نعمت شريف
الحوار المتمدن-العدد: 6794 - 2021 / 1 / 21 - 09:15
المحور:
الادب والفن
حبيبتي يا مدينة الزجاج والحجر
مدينتي تعيش في الظلام كالقبر
عيونها بلا رتاج او ستر
واليد من غير حقيبة
تلملم النواعم الصغر
او خواتم الذهب
تلمع في الاصابع
حبيبتي تبدو بلا ثوب
عارية ملساء في ضوء الشمس
تشدو مع
بلابل الربيع في الغسق
تحوك البسة الشتاء في الربيع
تنتظر الحجر
تنتظر الحجر ....
* * *
مدينتي صرة من ذهب
في يدي مزارع عجوز... يعبر النهر
بلا حتى قوارب النجاة او مجاديف الخشب
والاغنياء كالنمر
يرقصون في السحر
في انتظار والدنا العجوز يعبر النهر
الى شاطئ الزمن
بلا قوارب النجاة او مجاديف الخشب
بلا حرس
بلا فم في هيئة الامم
آواه يا والدنا العجوز، سوف يحترق
بنار كبريائه المهشمة
فوق صخور معبر القرية الصغير في
وسط النهر
بلا احد... بلا احد
* * *
حبيبتي تعيش في الظلام او خلف الحجب
لا تعرف المكياج او عقص شعر كالذهب
حبيبتي بيضاء في لون الثلوج الناصعة
لا تعرف الجلوس خلف القمم
ولا تعرف النوم على اسرة العرائس المطرزة
ولا تعلق الحقائب الحمر
على ذراعها الرفيع كالغصن
حبيبتي تنام في ثوبها البنفسجي
فوق حشائش خضر
تستدفئ النار على بعد بنجمة الغسق
او بهيئة الامم
وتلتحف
سماء ربنا الحكم
حبيبتي رفيعة رقيقة كغصن بان، كالوتر
لكنها ذات لحن لا كالحان الورى
حبيبتي من يستمع لصوتها
من يسترق النظر
لها ... لعينيها ... يثور في محاكم الاله والوطن
او ينتحر ...
* * *
حبيبتي هي الوطن
ووجهها، هل رأيتم، زجاجي الملامح
ودقيق القسمات
عندما بحلقت في بحيرتي عيونها
خلف عوينات المركبة
صارعت امواج القدر
وعندما سئلت عن...
عن اسمها
توقف القطار، وامتثلت في
محاكم الاله والوطن
محاكم الاله والوطن.
#نعمت_شريف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟