فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6789 - 2021 / 1 / 16 - 11:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جلست على عتبة التاريخ أتصفح أيامي وأسترجع وأتأمل ذاكرتي الموزعة بين أيام حياتي، وأتمتم فيما يخطر في ذاكرتي من أيام نضبت ثورية أكثرها واختفى أروع ما فيها من أحلام ثم أغفو في حلم اليقظة وأستغرق تحت جناحيه إلى أن أصحو فتحدثني أحلامي .. أن قراصنة القرن الواحد والعشرين وسماسرة الوطن المحترفين والمنتفعين .. المتاجرين باسم الشعب المنتظرين على عتبات الرحلة خاتمة الدرب إلى المسرح. قد خطفوا قناديل الفقراء والمظلومين والمحرومين والجياع. وحينما أتصفح أيامي الأخرى التي لا زالت ذكراها في مرمى عيني، وقريبة مني تحدثني أن الأحبولة قد حيكت وأن المهزلة اكتملت وفصول المأساة أعدت .. وسيفتح المسرح لتمثيل أدوار الأحبولة.
وأعود أقلب ذاكرتي فتحدثني أيامي كيف تغلغلت الأحبولة وكيف حدثت المهزلة من خلال الأفاكين وكيف اختفى صوت المأساة في صالات المحتفلين .. وأنا أتصفح ذاكرتي عن أيامي الأخرى التي أشاهدها في أحلام اليقظة .. فأدرك أن الأيام ستأكلها وتأكلنا وستأكل كل ما يتردد من صوت الثورة التشرينية .. وسيخلو المسرح بعد الآن للمحظوظين .. من يدري من سيكون هؤلاء المحظوظين ؟ سوى أولئك الأقزام المتباكون على إنسانيتنا الحيرى .. وأنا أتذكر أيامي أتذكر لوعة تحرقني وتقلقني وأحس بأن الخوف يساورني .. وتحدثني أيامي وتذكرني بالأصوات المحشوة بألم الدم تنفجر من حناجرها .. يا وطني المستباح .. يا شعبي المذبوح .. كم صدرت أحكام وكم صنعت أغلال .. وكم هلكت وخطفت أرواح .. وتجيء الأيام .. وتمضي الأيام .. ونحن نسمع الوعود حتى عشنا الأيام منفيون حتى عن أحلامنا بالموعود . بأصناف الهموم قد أبحرت أمانينا .. والوعود لم تكن غير وهم .. يا وطني .. كم هنا وهنالك سرقت بطولات .. وتسمرت الأبواب عليها باسم الوطن .. ومن خلال هوامش أيامي تنهال كوابيس الرؤيا وأنا أتأملها .. ثم تحدثني نفسي عما يخبأه المستقبل .. وراء الأكمة فأتحسس عمق المأساة وعشوائية المحتفلين على المسرح .. فتلوح الدروب الموحشة عليها بصمات خطاهم تتوغل في جوف الوطن .. وتعود أحلام اليقظة ونشاهد آثار دماء شهدائنا .. وجثث الموتى ملقاة في المنحدر الأدنى.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟