أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن مدن - عن عبدالناصر














المزيد.....

عن عبدالناصر


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6790 - 2021 / 1 / 17 - 11:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ليس بوسعنا أن نجزم بمكانة الرجل لدى الأجيال الجديدة ممن ولدوا بعد رحيله، ولم يعيشوا عصره، وهم بطبيعة الحال يشكلون اليوم الأغلبية الساحقة من المواطنين العرب في شتى ديارهم، ولكن ما نستطيع الجزم به أن شيئاً من روح عبدالناصر وشخصيته الكاريزمية النادرة، يظل حاضراً في قلوب وأذهان كل من أدرك حياته، حتى ولو في أواخرها، حيث كان الرجل مثقلاً بهزيمة حزيران وبالانتكاسات العربية من حوله، على خلاف المراحل الأولى من زعامته حيث كان مشروعه في الاستقلال الوطني والقومي والتنمية في ذروته.
ومع الكثير الذي قيل عن عبدالناصر، في حياته وبعد مماته، ثناءً وهجاءً، فإن أية مناسبة لها علاقة به تمر، لا بد أن تستوقفنا، لأنه زعيم نادر، لا لأنه ترك من الأثر الشيء الكثير، فمثله ترك زعماء آخرون آثاراً، ولكن لأنه يكاد يكون فريداً من نوعه لما توفر عليه من شمائل وسمات في الإخلاص، والتفاني، والزهد، ونظافة اليد.
مفهوم طبعاً أن نأسى لأن عبدالناصر رحل مبكراً، وكان رحيلاً فاجعاً إذا ما تذكرنا أن شعبه ودّعه بما لا تزال توصف بأكبر جنازة في التاريخ، حيث خرج الناس إلى الشوارع بعفوية وصدق وهم مسكونون بشعور مهيب باليتم، لكن الأسى الأكبر يأتي لأن الرجل رحل عن مشروع مهم بدأه ولم يتسن له أن يكمله، لأن المؤامرات تكالبت على هذا المشروع من كل صوب، فنجاحه كان سيؤدي إلى نهضة عربية أطلت بواكيرها، وكان مطلوباً وأدها في المهد، وهذا ما جرى بالضبط.
لكن الإنصاف يقتضي القول إن أعداء عبدالناصر، نهجاً وشخصاً، إنما نفذوا من ثغرات النظام الذي كان هو على رأسه، هذا إن لم نقل إنهم نجحوا في اختراق هذا النظام من داخله، ولم يفلح الزعيم، أو لم يلحق، في تدارك الأمر وسد تلك الثغرات.
لندع المعالجات السياسية جانباً، ولنذهب إلى الأدب بما فيه من قدرة استشرافية مهولة حين يكون أدباً حقيقياً بالطبع. ولنعد تحديداً إلى عملاق الرواية العربية نجيب محفوظ في روايته «ميرامار» التي بدأ بنشرها مسلسلة في صحيفة «الأهرام» عام 1966، أي قبل هزيمة حزيران بعام، وفيها صوَّر طبقة الفاسدين المفسدين من الوصوليين الذي وجدوا في تسلق الثورة وسيلة لمراكمة الثروات ونهب المال العام، وكان نموذجهم في الرواية سرحان البحيري عضو الاتحاد الاشتراكي، وكل اللجان والتنظيمات التي أنشأها عبدالناصر رغبة منه في أن تكون أدوات للثورة، فإذا بها، وتحت شعارات الثورة نفسها، تحولت إلى ثورة مضادة أجهضت مشروعه.
ومثل سرحان البحيري بنى نجيب محفوظ شخصية حسن صاحب المرسيدس السوداء في «السمان والخريف»، وغيرهما من النماذج التي سرعان ما كشفت عن حقيقتها، حين حانت اللحظة التي كانت تتهيأ لها.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيود مخملية
- الإغارة على ثقافات الشعوب
- الدولة العميقة .. المجتمع العميق
- فئات أربع من المثقفين
- نساء ضد النساء
- غسان كنفاني: رائحة رغيف طازج
- ثقافات لا ثقافة واحدة
- التفكير (الجديد) قديم أيضاً
- التقدّم أم التوحش؟
- حاتم علي
- عن لغة العرب
- وقفة مع الذات في بداية العام
- هاكرز التاريخ
- بين التعددية والخصوصية
- إبداع الأمس.. إبداع اليوم
- جدل الدولة والأمة
- ذكي وحنون
- البابا ذو الخف الأحمر
- (وطن) الفلسطيني
- حداثات لا حداثة واحدة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن مدن - عن عبدالناصر