أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - بين نارَين














المزيد.....


بين نارَين


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 1620 - 2006 / 7 / 23 - 05:09
المحور: كتابات ساخرة
    


قد لا يفهم معاناتنا حيال ما يجري في منطقة الشرق الأوسط إلا من هو على شاكلتنا؛ فمن جهة نحن لا نستطيع إغضاب أمريكا وإسرائيل وحلفائهما, فالثمن باهظ جداً ويكفي أن نشير إلى أفضالهم في تنصيبنا وحماية عروشنا. ونحن بفضل الله لسنا من فئة جاحدي المعروف وناكري الجميل. ومن جهة أخرى لا نستطيع استفزاز شعوبنا وإعلان حقيقة دورنا ومواقفنا من الحرب الدائرة حالياً في فلسطين ولبنان..
والمشكلة أن وقاحة أمريكا وإسرائيل هذه الأيام تخطّت كل المقاييس والحدود. ومن الصعوبة بمكان مجاراتهما في وقاحتهما. صحيح أن انتصار الشعبين الفلسطيني واللبناني في هذه الحرب ليست في مصالح عروشنا أبداً لا على المدى القريب ولا على المدى البعيد. فقد تنتقل العدوى إلى شعوبنا! من يدري؟! عندها لن ينفع الأسف والندم ولا الاستنجاد والاستغاثة..
وصحيح أيضاً أن شعوبنا تحبنا وتطيعنا وتبذل الأرواح رخيصةً في سبيلنا. ولكن يا أخي بصراحة علمتنا التجارب بأن هذه الشعوب لا تؤتمن أبداً وهي على نقيضنا تماماً؛ جاحدة للمعروف, ناكرة للجميل, سرعان ما تغيّر قناعاتها وبالتالي ولاءاتها. فقد يغرّر بها بعض الحاقدين علينا ويدفعها إلى اتخاذ ما لا تحمد عقباه.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ما هذا الحرج الذي أوقعتنا فيه يا حسن نصر الله؟ كل المصائب تأتي منك! لولاك ولولا بعض القوى الفلسطينية لكنا بألف خير.. العمى, إذا كان مجرد إعلان تصريح وصفنا فيه عمليّتكم بالمغامرة وحمّلناكم من خلالها مسؤولية ما يجري, ثارت ثائرتكم وكنتم على وشك فضح تاريخنا المعروف أصلاً. ترى, كيف سيكون عليه موقفكم لو علمتم مثلاً بأننا نزور إسرائيل سنوياً ونستمتع بمنتجعاتها السياحية؟ وأن التنسيق بيننا وبينها قائمٌ على قدمٍ وساق؟ وأن الاتصالات والمشاورات والمباحثات.. إن كانت هاتفياً, أو عبر المبعوثين الدبلوماسيين, أو عبر اللقاء المباشر, لم تتوقف فيما بيننا في يومٍ من الأيام وطوال السنين الماضية. وأننا في جميع المناسبات نقوم بتبادل التهاني والهدايا وآخر النكات وحتى الجواري... وأننا نمون عليهم كما يمونون علينا ونتدخّل في شؤونهم أحياناً حتى في انتخابات الكنيست الإسرائيلي. ندعم مالياً وسياسياً هذا الحزب ونحجم عن دعم ذاك.. وللأمانة هم لا يقصّرون معنا أبداً, يقدّمون لنا الدعم اللوجستي والاستخباراتي عن كل المعارضين لحكمنا. يلفتون انتباهنا إلى بعض أخطائنا. يصوّبون بعض توجهاتنا. يكتمون سرّ ما يجري بيننا..
اف..ف! يا ربي ما هذه المصيبة! من جهة, أمريكا غارقة في مستنقع العراق ولا تجد مخرجاً مشرّفاً لها. وإيران على وشك الوصول إلى القنبلة النووية, والمجتمع الدولي ليس موحداً حيال هذا الملف! وسورية مازالت تركب رأسها وتعاند وتمانع.. ولا عقوبة جدّية عليها حتى الآن! وحزب الله أصبح يتمتع بقوة عسكرية ضاربة. وقد نجح في فرض سياسة توازن الرعب في المنطقة. وحركة حماس وصلت إلى الحكم بانتخابات ديمقراطية لا مجال لدحضها.. والحبل على الجرّار! ولو اقتصرت هذه الخسائر على منطقتنا لهان الأمر كثيراً. لكن أن ينسحب الوضع حتى على الحديقة الخلفية لحليفتنا الكبرى أمريكا, وتحديداً في أمريكا اللاتينية التي لم يبق فيها بلداً إلا وانتصر اليسار فيه وعبر صناديق الاقتراع. فهذا لعمري من فظائع الأمور.
والمشكلة العوّيصة الأخرى أن حلفاءنا لم يعودوا يقبلون منا كما السابق أن يكون لنا وجهين.. فقد تمادوا بطلباتهم المحرجة لنا بالإعراب عن إدانتنا الصريحة لكل الأعمال الإرهابية التي تجري في العالم وخاصة في منطقتنا.. مع أن الأصح هو البقاء على سياستنا السابقة لئلا نؤلّب شعوبنا علينا. فماذا سنخسر مثلاً لو تكتكنا وأعلنّا تضامننا مع المقاومة وأطلقنا جهاراً التصاريح النارية ضد حلفائنا؟ وفي نفس الوقت نبقى على عهدنا الذي قطعناه لهم منذ اليوم الأول لتنصيبنا في الحكم, مباركين جهودهم لقيامهم بالنيابة عنا في تحطيم روح المقاومة؟ أليس أكثر الحكام العرب كانوا يتبعون هذا التكتيك نفسه طوال عقود؟
لطالما كنا نقتل القتيل ونمشي في جنازته! ما عدا ما بدا يا ترى؟
في لقاء القمة القادم مع حليفنا الأكبر سنبذل قصارى جهدنا لتوضيح وجهة نظرنا, لربما اقتنع..
يا أخي مجنون يحكي وعاقل يسمع..!



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- .com نفاق www.
- لقاء لم ينشر مع الفنان التشكيلي الراحل : فاتح المدرّس
- من مذكّرات شبّيح
- أرجوكم.. قبل أن أموت
- التذكرة
- من غير وداع
- دور الفساد في تحوّل الفراشة إلى.. جراد
- فتاوى
- الحبّ والسياسة
- العين الزجاجيّة
- بيان ختامي لقمّة عربية
- مباحثات سرّية
- الأصابع الشهيدة
- لكي يكتمل النصاب
- امتحانات مطلع العام
- اقتراح طوباوي للحكومة
- قبلة شرعيّة
- موعظة في المركز الثقافي
- زيارة ودّية إلى فرع الأمن
- ردود سريعة


المزيد.....




- -طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري ...
- القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
- فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف ...
- خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
- *محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا ...
- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - بين نارَين