سمر دياب
الحوار المتمدن-العدد: 1619 - 2006 / 7 / 22 - 14:28
المحور:
الادب والفن
الى أبي ..أمي..أختي وأخي المحاصرين في الجنوب
ماذا أفعل بالقصيدة الآن؟؟ بأي عين أفتح في الأندلس كوة لأقفز منها الى غضب أمي مني وأنا أعلق صورة غيفارا فوق سريري وأشرد كثيرا...
أتذكر ياأبي .. ديك مزرعتنا الذي كاد أن ينقر عين أخي .. فذبحته والتهمناه شامتين به مزقزقين بالنصر على فحل دجاجاتنا الست.. ديوك الخوف تنقر ما تبقى مني الان .. من يذبحها اليوم ياأبي ؟ من يذبحها ؟
هل آن أوان الاعتراف ؟؟ حسنا ..
أمي دمشقية .. وجدتي عرافة فلسطينية وأبي جنوبي و * لون الشعر فحمي ..ولون العين بني * وأحببت الرقص فأضحيت شاعرة .. وأحببت بيروت فدخنت كثيرا
وصرخت في المظاهرات فارتعب الرغيف .. وعشقت الدراويش فدرتُ ودرتُ ودرتُ وأدور وأدور
وأحاصركم بالحياة أنتم المحاصرون بالموت .. وأقلب فنجاني كل ليلة وأتعمـّده أبيضا وفـَرَجا ولاأرى فيه طائرات كعادته .. ولا نقطة سوداء في قعره .. فقط أغمض عيني وأبخـّركم بقلبي...
ماذا أفعل بالقصيدة الآن؟؟
مالي أنا و مال الشِعر الذي أورثتني ياأبي .. للخوف أبجدية أخرى ..
للخوف ناب مهووس يكشف عورته الوقحة ويركض في الوريد ..للخوف شَعر أطول من شعري ..وامرأة تشبه الوطاويط تعضني كلما صرخت الشمس هأنذا.. فافتح عينيك أيها القلب السفـّاح..
أبخـّركم بالأرض ..لا....ليس الأرض ياأخوتي ..ليس تلك المومس الحدباء التي تقرضها الفئران فينبت للموت ذيل وسنـّان صغيران في وجهه..أفرغي البيت من الجبن ياأمي .. أفرغيه..
ياللحرب الكلبة .. لماذا جف حليب الغيمة في تموز ؟؟لماذا أعينكم اليوم قاسية كقرن ثور قريب من هنا .. لماذا * أصحو قتيلة * وأنهزم ثانية وعاشرة وأذكر أني البكر المهاجرة وأن أختي الصغرى أطول مني .. وخوفي أطول من طرحة زفافها ...
ماذا افعل بالقصيدة الآن.؟؟
والأرض درويشة سمجة .. تدور وتدور حتى تقع على قلبي .. قطعة اللحم الطرية تلك التي سأصلبها بين عيني الانتظار حتى تجف ..وأرمي بها عودا من الطيب وقرفة وزهرة زيزفون وحمامة وعينا من الرجاء ... ثم أحرقه وأبخركم به..
سأغمض عيني .. وأبخـّركم بقلبي..
سأبخـّركم بقلبي..
كونوا بخير...
#سمر_دياب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟