|
حوارات ثورية
مصطفى مجدي الجمال
الحوار المتمدن-العدد: 6793 - 2021 / 1 / 20 - 17:17
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
كتبت منذ انتفاضة يناير 2011 مئات المقالات والتعليقات التي تناولت فيها بالنقد المسؤول عيوب الانتفاضة، البنيوية والذاتية، وما سبقها من مقدمات حركية وفكرية. وأقصد بالنقد المسؤول أنني حرصت ألا يستخدم أعداء الانتفاضة هذا النقد لصالحهم، وألا أتسبب قدر الإمكان في تفاقم الخلافات بين الثوار. ورغم أنني شاركت في الانتفاضة بكل كياني، وأسرتي، وأنني تعرضت للموت المحقق مرتين.. إلا أن التشاؤم كان غالبًا عليّ وكنت أظهره بحذر حتى لا أُضعِف المعنويات، وأيضًا كي أترك الفرصة ليجرّب المجرّبون اجتهاداتهم دون مواجهتهم بأحكام مسبقة مستقاة من المسارات السابقة. وبإمكان القاريء الاطلاع على ما يشاء من مقالاتي على موقع الحوار المتمدن، حتى يعفيني من التكرار والشرح الزائد، ومن أجل أن أركز على المضمون الأساسي في المقال الحالي. بدأنا حياتنا السياسية الفعلية بعد كارثة 1967، وتطور وعينا من الأفكار والمشاعر الوطنية الجارفة إلى تبني أفكار اجتماعية جذرية.. أي أصبحنا اشتراكيين نشطاء، نجمع بين شعارات التحرير واقتصاد الحرب والاستقلال الاقتصادي والعدالة الاجتماعية والحريات... في بوتقة واحدة.
** خريطة يسارية ** في هذه الفترة تبلورت حلقات يسارية يقودها مثقفون راديكاليون وبعض القيادات العمالية ومحترفون ثوريون.. وما إن جاء منتصف السبعينيات حتى تبلورت أربعة أحزاب شيوعية سرية.. وسرعان ما بدأ التطاحن داخل وبين التنظيمات الأربعة لأسباب ذاتية بالدرجة الأولى. فهناك تنظيم معادٍ بالكامل لنظام يوليو (حزب العمال الشيوعي) واعتبر التنظيم أن مهمته الاستراتيجية هي إنجاز الثورة الاشتراكية، دون التعثر في شعارات عن "الثورة الوطنية الديمقراطية"، وكان نفوذه الأساسي وسط طلاب الجامعات والأدباء والمثقفين وبعض الرموز العمالية. ورغم كل الطرح الثوري العارم بدأ نفوذ هذا التنظيم في التراجع بعد حرب أكتوبر وتوغل الاتجاهات الإسلامية في الجامعات والمجتمع عامة، ما جعل البعض يفكر في إنشاء حزب للطلبة. أما عن وجهة نظري الخاصة فكانت أنه ليس هناك سور صيني عظيم بين المهام الوطنية الديمقراطية والمهام الاجتماعية الاشتراكية، وأن الطرح السليم هو طرح الثورة الوطنية الديمقراطية ذات الطابع الشعبي والأفق الاشتراكي، وأن هذه عملية جدلية تطورية تتوقف على سياقات عديدة. وتنظيم آخر (الحزب الشيوعي المصري) تكون من قادة شيوعيين قدامى نقدوا أنفسهم على قرار الحل، وإلى جانبهم أعداد من الأعضاء السابقين في التنظيم الطليعي ومنظمة الشباب الاشتراكي، مع وافدين جدد من قيادات طلابية وعمالية. ورأى التنظيم أن ثورة يوليو هي إحدى حلقات الثورة الوطنية الديمقراطية، وأن هناك ردة عليها وقعت عام 1971 ومع ذلك فإن النظام الساداتي يضم ثلاثة أجنحة: خائن، ومتردد، وعميل، وأن المهمة الاستراتيجية هي إسقاط الجناح العميل ودعم الجناح الوطني وشل تردد الجناح المتذبذب. وبالطبع لم ينجح هذا التحليل "المركب" في فرز موقف واضح من السلطة. وهناك تنظيمان آخران اختفى أحدهما سريعًا (التيار الثوري) بعدما أيد ثورة التصحيح التي قادها السادات ضد الدكتاتورية الناصرية. وتنظيم آخر (الحزب الشيوعي 8 يناير) زعم قادته أنهم الاستمرار الحقيقي للحركة الشيوعية في الخمسينيات والستينيات، لأنهم لم يوافقوا على قرارات حل التنظيمات الشيوعية في منتصف الستينيات، ولكن انتهى هذا التنظيم نهاية مأساوية حيث انفجر باتهام مؤسسي التنظيم أنفسهم بأنهم عملاء للأمن ولاستخبارات أجنبية. تلك كانت الخريطة بخطوطها الكروكية.. ولكن هناك ملاحظة تقفز أمامنا فحواها أن كل الطرح النظري للتنظيمين الأولين كان أساسه مستقى من نصوص كلاسيكية وتوجهات براجماتية في آن واحد.. أي البحث في النصوص عما يؤيد التوجهات البراجماتية.
** خناقة التطور اللارأسمالي ** وكان من الخلافات المبكرة ذلك الخلاف المتعلق بنظرية التطور اللارأسمالي، بل الحديث عن دولة التوجه الاشتراكي، وتطبيق هذه النظرية السوفيتية على نظام يوليو. وبالمقابل هناك من أكد عدم علمية هذه النظرية، وبأنها دخيلة على الماركسية. وكانت وجهة نظر كاتب هذه السطور رغم سنه الصغيرة وقتذاك أن القول بهذه النظرية كان في خضم انضمام جمهوريات آسيا الوسطى للاتحاد السوفيتي، ومعظمها كان بلدانًا لا توجد بها طبقة رأسمالية أو طبقة عاملة، وبعضها مجتمعات من الرُحَّل ولا توجد أبجدية حتى للغاتها الخاصة. وبالطبع لم يكن من واجب الدولة السوفيتية أن تربي الرأسمالية كي تذبحها في المستقبل (كـ "خروف العيد" كما قال أحد الرفاق). ومن ثم إلى أن يتم خلق بروليتاريا وطنية في تلك البلدان يمكن الاستعاضة بالتحالف مع البروليتاريا في روسيا. وبالتالي ليس من الصحيح تطبيق هذه النظرية بحذافيرها على نظام ثورة يوليو، رغم أنها ثورة وطنية بكل المقاييس، كما خلقت قوى وعلاقات إنتاج جديدة (مثل فلاحي الإصلاح الزراعي، وعمال القطاع العام، والمهنيين خريجي التعليم المجاني بالجامعات).. ولكن غياب تحالف شعبي حقيقي، ورفض التكوينات الاجتماعية والسياسية المستقلة، كان كفيلاً بأن تنفرد بالسلطة البيروقراطية العسكرية والمدنية. ومع التراكم وغياب الرقابة الشعبية تتطور البيروقراطية باتجاه اليمين يومًا وراء يوم. الخلاصة أن نظام يوليو كان تعبيرًا عن رأسمالية الدولة الوطنية المضطلعة بمهام الدولة التنموية، عوضًا عن تقاعس الرأسمالية المحلية الخاصة عن المبادرات المطلوبة في مجال التصنيع، والتداخل الواضح بين الرأسمالية وطبقة كبار الملاك الزراعيين والعقاريين. أخذ الخلاف السابق وقتًا طويلاً وأهدرت الكثير من الجهود بسببه، رغم أن الحقبة الناصرية كانت تترنح فعلاً على يدي نظام السادات، الذي استخدم آليات يوليو "الشمولية" نفسها في تصفية الناصرية. بينما انغمس الناصريون في الدفاع عن شخص عبد الناصر أكثر من التجربة، كما تفاقم التراشق بين الماركسيين والناصريين، إلى جانب عودة "البعبع" الإخواني والجهادي للساحة مدعومًا بقوة من جانب النظام الساداتي. الغريب أكثر.. أن المسافات بين تحليلات الحزب الشيوعي وحزب العمال الشيوعي لم تكن كبيرة في الواقع التكتيكي وربما النظري.. فمن يقول بالثورة الاشتراكية صاغ شعارًا تكتيكيًا هو "الجمهورية البرلمانية".. ومن قال بالثورة الوطنية الديمقراطية كان يرى أن قيادة هذه الثورة قد انتقلت إلى حزب الطبقة العاملة.
** محنة التجمع ** ثم تفاقمت الخلافات بظهور منبر اليسار (حزب التجمع فيما بعد).. وفي البداية رفض حزب العمال وحزب 8 يناير والتيار الثوري المشاركة في المنبر، واتهموه بأنه سيكون ألعوبة في أيدي النظام. بينما رأى الحزب الشيوعي المصري أنه لا يمكن التغلب على هذه اللعبة من خارجها ولا بد من التفاعل معها بجدل ووعي. خاصة وأن الرجل الأول في المنبر قريب جدا من الحزب الشيوعي، بل وعضو ذو طبيعة خاصة فيه. وأذكر هنا المناقشة المهمة بين وبين زكي مراد حول موضوع التجمع، وحذرت فيه من ذوبان الحزب الشيوعي في التجمع، وقلت بالحرف إن هناك نوعين من المناورة: المناورة بالقوات والمناورة بالنيران. والمناورة بالقوات تكون بدخول أعداد كبيرة من الحزب في التجمع، أما المناورة بالنيران فتعني التأثير من الخارج إلى جانب إرسال عدد قليل من "الكومندوز" ذوي الفعالية. وكانت انتخابات البرلمان عام 76 هي المناسبة التي فقد أعضاء الحزب الشيوعي فيها الحذر وانخرطوا في أنشطة التجمع، على أمل فرض التوجه اليساري بقوة العدد أيضًا. ثم جاءت انتفاضة 77 وبعده كانت هجمة النظام الشرسة على أعضاء التجمع ففقد أعضاء الحزب الشيوعي الكثير من الغطاء السياسي وأصبح عددهم هو الأبرز. وفي الوقت نفسه كان أعضاء الحزب الشيوعي قد جندوا لتنظيمهم الكثير من أعضاء التجمع. لكن التطور الأخطر كان أن معظم قيادات الحزب الشيوعي أصبحوا قيادات في التجمع، ومن ثم بات مستقبل الحزبين رهينة في أيدي تلك المجموعة، وأصبح التمييز بين الحزبين أمرًا بالغ الصعوبة، ولكن الصورة الأعم للجميع أنهم كانوا أعضاء في التجمع. وكذلك تفاقمت الخلافات والانقسامات داخل الحزب الشيوعي حول موضوعات شتى كان أهمها بالطبع الخلاف حول موقف الحزب من تجربة التجمع. وتركز نفوذ المجموعة المعارضة للذوبان في التجمع في "منطقة الخارج"، وسرعان ماغادرت المجموعة الحزب تحت مسمى حزب الشعب الاشتراكي الذي انهار تماما بعد وفاة نبيل الهلالي. في هذا الوقت أيضًا تفاقمت الخلافات الذاتية والمغرقة في التنظير داخل حزب العمال الشيوعي، وأخذ جزء كبير من قادته السابقين ينصرفون إلى الأنشطة الحقوقية والتمويل الغربي.. رغم أنهم كانوا يتهمون الحزب الشيوعي بالتمويل والمنح الدراسية والعلاجية السوفيتية. وفي أواخر الثمانينيات جرت محاولة لإعادة بناء حزب العمال تحت مسمى حزب العمال الجديد، وانضم إليه كثيرون من "فرط" التنظيمات اليسارية الأخرى. غير أن هذه المحاولة ماتت في صمت، ربما لأن "التجميعة" كانت عشوائية، ولأن طبيعة الكوادر نفسها تغيرت ثقافيًا ومصلحيًا. وهكذا ذابت الهوية الشيوعية للكثير من كوادر الحزبين.. فغرق معظم أعضاء الحزب الشيوعي في "الشخصية التجمعية".. وانغمس معظم كوادر حزب العمال الشيوعي في "الشخصية الحقوقية".
** موضة البيروسترويكا ** من الأمور المعترف بها وجود مرض التبعية النصية عند كثير من القوى اليسارية. وبالفعل كان للتغيير الذي حدث في السياسة السوفيتية بعد مجيء جورباتشوف أثره السريع في صفوف اليسار المصري. حتى أن الكثيرين ممن كانوا يبجلون "الستالينية" انجرفوا وراء الموضة. وعن شخصي وجدت نفسي في موقف بالغ الصعوبة، حيث أكدت مرارًا وتكرارًا أن البيروسترويكا برنامج للهدم دون رؤية للبناء.. دون أن أدافع بالطبع عن الجمود السابق قبل جورباتشوف.. ومن المؤسف أنني تعرضت للهجوم وحتى السخرية بسبب هذا الموقف. وقد حاول أحد القيادات تغيير موقفي بأن جاء لي عام 88 بمنحة زيارة سياحية لثلاثة أسابيع في الاتحاد السوفيتي، بعدما وافق على شرطي بألا تكون هناك أي لقاءات سياسية، لأن موقفي المبدئي الصارم هو أنني لا أتكلم في السياسة خارج موطني. وبالفعل كان كل همي هو معايشة المجتمع السوفيتي "دون بارفانات".. رأيت المواطن السوفيتي يعيش حياة صعبة، وذهلت من بلدا غزا الفضاء في الخمسينيات بينما "الكاشير" في كل المحلات لا يتعامل بالآلة الحاسبة الإلكترونية وإنما بالعدادات الخشبية التي يستخدمها الأطفال. المهم أنني كنت أسير في الشوارع أتأمل وجوه البسطاء وأسأل عن حياتهم.. وقبل العودة بيومين انعقدت اللجنة المركزية للحزب، ورأيت أعضاء اللجنة المركزية لا يشبهون السائرين في الشوارع.. فهم يجمعون بين آثار النعمة والثراء والتعالي. وجاء المترجم ليقول لنا قرارات الاجتماع، وقال بالحرف "لقد تم تدمير ستة من أعضاء المكتب السياسي وعلى رأسهم جروميكو".. ورغم أننا كنا مراقَبين بالطبع من قِبل الأجهزة والمترجمين، فقد أفلتت مني عبارة هائلة على مائدة الغداء، خاصة حينما رأيت أحد أعضاء اللجنة المركزية ينظر باحتقار للأفارقة والبنغاليين.. قلت: "على فكرة.. لا يوجد في كل هذه القاعة شيوعي واحد".. فارتعب جلسائي من المصريين والعرب وصرخوا في وجهي: "كيف عرفت؟ وما هي معاييرك العلمية؟....".. فأجبت ببساطة لأنه لا أحد هنا يشبه من أراهم في الشارع.. استنتجت أن "ستارة" النهاية ستسدل عما قريب.. دخلت في مصر في حوارات حامية الوطيس حول البيروسترويكا، وسخرت من فكرة "توازن المصالح" بين الشرق والغرب، وركزت بقوة على تهجير مليون يهودي سوفيتي إلى إسرائيل، وتخلي السوفيت عن حركات التحرر ومساعدة بلدان الجنوب. ولن أنسى عمري أن أحد القادة قال إن البيروسترويكا تعني نضج الأسس المادية والفكرية لبناء الشيوعية، بينما فاجأني آخر بقوله إنني متأخر في فهم البيروسترويكا وأنها باتت رهنًا بزعامة شعبية أخرى غير جورباتشوف وهو بوريس يلتسن. ومن المؤسف أن انهيار الاتحاد السوفيتي لم يدفعهم لاستعادة مواقعهم اليسارية، وإنما مضوا بخطوات أسرع نحو "أسقف منخفضة" تقبل بالحصول على "فتات" السلطة من النظام، أو تلهث وراء التمويل الغربي نفسه. ومن العجيب أن ترافق مع شعارات النظام الدولي الجديد والجوانب الإيجابية في العولمة تفكيك البنيات التنظيمية الثورية، لصالح النضالات المجزأة والتنظيمات الشبكية الفضفاضة..
** الحلقة الرئيسية ** مع بداية القرن 21 دخلنا في دوامة جديدة فحواها الاستعاضة عن ضرورة الحزب بالحركات الاجتماعية، والترديد لعبارة المجتمع المدني الذي جرى اختزاله في المنظمات الأهلية، واختُزِل أكثر في المراكز الحقوقية.. في هذه الفترة ظهرت حركة "كفاية" التي أعترف أنني لم أستطع التكيف معها رغم مشاركتي في بعض أنشطتها الجماهيرية.. وخاصة بسبب تغلغل جماعة الإخوان المسلمين وقوى رجعية أخرى وحتى متأمركة في أنشطتها. غير أن الخلاف النظري الحاسم كان حول موضوع "الحلقة الرئبيسية" في النضال.. فقد كان من نتائج تزايد نفوذ الفكر الليبرالي في الأوساط اليسارية أن تحولت الديمقراطية/ الدمقرطة إلى ما يشبه الهدف الأوحد.. وقام هذا التطور على فكرة أن الديمقراطية هي الحلقة الرئيسية في النضال التي ستشد وراءها بقية الحلقات.. بينما كان رأيي أن هذا تصور ميكانيكي وأن النضال له أربعة محاور يجب أن نعمل عليها معًا، وبالطبع دون تسوية حسابية بينها. وهذه المحاور هي: الاستقلال السياسي والاقتصادي ونفض التبعية، التحول الديمقراطي الشامل والعميق، التنمية والعدالة الاجتماعية وتقليل حدة الاستغلال الرأسمالي، الثورة الثقافية وتأكيد قيم المواطنة واحترام العلم والعمل. قلت دائمًا إن الشعب قد لا يضع المطالب الديمقراطية في الصدارة دائمًا، كما أنها لا تكفي كشعارات للوصول إلى الأحياء الشعبية والريف. وجاءت انتفاضة يناير لتؤكد هذه الحقيقة. وفي البداية يجب أن أؤكد أن الانتفاضة بدأت أولاً كحركة احتجاجية مخطط لها لكنها تدحرجت سريعًا إلى مستويات لم تكن القوى الثورية مستعدة لها. والسبب في ذلك كان الوحشية التي استخدمتها السلطة في قمع الاحتجاج فنزل الناس إلى الشوارع يوم 28 يناير تعاطفًا مع المتظاهرين المقموعين، وأدى هذا التطور إلى هزيمة مدوية لقوات الأمن.. وعند صلاة العصر نزل إلى أرض التحرير ثلاث قوى جديدة على المشهد: الإخوان، والجيش، والأجهزة الأجنبية. وما كان من الممكن أن تنتصر الانتفاضة بحسم طالما على رأسها قيادات ليبرالية حصرت الانتفاضة تقريبا في مطلب وقف التوريث وعزل الرئيس.. وعملت كل القوى الرجعية والليبرالية على ألا تتطور العملية إلى نضال طبقي جذري.. وسرعان ما دبت الفوضى والتناحرات في الائتلافات الشبابية.. وفي النهاية أصبح القطبان المتحكمان هما الإخوان والمؤسسة العسكرية. وذهبت أيضًا جبهة الإنقاذ أدراج الرياح، وواجهت مصر ثورة مضادة كالأفعى ذات رأسين يتناهشان أو يتعانقان.. وفي الحالتين تتبعثر آمال القوى الثورية.. أما الشعب ففقد تأييده للثورة تدريجيًا بسبب الفوضى والإرهاب ومخاطر هدم الدولة وفقًا للسيناريوهات المرئية في سوريا وليبيا... والأخطر أن الشعب أصبح يتشكك في كل القوى التي ادعت قيادة الثورة. وستحتاج مصر إلى وقت طويل قبل أن تدخل غمار تحدٍ ثوري جديد.
#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وتظاهرنا في ميت أبو الكوم
-
ويبقى أنيس مورقًا فينا
-
كيف أحرجنا رجال السادات
-
أركيوبتركس
-
الأم جونز
-
كنت ضيفًا على المخابرات السودانية
-
عشر سنوات على خطاب أوباما الثقافي
-
كرهت أستاذي.. والسبب ناصر
-
رفيقي الملاكم اليساري
-
حوار خصب مع سمير أمين
-
حقارة أن تتهكم على شعبك ولا ترى عيبك
-
الكيماوي الأمريكي الحلال
-
آخر أوراق سمير أمين
-
أعراض ليبرالية
-
اليسار والتغيير الاجتماعي
-
حاورت خالد محيى الدين
-
من ليالي المشقة والفزع
-
خرافة الحديث غير الرسمي للمتحدث الرسمي
-
الشفاء من الليبرالية
-
حتى لو كانت صفقة أو تمثيلية
المزيد.....
-
-جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال
...
-
مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش
...
-
ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف
...
-
ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
-
حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك
...
-
الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر
...
-
البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
-
-أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك
...
-
ملكة و-زير رجال-!
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|