية .يبقى الحزن كتراكم لفعل الموت هو الايقاع العالي في النص الشعري .قصيدة " اتجاه "  والمكتوبة عام 1992 تفصيل لجنود يحاصرهم الموت ومن كل اتجاهات البوصلة المشيرة للهلاك حيث النص :اتجاهشمالٌ ……حتى غروبِ المسافةِوغربٌ  …حتى شمالِ المواسمِوشرقٌ…. جنوب المواجعجنوبٌ….شرق التوحد
شمالٌ يئن من  التيهوالسفر المباغت والخطىفيرسمُ عالماً للضياعتجندلُه الصحارى وريحُ الغروب .
وغربٌ يعبُ من الخوفِ  صمتَ الحصادِفيلقي بذارَ الخسوفِليعلنَ جذبَ السواقيهى الارضُ أبرأُ من مواسمهافَمنْ يبايعُ إلْفَتَها زهرةً للشمال ؟.
وشرقٌ ينوءُ من الخدرِ المتاخم للشرودِجرحُ المواعيديشكل غابةً للصراخفَمنْ يطعمُ الانَ غابةً من رجالٍينامونَ فوقَ الاديمتسامرهمْ ريح التبعثر ، الشواخصُوتَمْرُ المواقدوالاغنياتُ سودٌ بلونِ البكاءولونُ الجنوب الحزين .
جنوبٌ نبايعُ مَنْ تبقى من الجندِفوق روابي الحصادِفنستلقي فوقَ الجراحِلنمضيبلا أذرعٍ…بلا أرجلٍ…أوعيونبلا ضحكة تنزهُنا للجنونبلا شرفةٍ تطل على الشرقأو غسقٍ للشجونمايحصل في العراق الآن هو حماقة كبرى ، جنون . كل شيء في العراق حماقة ، هذا مايود الفنان علي رشيد قوله . ومع ذلك فهو متشوق للعودة إلى مدينته  ( كربلاء ) ، العودة أكبر أمانيه ، ولكن لايستطيع أن يعرف متى يمكنه العودة . صدام رحل ، استسلم ، ولكن هناك ألف صدام بديل ، ويردف قائلا : أنت ترى ماذا حصل في وطني ، الأمريكان يعملون مع اللصوص سوية ، لقد سمحوا حتى بسرقة الآثار من المتحف الوطني ، حضارة سبعة ﺁلاف سنة تعرضت للخراب والتدمير . ان قلب كل العراقيين يتألم ويبكي لهذه الجريمة البشعة والمنظمة . علي رشيد يرسم بتقنيات مختلفة . ويؤكد : ان أعماله جزء من مشروع يعمل به منذ مايقارب العشرين سنة أسماه  " تدوين الذاكرة " . الذاكرة بالنسبة له ليس ذاكرة الذات ولاتخصه وحده بل هي ذاكرة جماعية ، ذاكرة شعبه ، في أعماله يحاول أن يبني جسرا بين ثقافتين ، ثقافته الشرقية وثقافة الغرب الذي يعيش فيه .علي رشيد شاعر وتشكيلي من مواليد 1957 كربلاءدرس الفن في معهد الفنون الجميلة - بغداد و اكاديمية الفنون الملكية – لاهايأقام العديد من المعارض في العديد من الدول العربية والاوربية منها العراق ، الجزائر، ليبيا ، فلندا ، النرويج ، بلجيكا ، وهولندا حيث يقيم أصدر الكتب التالية :أضحية رمزية لمعارك الله – كتاب تخطيطاتالغياب – كتاب يدوي بنسخة واحدة لقصيدة مرسومةخرائط مدبوغة بالذعر – مجموعة شعريةذاكرة الصهيل – مجموعة شعريةhttp://members.lycos.nl/alirashidمجيد خليل



#مجيد_ابراهيم_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان علي رشيد الموسوي يقف ضد الحرب ... ألف غورنيكا


المزيد.....




- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته
- فرنسا: جدل حول متطلبات اختبار اللغة في قانون الهجرة الجديد
- جثث بالمتاحف.. دعوات لوقف عرض رفات أفارقة جُلب لبريطانيا خلا ...
- المدينة العتيقة بتونس.. معلم تاريخي يتوهج في رمضان
- عام على رحيل صانع الحلم العربي محمد الشارخ
- للشعبة الأدبي والعلمي “جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 ال ...
- من هو ضحية رامز في 13 رمضان؟ .. لاعب كرة قدم أو فنان مشهور “ ...
- فنانون يبحثون عن الهوية بين أرشيف التاريخ وصدى الذاكرة
- أمير كوستوريتسا: الأداء الأفضل في فيلم -أنورا- كان للممثل ال ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجيد ابراهيم خليل - فنان الذاكرة و نشيد الموت العراقي