|
يتم اختطاف الثورة السودانية و خيبة أمل كبير في الشارع !
ايليا أرومي كوكو
الحوار المتمدن-العدد: 6795 - 2021 / 1 / 22 - 14:34
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
كل شعارات الثورة السودانية راحت شمار في مرقه كما يقولون . و تراجعت الامال الكبيرة و انزوت الطموحات و التطلعات و كل الاماني الجميلة صارت مستحيلة و أضحت سراب يباب يبتعد كلما ظن الظمأن انه يقترب . لا تغيير حدث و لا يحزنون . و لا حرية تحققت كما يدعون . و لا سلام في أرض الوقع تم فعلاً اذ يكفيك الجنينة يموت شبابها و سكان خيامها من النازحين . محرقة الارض تتجلي جداً و الحرب في دارفور تعود بأبشع صورها. العسكر يتقدمون ونذر الحرب ودق طبولها تطل مجدداً . و الحرية في بلادي منقوصة يعاد ادلجتها و تغبيشها و انتهاكها مجدداً و ما الالتفاف حول تغيير المناهج الا دليل علي تراجع ثورة التغيير الحقيقة . لا عدالة انجزت و لا حقوق ردت او اعتبارات اعيدت لأصحابها . رموز النظام البائد لم يتم تقديمهم للحكم و يتم محاكمتهم بصور رمزية لا تنم عن أي نوع من الجدية لأنصاف ضحاياهم المظلومين ابداً ، دعك من ما يدور في لجنة أديب و ما ادراك بلجنة اديب الخاصة بمجزرة فض الاعتصام امام القيادة العامة فالتلكوء و تسويف الوقت هو الا اصدق لما يدور خلف الكواليس . الثوار قادمون أتون من الغياهب و ثورة الجياع ستعم كل الشوارع السودانية . كل المدن ستشتعل من تاني فلا تركنوا علي الصمت و الصبر الذي يسوده . فهذا الهدوء الحذر ليس الا الهدوء الذي سيعقبه عاصفة مدوية تجلجل كل الاركان في الحكم المتداعي . ففشل الحكومة الانتقالية بات جلياً واضحاً للجميع و لايمكن الاستمرار في مواصلة تغطية عورتها بأوراق التوت الجافة . الاقتصاد السوداني اليوم يمر من سوء الي الاسواء و الجنيه السودان فقد قيمة ورقة طباعتة . فكل يوم جديد ينهار هذا الجنية و تزداد الاسعار بشكل مريع بات معه المواطن المسكين في حيرة من أمره . و كلما تكلموا عن تحسين معيشة الناس و معاشهم زادوا الطينة بله , و اشعلوا السوق و لا رقيب و لا حسيب . تراجع الاقتصاد و انهيار الجنيه السوداني بصورة مريع و فشل كل المحاولات اليائسة في النهوض و التقدم و لو شبر واحد . هذا ما يحدث بالرغم من المؤتمرات الاقتصادية في الداخل و الخارج ، رغماً عن الدعومات و المساعدات الكثيرة لا تحسن و لا بارقة أمل بسيط ينبئ بالتحسن الي الافضل . الحكومة الانتقالية أثبتت فشلها بجدارة تحسد عليها لكنها تمضي في غيها غير مبالية بتردي الاوضاع المعيشية للشعب السوداني . وصلت الامور الاقتصادية و المعيشية الي الحضيض و ما تبقي الا ان يقتات الناس أوراق الشجر ان وجدت او حفر بيوت النمل للحصوت علي القوت . الغلاء الفاشح و طمع التجار من يضبط و من يسأل او يكبح تكاد الحكومة السودانية ان تفقدة مسئوليتها ان لم تكن قد فقدتها فعلاً . ثورة القوت و النقود و الوقود ستعود لا محالة هذه الثورة التي أسقطت نظام البشير تتهيأ لها كل الفرص و يفرش في طريقها الورود و الرياحين . فالحال السوداني جد متردي و صعيب و قاسي جداً علي المواطن البسيط و الجلاد القديم عاد بقبحه مكشراً عن انيابه مشمراً سواعده بالبسياطة يجلد في السودانيين بلا رحمة و لا تأخذه رأفة بصراخ الجوعي المعدمين المحرومين . و ها حمدوك الذي عول عليه كثيراً في احداث التغيير الحقيقي يلف في فلك البرهان و حميدتي و الكباشي . حمدوك و هو صديق أبي احمد الذي أمن بتجربته و بشر السودانيين بالتجربة الاثيوبية في النمو و التقدم و الازدهار اليوم يتراجع . هذا الحمدوك أضحي فراشة تهوم حول النار التي ستلتهما فقد وقع في فخ العسكر و بات اليوم خصماً و عدواً لدوداً لأثيوبيا و رئيس وزرائها مسانداً قوياً للفتنة و الحرب مع الجارة الشقيقة و أخت بلادي و هو يحمل بيديه طبل الحرب اللعينة . و حمدوك و هو يدري او لا يدري بأن المستهدف الاول و الاخير من هذه الحرب لا قدر الله ان قامت هو الثورة السودانية و حكومته ستكون كبش الفداء لهذه الحرب . فالمشاكل في حدود بلادنا الشرقية مقدورة عليها بالتفاوض بين البلدين او اللجوء الي التحكيم الدولي و ليس بافتعال الحرب لصالح طرف ثالث ليس للسودان ناقة او جمل في اطماعه . الحكومة الانتقالية برئاسة دولة الرئيس حمدوك تثبت فشلها الذريع يوماً بعد اخر و تتعري من أغطيتها امام السودانيين بجلاء ووضوح بين . الحركات المسلحة و ما ادراك بالحركات المسلحة التي باتت تهيم علي وجهها في الخرطوم فاقدة لبوصلتها و كل الاتجاهات امامها تنتهي الي كتابة نهاياتها بنفسها . هذه الحركات المسلحة التي هرولت الي الخرطوم راكضةً بتوقيع اتفاق محاصصة ناقص تجد نفسها مكلبشة لا تحرك ساكن و شعبها يباد في دارفور و الجنينة و هي واقفة تتفرج في انتظار كيكة لن تحصل عليها ابداً ابداً بدون سلام حقيقي كامل في كل ربوع السودان . عامين كاملين من الثورة السودانية و الاوضاع و الامور كلها محلك سر فلا رحنا و لا جئنا بل زر الرماد في العيون بوعود كاذبة و عهود غير أمينة . حصاد الهشيم و ساقية جحا تشيل من البحر و تكب و تسقي البحر . و لا حيلة للسودانيين و انت تجدهم يتمنون و يمجدون العهد البائد لا أعاده الله علي الاطلاق لكنها حيلة المستضعف يتمني جلاده القديم ليتحرر من الجلاد الجديد لكنهم في نهاية المطاف كلاهما جلاد لا خير في هذا و لا خير في ذاك انه هو هو الجلاد القديم الجديد الذي سيستمر في الهاب ظهرك باليساط متلذذاً بصراخك ونهيبك و بكائك . فالشعب السوداني البوم هو غريب في وطنه و فريسة لحكوماته تنهش بدنه و تأكل لحمه حياً . فيا ايها الثوار الاحر هيا لمواصل المشوار تسقط ثالث و رابع لأنها لم تسقط ابداً ابداً . و الله المستعان من قبل و من بعد .
#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اسفين الحرب أثيوبيا السودان الخاسر الاكبر ، فمن المستفيد ؟
-
التحية للسواقين الجنود المجهولين
-
ولاية شمال كردفان ( الحقوق مهضومة و دولاب العمل معطل )
-
بانوراما تداعيات 2020 م
-
عندما يتكلم البرهان عن فشل حكومته !!!
-
بدعة ما يسمي بشركاء الفترة الانتقالية هو التفاف و وأد للثورة
-
مستشار السلام كندة كومي : حمدوك يملك و الحلو يستحق
-
من لا خير فيه لأهله لا خير فيه للناس ( شمس الدين الكباشي )
-
العلمانية الخيار الامثل لنظام الحكم في السودان (3 )
-
العلمانية الخيار الامثل لنظام الحكم في السودان ( 2 )
-
شمال كردفان مرض مستشفي الضمان عربة اسعاف = موت ( 2 )
-
شمال كردفان في الانعاش تحتضر! 1
-
البرهان يرحب بالشعب للأبتسام في القيادة العامة !
-
هنود أبيا يرد صاعة العنصري البغيض الطيب مصطفي بعشرة لكمات
-
الكوارث الطبيعة و فيضان النيل تهديد و تحدي للسودان
-
الشجعان حمدوك الحلو يرسمان خارطة الطريق لسلام السودان المستد
...
-
أيمن مندون فداك يا بورتسودان
-
قضاة الظلم في السودان الي مذبلة التاريخ
-
القائد العظيم الحلو رؤية لا تموت
-
البند السابع لحماية السودانيين !
المزيد.....
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
-
شولتس أم بيستوريوس ـ من سيكون مرشح -الاشتراكي- للمستشارية؟
-
الأكراد يواصلون التظاهر في ألمانيا للمطالبة بالإفراج عن أوجل
...
-
العدد 580 من جريدة النهج الديمقراطي
-
الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تُعلِن استعدادها
...
-
روسيا تعيد دفن رفات أكثر من 700 ضحية قتلوا في معسكر اعتقال ن
...
-
بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
-
بلاغ صحفي حول الاجتماع الدوري للمكتب السياسي لحزب التقدم وال
...
-
لحظة القبض على مواطن ألماني متورط بتفجير محطة غاز في كالينين
...
-
الأمن الروسي يعتقل مواطنا ألمانيا قام بتفجير محطة لتوزيع الغ
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|