سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 1620 - 2006 / 7 / 23 - 11:56
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
أحوال النخب الحاكمة العربية اسوأ كثيرا مما كنا نعتقد، واسوأ كثيرا من اكثر التحليلات تشاؤما.. فقد كان التقييم الشائع والسائد هو ان معظم هذه النخب مصابة بالعجز وفقدان الارادة.. ولذلك فانها ادمنت بيانات الشجب والادانة واستغنت بالاقوال عن الافعال.
لكن ثبت من خلال وقائع المواجهة بين اسرائيل وحزب الله في لبنان ان هذا التقييم السلبي اقل من الحقيقة المخجلة. حيث ان بعض هذه النخب لم تكتف بالتخلي عن الصمت المألوف لإصدار بيانات رديئة تلوم الضحية وتنتحل الاعذار للجلاد الاسرائيلي، وانما وصل الامر الي ما هو اسوأ من ذلك بكثير.. وقد تكفلت صحيفة »يديعوت احرونوت« في عددها الصادر امس الاول بكشف النقاب عن واقعة بالغة الخطورة خلاصتها ان رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت تسلم رسالة سرية من حاكم دولة عربية »معتدلة« لا تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل قال له فيها بالنص: »أؤيد عملياتكم في لبنان وشعرت بحاجة الي تشجيعك في هذه اللحظة. انتم ملزمون بالاستمرار حتي النهاية. جهات عديدة في العالم العربي تتمني لكم النجاح«.
وقبل ان تضربوا أخماسا في اسداس لمحاولة تحديد اسم هذا الحاكم »العربي«، واصلوا قراءة »يديعوت احرونوت« التي قالت ان الخارجية الاسرائيلية لم تتلق هذه الرسالة فقط، بل وصلتها ايضا »رسائل« من دوائر عربية تكررت فيها عبارات مثل »واصلوا هجماتكم العسكرية الي ان تمحوا حزب الله، ستصنعون معروفا كبيرا للبنان ولكل المنطقة إذا قضيتم علي نصرالله هذا«، »لاتتوقفوا حتي تقضوا عليهم«، »كل من يصف نفسه معتدلا يتمني لكم النجاح«.
وتعليقا علي ذلك قال وزير الدفاع الاسرائيلي عميربيرتس: »هذه هي المرة الاولي التي تتمتع بها حملة عسكرية اسرائيلية بهذا التأييد خاصة من الدول العربية التي أيدت الخطوات التي تقوم بها اسرائيل..«
إنه العار بكل ما في الكلمة من معني.
وحسنا فعلت اسرائيل انها كشفت النقاب عن هذه الرسائل الوضيعة، التي لن يطول استمرار التعتيم علي مرسليها والعرضحالية الذين دبجوهاحتي تتبدد الاوهام.. وتعاد الحسابات بدون تضليل أو خداع للناس أو للذات.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟