أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله محمد ابو شحاتة - طاعة المؤمن














المزيد.....

طاعة المؤمن


عبدالله محمد ابو شحاتة

الحوار المتمدن-العدد: 6794 - 2021 / 1 / 21 - 19:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شخصاً يسحب إبنه لكي يذبحه تنفيذاً لرؤيا أو لصوتاً يأمره بذلك ، تلك القصة الشهيرة في العهد القديم لأبراهيم الذي يكاد يذبح أبنه المُرتعد من الخوف تنفيذاً لما يظنه أمر الله ، وبعيداً عن تقييم هذا الفعل بمقاييس عصرنا الحالي ، فمن المعروف أنه لو قال شخصاً الآن أن الله أمره بذبح ابنه سيكون مصيره هو أقرب مشفى للأمراض العقلية ، وبعيداً أيضاً عن الجدال الذي يدور بين المسلمين من جهة والمسيحيين واليهود من جهة أخرى حول إن كان اسماعيل ام إسحاق هو من كان سيتعرض للذبح ، فكل هذا بالطبع لا يهمنا في تقييمنا لتلك القصة ، فعلى الراجح إنها مجرد قصة مُختلقة أو قصة رمزية ، ولكن هذا لا يُفقدها الأهمية ، فسواء أكانت واقعية أو نابعة من خيال أحد أدباء أو عرافي اليهود القدماء فستظل ذات قيمة وتأثير بالغ نستطيع من خلاله أن نفهم بناء الأديان الإبراهيمية وطبيعتها وادوارها وتأثيرها في عقلية المؤمنين بها ،
إن هذه القصة تُشكل لدينا رؤية واضحة وتطرح جدلية مثيرة تدعم وجهة نظرنا في الدين على أنه مجرد أداة للسيطرة وفرض السلطة ، فلا شك أن الجانب الفكري والثقافي فعال في بسط النفوذ مثله مثل الجانب المادي ، والقوة الفكرية قد تمارس تأثيراً أكثر فاعلية من قوة السلاح ، ولذلك يظهر لدينا عظم الدور الذي كان يلعبه الدين في تلك المجتمعات البدائية ،
فالدين كما تقدمه لنا قصة الذبح تلك ليس إلا عبودية وخضوع أعمى للقوة ، وهو ما يناقد النظرة التي تُروج في بعض الاحيان للدين كأرادة حرة للصلاح والخير ، فلو كان الدين أرادة حرة للصلاح والخير لوجب على إبراهيم في القصة أن يعارض أمر الله بذبح ابنه ، فلا يوجد فعل يحمل من البشاعة أكثر من ذبح اب لأبنه ، ولكن جاء رد ابراهيم بالقبول ليعلنها بوضوح أن الدين ليس إلا عبودية وطاعة عمياء وخضوع للسلطة لا خضوعاً للخير أو الصواب ، فنحن نعبد في الله القوة لا الخير ، ونذم في الشيطان الضعف لا الشر ،
ثم يتبع موافقة إبراهيم تأييد الله لطاعة أبراهيم العمياء وإثنائه عليها ليؤكد تلك النظرة ويجعلها عقيدة راسخة يسير عليها المؤمن في حياته وتؤثر في شخصيته حتى دون أن يدري ، فيصبح شخصاً يقدس القوة أكثر من الحق ويقدس العبودية و يرى في الحرية دنس ، ويتعلم أن يُطيع أكثر مما يُفكر أو يختار ، فالطاعة ولا شئ غير الطاعة ، الطاعة العمياء لكل ذي سلطة من رجل الدين إلى حاكم الدولة ، وإن تسلط عليه حاكم فاشي يتحمله لأن هذا هو قضاء الله الذي يجب أن يرضى به حتى يرفع الله عنه البلاء ، فمصائر تلك الشعوب المتدينة دائماً ليست بأيديهم فليس عليهم سوى الرضى والصبر ناظرين إلى السماء ، على العكس من الشعوب الحرة التي تعلم أن مصائرها بأيديها هنا على الأرض .



#عبدالله_محمد_ابو_شحاتة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكننا القضاء على الجوع ؟
- مصطلحات الحداثة في خطاب جماعات الرجعية
- المجتمع وحق التملك
- اليهود بيننا
- هل توجد علاقة طردية بين تدين المجتمعات و فسادها..؟؟
- مجتمعات العصا ومجتمعات الحوار
- التعليم والضفائر الفوشيا في مصر
- الحرية وحدود القانون


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله محمد ابو شحاتة - طاعة المؤمن