أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - حُبّاً بِعليّ، ونِكايَة بمُعاوية














المزيد.....

حُبّاً بِعليّ، ونِكايَة بمُعاوية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1619 - 2006 / 7 / 22 - 14:53
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يريد محور "الاعتدال" العربي، نشر ثقافته تلك التي تفضي، في النهاية، إلى الاستسلام الكلي، وذلك عبر بث روح الهزيمة، والانكسار، في صفوف المقاومين، ومن تبقى من شرفاء، في أوساط هذه الشعوب العربية المنكوبة.

إسرائيل، وأمريكا لم تتركا لهذه الشعوب المنكوبة حتى خيار الموت، فقد أخذتا على عاتقهما، مهمة أن تقتلهم جميعاً، وأن تأكلهم "ثوراً"، بعد الآخر. فعندما يريد أي عربي أن يموت، فإسرائيل وأمريكا تتكفلان بذلك، والحقيقة، لم تعد تترك، حتى هذه المهمة الساقطة لأنظمة الطغيان. إسرائيل، ورغم الجاهزية السياسية، والديبلوماسية العربية، دائماً، والاستعداد التلقائي للأنظمة للقبول، لا بل للانبطاح أمام أية مبادرات سلمية، وتلقفها كهدية من السماء، فقد رفضت وأغلقت الباب أمام جميع الجهود الديبلوماسية، وعملت على تفشيلها جميعاً. لا بل قوضت في الواقع كل المساعي، والجهود السلمية التي لاحت في الأفق في زمن الاندحار العربي.

سياسة إسرائيل، وصلفها، وغطرستها، وبدعم أمريكي لافت، وسافر، شجّعت على نمو تيارات التطرف، والحركات السياسية المختلفة التي أخذت من الإيديولوجيا الدينية كحماس، والجهاد الإسلامي، وحزب الله، رداءً لها. هذه الحركات التي عرفت من أين تؤكل الكتف، وكيف تخاطب الشارع بلغته، وتجيّشه لحسابها الخاص. هل يلام بعد ذلك الشارع العربي على شيوع ثقافة المقاومة التي نمّتها إسرائيل وأمريكا، بالذات، والتي أرادت أن تسلب هذه الأنظمة، حتى من ورقة التوت، التي كان من المؤمل أن تستر بها عورتها، في ظل مشاريع السلام، التي كانت مطروحة.

المقاومون، لم يجدوا بداً من المقاومة، كبديل عسكري، كما لم يجدوا سوى الدين كغطاء إيديولوجي. ولم يترك أحد لهم سوى هذا الخيار، لا الأنظمة التي تلومهم حالياً، ولا إسرائيل، التي رفضت التعامل معهم، إلا من منطق المستعمر الاستعلائي، والاستكباري.

ماذا قدّم النظام الرسمي العربي المتخاذل، لهذه الشعوب، من خدمات يمكن أن يلجم من خلالها، نمو تيارات التطرف، والمقاومة؟ فهولم يحرر الأوطان، ولم يحقق التنمية، ولم يوفر الأمان للشعوب، كما أنه لم يبنِ دولاً عصرية، وقوية، يشعر فيها المواطنون بمعنى، وحقيقة الانتماء. لا بل لقد خلّف وراءه أكواماً من الكوارث والنكبات، وجيوشاً من المهمّشين، والعاطلين عن العمل، المفرغين فكرياً، والمعبئين دينياً وغيبيا، والمستعدين للانخراط في أي تنظيم، وتيار، يدغدغ عواطفهم، ويخاطب مشاعرهم المتأججة، ضد واقع، يحفل بكل أسباب التناقض، الانفجار. وأصبح خيار الموت، وبنفخ وتزويق خاص، هو المنفذ الوحيد، والباب المشرع لشرائح واسعة، وغاضبة مستعدة للدخول منه على أمل خلاص ما، حتى ولو كان غيبياً، وفي سابع سماء.

لم تفلح الولايات المتحدة، وإسرائيل، في كسب ود الشارع العربي، ( وهما لن تقدران لو حاولتا)، من خلال تلك السياسات العنيفة، والمتعجرفة، التي تعاملت بها مع الشعوب، والأنظمة على حد سواء. وعندما يستنكر، ويهب، ويثور الشارع العربي العام، بطوله، وعرضه، بشيبه، وشبابه، ضد القصف الوحشي، الذي يتعرض له لبنان، فإن نفس الشارع يفرح، ويجذل، ويرقص حين تتساقط الصواريخ "الحزبواللاوية" على المدن الإسرائيلية. وهذا مؤشر خطير، على اتجاهات عواطف، ومشاعر الشارع العربي، غير آبه بمواقف أنظمة العار المخزية، وهذا مؤشر خطير، وذو دلالات بالغة، ومعبرة عن مستقبل تلك القوى الشريرة على المستوى البعيد. لقد أعلنت إسرائيل الطلاق النهائي، والبائن، الذي لا رجعة عنه، مع الشارع العربي، من خلال عمليتها العسكرية الأخيرة. وقد "أشهر" هذا الطلاق، ووافق عليه "شرعياً"، المؤتمر الوزاري العربي، "المأذون" الرسمي، والمفوض للجامعة العربية.

تحاول بعض الأنظمة العربية حالياً، وعبر هذه المواقف المشبوهة، والمضللة أن تمارس دور القوادة السياسية لإسرائيل، عبر الصمت الذي تمارسه، وتبرر كل هذه الجرائم التي يندى لها جبين البشرية والإنسانية. هذا الجبين الذي لم يبق منه شيئاً، وضاعت ملامحه الأساسية الأخلاقية، والقانونية، والحقيقية، عبر سلسلة طويلة من الانتهاكات السافرة، التي كان العالم، كله، يقف حيالها متفرجاً، بانتظار البطاقة الحمراء، والفيتو، ضد أي مشروع خجول، للتوسل لإسرائيل، لكي توقف عدوانها الصارخ، والآثم، على المدنيين، والأطفال، والأبرياء.

من حق أية دولة، في العالم، أن تتطلع لبناء قوتها الذاتية، وتدير شؤون بلادها بالشكل الذي تريده. ومن حق، أية دولة، في العالم، أن تسعى، لأن تكون أمة محترمة بين الأمم، لا أمة "شرشوحة"، ومهانة، وذليلة، وتابعة، وخانعة. وليس من حق أحد، في الآن ذاته، أن "يناصب" هذه الدولة العداء، ويضمر لها الشرور، والأحقاد، بسبب ذلك، ومن ثم، يشعر أمامها، بعقدة النقص، والذل، والاستصغار. ومن حق أي إنسان، أيضاً، أو فصيل، أو تيار، أن يدافع عن ذاته، ضد كل الأخطار، وأن يمتلك، لذلك، كل الأسباب، التي تمنع عنه الأذى، والشر، والأضرار.

إذا كان هناك تخوف ما، قد يكون مفهوماً، من قوة النفوذ، والتمدد الإيراني و"الفارسي"، في المنطقة، في ظل تراخ، وانهزام، وتكاسل، و"ميوعة" سياسية عربية، فليس البديل بالطبع طلب الحماية من إيهود أولمرت، أو من أحذية الجنرالات الإسرائيليين، والارتماء في أحضانهم، وطلب الصفح، والقبول، والغفران.

لندن 21/7/2006



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللّهُمّ اخْذلْ مَنْ خَذَلَهْ
- اغزوهم قبل أن يغزوكم
- متى سَتُرَفْرِفْ هذه الأَعْلام؟
- الدّمُ الحَرَام
- مُنتخب فرنسا:عندما يَصْنعُ المُهاجِرون الأمْجادَ
- عبيرالعراق:اغتصاب الأموات
- نساء العرب وخيبة الآمال
- نهاية التاريخ العربي
- المونديال وهزيمة الذات
- الديمقراطية العلمانية
- غربة الفكر العظيم
- الزرقاوي: نهاية الأسطورة
- مسلسل النكسات القومية
- أصنام المعارضة السورية
- نعوات بدون عزاء
- ميشيل كيلو: طرق المحرمات
- ديمقراطية الطوائف
- الدهاء السياسي، واللعب على المتناقضات
- الاستخفاف بالداخل
- فاتح جاموس: عزيمة الأحرار


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - حُبّاً بِعليّ، ونِكايَة بمُعاوية