أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة -شعب الجبارين شعب القيادات














المزيد.....


بدون مؤاخذة -شعب الجبارين شعب القيادات


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6795 - 2021 / 1 / 22 - 16:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما أن صدر المرسوم الرّئاسي بتحديد موعد للإنتخابات التّشريعيّة الفلسطينيّة في مايو القادم، حتّى بدأت الكولسات الشّلليّة والعائليّة والعشائريّة والحزبيّة والتنظيميّة، والكلّ يريد أن يكون عضوا في المجلس التّشريعيّ، ظنّا منه بأنّه حامي حمى فلسطين الوطن والشّعب، وأنّه لا يوجد في شعب الجبّارين من هو أكفأ منه! فهو علّامة العصر والمثقّف والمناضل الوحيد الذي لا تلين له قناة، وإذا ما عددنا من يطمعون بعضويّة المجلس التّشريعي فإنّهم بالآلاف، مع أنّ عدد أعضاء المجلس هو 132 عضوا. وحتّى في التّنظيمات والأحزاب فإنّ "الأبوات" لا يرون من هو أكفأ منهم، وحتى هناك شلليّة وكولسات بين بعض القيادات ضدّ البعض الآخر! وهذا يذكّرني بالقصّة التي كان يرويها الرّئيس الرّمز الرّاحل ياسر عرفات وهو يضحك، وملخّصها "أنّه في سبعينات القرن العشرين استنجدت به أنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند وزعيمة حزب المؤتمر الهندي، طالبة مساعدته في الإنتخابات، حيث يوجد فلسطينيّ في الهند جاءها طالبا وفشل في دراسته، والتفّ على قبيلة هنديّة يبلغ عدد أفرادها خمسة عشر مليون شخص، وزعيمهم يعتبر نفسه آلهة ويعبده أتباعه، فتقرّب الفلسطينيّ من الزّعيم الآلهة، الذي توفّي بعد أن أوصى للفلسطينيّ أن يكون خليفته في ألوهيّة القبيلة. فأرسل الزّعيم الفلسطينيّ أحد موظّفي السّفارة الفلسطينيّة ليستدعي "الفلسطينيّ الآلهة"! فوافق الأخير على ذلك بشرط أن يستقبله عرفات بما يليق به كآلهة! وعندما التقيا سأل الرّئيس عرفات "الآلهة" عن قصّته، فسأله الآلهة عن عدد الشّعب الفلسطينيّ، وأتبع سؤاله سؤالا آخر: هل يؤيّدونك كلّهم؟ فأجاب الرّئيس: طبعا لا. فقال الآلهة: أنا يعبدني خمسة عشر مليون شخص! فردّ عليه أبو عمّار: ومشكلتي أنا أنّ كلّ شخص في شعبي يعتبر نفسه آلهة"!
وأنا أتساءل بدوري: هل كلّ أبناء شعبنا قيادات؟ ومن يغذّي ذلك؟ وفي الواقع أنّ التّنظيمات والأحزاب كلّها تغذّي هذه الفكرة دون قصد ودون أن تدرك عواقبها الوخيمة، ومثال على ذلك أنّه عندما يستشهد شخص ما بغض النّظر عن سبب استشهاده، فإنّهم ينعونه "بالشّهيد القائد"! وكذا بالنّسبة للأسرى، وغير ذلك كثير ممّن يعتبر نفسه "قائدا بحجم الوطن"! دون أن يدرك هو ومن يصفّقون له مدى سخفهم واستهزائهم بالوطن بقوله هذا! فهل شعبنا كلّه قيادات؟ وهل لا يوجد عندنا جنود وأفراد عاديّون؟ وهل نتّعظ من تجارب وأخطاء الماضي؟ وهل نتذكّر انتخابات عام 2006 وأنّ أحد أسباب خسارة حركة فتح هو تشتّت الأصوات من خلال من ترشّحوا كأفراد، أو من قاطعوا الإنتخابات لأنّهم لم يترشّحوا؟
وبصفتي أنحدر من أصول بدويّة فسأروي لكم حكاية بدويّة تقول: "أنّ ابنتين لشيخي قبيلتين التقتا وتمازحتا، فقالت إحداهما للأخرى: قبرتِ أهلك! فردّت عليها الثّانية: أسأل الله أن يكثر شيوخ قبيلتك! وعندما عادت الثّانية إلى بيتها روت لأبيها ما حصل بينها وبين بنت شيخ القبيلة الأخرى، ووصفتها بالهبلاء! فردّ عليه أبوها: أنت الهبلاء وليست هي! لأنّه إذا كثر شيوخ قبيلتنا فإنّها ستتمزّق وستضعف، وستصبح نهبا للقبائل الأخرى"!
وإذا ما كان من حقّ أيّ إنسان أن يرشّح نفسه كما ينصّ القانون، فإنّه من الحصافة واحترام الذّات أن يعرف كلّ منّا قدر نفسه وقدر غيره أيضا، وأن يضع نفسه في مكانها الصّحيح. والحديث يطول.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصّة صهيل الأصايل والتاريخ
- بدون مؤاخذة- ذهب ترامب وبقيت جرائمه
- بدون مؤاخذة- ترامب إلى غير رجعة
- بدون مؤاخذة-ترامب وجنون المصالح
- بدون مؤاخذة-يلعن هيك مراجل
- بدون مؤاخذة- تهويد واد الجوز في القدس
- بدون مؤاخذة- نعيب عامنا والعيب فينا
- بدون مؤاخذة- مقام النّبيّ موسى تاريخ وحضارة
- بدون مؤاخذة-زيارة المرضى لها أصول
- بدون مؤاخذة-عيد الميلاد مرّة أخرى
- الأديب جمال بنورة كما عرفته
- الاحتفال بعيد الميلاد
- قصص الخالة مريم والعودة إلى براءة الطفولة
- قصّة الأطفال -الأمير المدلّل- والتّربية الصحيحة
- بدون مؤاخذة-بين وعد بلفور ووعود وترامب
- بدون مؤاخذة-المغرب لم يفاجئ أحدا بالتّطبيع
- قصة الأطفال -حبّ الوطن- والإنتماء
- قصة الأطفال -بوبي وبوسي- والصداقة
- قصّة الأطفال-السّنجابة والعقاب- وخلط المعلومات
- قصة الأطفال -الطاؤوس الحزين- وسيادة القانون


المزيد.....




- بعد تحرره من السجون الإسرائيلية زكريا الزبيدي يوجه رسالة إلى ...
- أحمد الشرع رئيساً انتقاليا لسوريا...ما التغييرات الجذرية الت ...
- المغرب: أمواج عاتية تضرب السواحل الأطلسية وتتسبب في خسائر ما ...
- الشرع يتعهد بتشكيل حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سوريا
- ترامب: الاتصالات مع قادة روسيا والصين تسير بشكل جيد
- رئيس بنما: لن نتفاوض مع واشنطن حول ملكية القناة
- ظاهرة طبيعية مريبة.. نهر يغلي في قلب الأمازون -يسلق ضحاياه أ ...
- لافروف: الغرب لم يحترم أبدا مبدأ المساواة السيادية بين الدول ...
- الشرع للسوريين: نصبت رئيسا بعد مشاورات قانونية مكثفة
- مشاهد لاغتيال نائب قائد هيئة أركان -القسام- مروان عيسى


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة -شعب الجبارين شعب القيادات