أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فاخر السلطان - مكاسب وخسائر طهران















المزيد.....

مكاسب وخسائر طهران


فاخر السلطان

الحوار المتمدن-العدد: 1619 - 2006 / 7 / 22 - 14:50
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يؤكد الكثير من المراقبين أن إيران سعت إلى تحقيق أهداف محددة من أسر حزب الله جنديين إسرائيليين وما تلا ذلك من هجوم إسرائيلي عنيف على لبنان، وخططت لإحراز مكاسب تصب في أجندتها السياسية، خاصة ما يخص ملفها النووي.. لكن، هل في الواقع خططت طهران لذلك، وهل تحقق ما كانت تصبو إليه، وهل الهدف هو هذا الملف أم تخطى الأمر ذلك ليشمل مستقبل النظام في طهران؟

يذكر أن حزب الله أسر الجنديين الإسرائيليين في نفس اليوم الذي وافق فيه وزراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا على الدفع بمطالبة إيران بتعليق جهودها النووية وإرجاع ملفها النووي إلى مجلس الأمن.

ويعتقد المراقبون أنه في إطار التطورات في الجبهة الإسرائيلية اللبنانية، ومن قبلها في الداخل الفلسطيني بعد قيام فلسطينيين بأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، كانت طهران على علم بأن جهودها للدفع بملفها النووي والدفاع عنه أمام "الهجمة" الدبلوماسية الدولية أصبحت ضعيفة وكأنها تواجه مرحلة حرجة من الضغوط ما قد يدفعها لتقديم تنازلات كبيرة. لذا شعرت – حسب رؤى الكثير من المراقبين - أنها بحاجة إلى سيناريو جديد يهيئ لظروف إقليمية جديدة تستطيع من خلاله أن تكيف ملفها النووي معه. وهذه الظروف، وفق السيناريو، لا يمكن لها أن تتوافق مع جهودها السياسية المحلية أو مع أجندتها الدبلوماسية القديمة، بل أصبحت بحاجة إلى خلق وضع سياسي جديد عنوانه الرئيسي التفجير الأمني الإقليمي وإشعال المنطقة، لتستطيع من خلال كونها اللاعب الرئيسي فيه أن تمارس دبلوماسيتها الداعمة لملفها النووي لسحب مزيد من التنازلات من الأطراف الدولية مقابل تدخلها لدى الطرف القوي والرئيسي في هذا الانفجار، أي حزب الله، لحلحلة بعض القضايا ومن ضمنها موضوع الأسيرين الإسرائيليين، وفق رؤى جديدة. لكن ردة فعل إسرائيل العسكرية يبدو أنها فاجأت المسؤولين في طهران إثر قيام بل و"نجاح" تل أبيب بـ"تغيير المعادلة العسكرية" على الحدود اللبنانية.

رغم ذلك، يبدو أن إيران ماضية في سياستها الهادفة إلى "استغلال" الوضع اللبناني المتفجر. فقد نسب إلى وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أن إيران ستؤيد أي خطط "شاملة" لإنهاء الأزمة في لبنان. وقال في ختام زيارته إلى دمشق التي التقى فيها الرئيس السوري بشار الأسد أن "وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع إسرائيل أمران يجب أن يؤخذا في الحسبان". كما أكد أن الجهود الدولية متواصلة من جانب عدة دول للوصول إلى "الطريقة الأمثل" لحل الأزمة، وأن المسئولين الإيرانيين يبحثون جوانب الأزمة اللبنانية مع "أطراف عديدة".

ويبدو أن إطلاق النار ثم وقفه وتبادل الأسري، كان هو السقف الإيراني لتغيير المعادلة الدبلوماسية لصالحها في المنطقة، في حين قامت الآلة العسكرية الإسرائيلية بتغيير معادلة طهران - حزب الله وحولتها- حتى الآن - لصالحها من خلال "تغيير المعادلة العسكرية" التي يبدو أنها استطاعت هزيمة الحلف الإيراني. وقال أكثر من مسؤول بارز إسرائيلي ومن ضمنهم رئيس الوزراء إيهود أولمرت أن إسرائيل لن توقف هجماتها على لبنان إلى أن يطلق سراح الجنديين ملمحا إلى أن إسرائيل لن تقبل أي شروط، وأن لا مجال للخروج من الأزمة إلا بإبعاد حزب الله عن الحدود اللبنانية. ويبدو أن هذين الشرطين يسيران في اتجاه التحقيق في ظل التطورات العسكرية والسياسية.

وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش أكد في لقاء مع مجلة نيوزويك أن استراتيجية إيران في المنطقة تتمثل في "إيجاد ظروف تدفع الحكومات المعتدلة إلى التراجع خوفا، بحيث يتم ملء الفراغ عندها من قبل من يناصرون إيديولوجية عدوانية". في إشارة واضحة إلى حزب الله وحماس وحركة الجهاد.

ويبدو أن الوضع المتفجر في لبنان وفي الأراضي الفلسطينية (بعد خطف شاليط) هو جزء من هذه الاستراتيجية. لكن يبدو أيضا أن الدول المعتدلة التي أشار إليها الرئيس الأمريكي، وهي دول الخليج ومصر والأردن، قد استوعبت السيناريو ووجهت رسالة عنيفة إلى "مغامرة" حزب الله وإلى استراتيجية طهران. وقال المحللون ان مبعث الانتقاد السعودي والمصري والأردني والخليجي لحزب الله هو الخوف من تنامي النفوذ الايراني في المنطقة.

وكانت السعودية قد تحدثت بقوة في العام الماضي عن نفوذ الايرانيين في العراق. كما تبنت موقفا علنيا قويا يدعم المخاوف العالمية ازاء البرنامج النووي الايراني.

وقال المحلل العراقي مصطفى العاني ان السعودية تنظر الى حزب الله باعتباره امتدادا لايران، ولا يمكنها تصديق ان حزب الله اتخذ ذلك القرار الاستراتيجي الخاص باسر الجنديين الإسرائيليين بدون مجرد علم الايرانيين او اخذ الضوءالاخضر منهم.

وفي الوقت الذي تصاعد الإنفجار في المنطقة، جاءت الصدمات العالمية بسرعة إذ ارتفعت أسعار النفط إلى أرقام قياسية (أكثر من 78 دولارا للبرميل) وهو ما يصب في صالح الوفرة المالية لحكومات دول المنطقة ومنها إيران.

وقال كريستوفر ديكي المحلل في مجلة نيوزويك إن قرار بوش غزو العراق كجزء من "الحرب العالمية على الإرهاب" جعل أمريكا طرفا في النزاعات الميدانية كما لم تكن من قبل، مؤكدا أن نظام صدام حسين قد شكل توازنا استراتيجيا مع قوة إيران الراديكالية، أما الآن فقد وضع الغزو واشنطن وجها لوجه مع طهران، مشيرا ان المواجهة عسكرية، واقتصادية، وسياسية، وفكرية، مباشرة وغير مباشرة، سرية وعلنية.

وقال أحد الأوروبيين للمجلة، بعدما اجتمع كبير المفاوضين الإيرانيين علي لاريجاني الأسبوع الماضي مع خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ومندوبين من بريطانيا وفرنسا وروسيا وألمانيا، الذين توقعوا من المسؤول الإيراني أن يقدم عرض حوافز مضادا لرزمة الحوافز التي قدموها لإيران لوقف برنامج تخصيب اليورانيوم: "لو أنه جاء ومعه رد جزئي، لواصلنا عملنا. لكنه لم يأت بأي جواب. وبقي يقول، عوضا عن ذلك، إن كل ما يجري يتعلق بعملية تغيير النظام، إذن لم التحدث أساسا؟". فهل اشتعال المنطقة هو جزء من استراتيجية إيرانية حزب اللهية لمواجهة تغيير النظام في طهران؟



#فاخر_السلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإكراه الديني يعادي الإيمان
- استبداد المدرسة الفقهية
- اخوان الكويت.. ومعركة رئاسة البرلمان
- خسارة السيد المعمم
- جدل الانتحار في غوانتانامو
- إهداء إلى المحزونين على الذباح
- نضال الكويتية
- الفهم الديني.. ومسوغات التكفير والإلغاء
- الإنسان.. محور غائب في الفهم الديني
- لماذا ترفض واشنطن رسالة نجاد؟
- اختلاف الفهم الديني.. وتهم البدعة والزندقة
- الفهم الديني غير المقدس.. ضرورة اجتماعية
- تصريحات مبارك.. في أي اتجاه تصب؟
- في حوار واشنطن مع الإسلاميين
- أفغانستان تتغير
- بين تعريف الحقيقة الدينية والتحقيق فيها
- هل الحقيقة الدينية واضحة؟
- هل تكفي النصوص المقدسة لمعالجة مشاكل دولة الولاية؟ 3 – 3
- تحرير حقوق المرأة من أسر الخطاب الديني
- هل يمكن إصلاح سلطة مرتبطة بالسماء؟ 2-3


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فاخر السلطان - مكاسب وخسائر طهران