زهور العتابي
الحوار المتمدن-العدد: 6791 - 2021 / 1 / 18 - 20:20
المحور:
الادب والفن
بَكى الباكون والباكِيات...انقضَت أياام العزاء وانتهت ...وكلٌّ ذهبَ لشانهِ ..وحياتهِ...
وبقيت أنا حيثُ أنا ...
أتجوّل في بيتي وحيده ..بائسة ..في دواخلي احساس كبير بالحزن يورقني ويوقِضني الحنين اليك.... فأبكييييك...
أصحو كلّ يوم على صباحٍ مؤلم...حزين أبحث فيه عن ايامي الحلوة..المفقودة..تخونُني الحَسرة والدموووع ويقتلني الندم بعد غيابك ....!!
اقلّب اوراق دفاتري والذكريات.. لاستعيد أمسي المتصالح أبدا معك ...
أشياءُكْ...كتبكْ ..صَوتكْ....صُورك. كلّ ما حولي يذكّرني بك . هنا مَشيتْ ..على تلكَ المائدة اكلت وشربت...في ذات يومٍ ولسبب ما غضبت وانفعلتْ ثم ندمتْ ..هدأت..واعتذرتْ...في تلكَ الزاوية جلستَ سعيدا وبنشوة شربت قهوتك وسيكارتك تلوح بين يديكْ....
تَحضُرني وقتها مَقولتك حينما كنتُ أحذّرك لأسألك ...كيف لمَن يعاني الرَبو (يدخّنْ ) !!..فتَعترضني ساخِرا ..مزهواً
(خليّها على الله ) لا أحد يموت ناقص عُمر.... !!
لم تكُ كورونا وقتها حاضرة...ويوم أن حطّت رحالَها في العراق... للأسف جاءتك...ووضعَت حدّا لنهايتك ...وجميع محاولاتنا والأطباء كلّها باءت بالفشل ...فرَحلتْ.......!!!
يا رفيق الدرب ....
كيف لي أن انقلَ أحساسي وأكتب وفي دواخلي حزنٌ عميق ..ومِلاُ فمي مرارة تفوقُ حَلاوة حروف الكتابة ورقيّ الأبداع...!!
اه يا أبو الإولاد ...يا عمود البيت
هل لي أن أجرّد أعماقي من بقاياك ...وأصبر !؟
قلْ لي متى ..وكيف ..!؟
بالأمس ..ولأعوامٍ خلتْ كنّا معاً.. ذقنا سَويا حُلو الحياة ومرّها .عِشناها بتفاصيلها..عرضها وطولها ولم تكُ كلّها وردية.. بل كانت خليط مابين.. فرح وحزن...صفاءٍ وزَعل ..شأننا شأن الآخرين كأي زوجين..لكننا انفردنا معا في( ألم فقد الوَلَد ) تقاسمنا فيها قسوة ومرارة ذلك الوجع...!!
ورغم كلّ هذا كان لساعات الصَفا والأنسجام والتسامح وحبّ البيت ونجاح ومستقبل الأولاد كانت لها الغَلَبة لتجعل منّا أحلى عائلة وأروع اثنين .....
يا أبونا ...!! انّي والله حتى هذه اللحظة لم استوعب ما حَصل !! لكنّي أفهم جيدا أنها النهاية وانك لن تعووود أبدا...
لم يبقَ لي منك سوى الذكريات وأولادك وحروف اسمك !!
أشعرُ انّي..تائهة ..خائفة.. ولا أدري ماذا ستفعل بي الأيام دونك ..؟
واتسائل !؟ هل سَتشرقُ شمسي من جديد بَعدك ...!؟
لا أظن....!!!!
#زهور_العتابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟