|
رؤية ثانية للحرب الفاشية الأسرائيلية على لبنان
عواد احمد صالح
الحوار المتمدن-العدد: 1618 - 2006 / 7 / 21 - 10:13
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
لامني بعض الأصدقاء على المقالة التي كتبتها عن الحرب الأسرائيلية على الشعب والدولة اللبنانية لأنني لم اذكر ان حزب الله وقائدة حسن نصر الله قدم بأختطافه جنديين اسرائليين ذريعة جاهزة للفئة الحاكمة في اسرائيل لضرب لبنان بقوة ووحشية وتدمير بنيته التحتية والعمرانية ومنشآته الأقتصادية ... وانه كان علي ان أضع اسرائيل الفاشية والمعتدية ورجعية الأسلام السياسي في خانة واحدة ..لأنهما حسب تعبير هؤلاء الأصدقاء وجهان لعملة واحدة وان الصراع المسلح بينهما صراع بين قوى فاشية ورجعية وهو في غير صالح الشعب اللبناني والفلسطيني او شعوب المنطقة التي يهمها الأستقرار والتطور والبناء والأمان . طبعا هذا من الناحية المجردة صحيح تماما ولكن دعونا نتاول الأمور بتفصيل اكثر : 1- دفاعي عن الشعب اللبناني وادانتي القوية لأسرائيل ليس معناها انني اتبنى وجهة نظر حزب الله وطريقة رؤيته للأمور فأنا قطعا ضد ايديولوجيات احزاب الأسلام السياسي بكل اشكالها والوانها ورؤيتي الواقعية والمنهج الذي اتبناه يتقاطع كليا مع ما تراه قوى الأسلام السياسي سواء حزب الله او حماس او أي جهة اخرى في العراق وغيره ... 2- ان كل حرب من الناحية المجردة خارج اطار القوى التي تقودها والأهداف التي تريد تحقيقها هي دمار وخراب وفي غير صالح الشعوب المتحاربة وهذه الحرب هي في غير صالح الشعب اللبناني قطعا ..ولكن بعد ان وقعت الواقعة وقامت الحرب اين يجب علينا ان نقف بوصفنا ديمقراطيين اولا واشتراكيين ثانيا ؟؟ هل يجب ان نساوي بين الضحية والجلاد بين المعتدي والمعتدى عليه بين قومية الشعب الظالم وقومية الشعب المظلوم ؟؟ هل الحرب الفاشية الأسرائيلية موجهة فقط ضد حزب الله باعتباره طرف في معادلة تضم قوى الشعب اللبناني الوطنية والتحررية والتي يقع عليها جميعا ومنذ العام 1983 وماقبله ظلم واحتلال اسرائيل ومن وراءها الأمبريالية الغربية وخاصة الامريكية ؟ الجواب قطعا لا 3- كان الماركسيون على الدوام يفرقون بين الأمة الظالمة والامة المظلومة بين الشعب المضطهد (بكسر الهاء) والشعب المضطهد (بفتح الهاء ) ودولة اسرائيل الأستيطانية الكولونيالية منذ تأسيسها في العام 1948 هي دولة معتدية ومضطهدة وسالبة لحقوق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية المجاورة وهي ترفض مبدا التعايش وتريد فرض بقاءها وهيمنتها بالقوة المسلحة والأعتراف بها وفق طريقة تركيع الأخرين وفرض الأمر الواقع ومنذ اتفاقيات اوسلو مع الفلسطينيين ظلت تضع العراقيل امام انجاز حل واقعي يقوم على مبدا اقامة دولة فلسطينية في حدود عام 1967 وهي دائما تماطل وتهرب من الحلول الواقعية وتقوض كل فرص السلام مع العرب وتفسر خطة بوش المعروفة بخارطة الطريق لصالحها وتفرغها من محتواها طبعا بتواطؤ وموافقة ضمنية من الولايات المتحدة ورئيسها بوش الذي لا يكسر لأسرائيل المدللة خاطر . 4- واذا كان حزب الله او غيرة ( من القوى الأقليمية ) قد خلق المبررات للطغمة الحاكمة في اسرائيل لكي تشن هذه الحرب القذرة ضد لبنان فهذا مبرر اكثر وضوحا يزيح الستار عن عدوانية وفاشية هذه الطغمة التي لم تحترم أي عرف دولي او منطق انها طغمة مهووسة بالقتل والتدمير ولا تمتلك ادنى المقاييس البشرية المتحضرة وهذا يكشف ان الزعماء الكبار في العالم المسمى متحضر بوقوفهم الى جانب اسرائيل بحجة الدفاع المشروع عن النفس والقاء اللوم على حزب الله فقط قد فقدوا هم ايضا كل مبرر اخلاقي وانساني وهذا شأن ساسة الرأسمالية المتوحشة حقا في ما ظل عصر العولمة المشؤوم .
5- اما الطبقات الحاكمة العربية فقد خرجت منذ امد بعيد من دائرة الصراع مع اسرائيل الذي كانت تعتبره صراعا قوميا ووطنيا وهي انظمة عاجزة فقدت أي مصداقية امام شعوبها وصمتها المطبق وتفرجها على الدمار الذي يحل بلبنان يفضح عجزها وتخاذلها المريع . 6- هل من الصحيح وضع حزب الله واسرائيل في ميزان واحد وبكفتين متعادلتين واعتبارهما قطبين رجعيين حسب التفسير اليساري العدمي ؟؟ اولا ان حزب حسن نصرالله يقع في جهة قومية الشعب المظلوم والمعتدى عليه وهو يدافع عن حقوق وطنية بصرف النظر عن ايديولوجيته المحافظة والتي ترتكز في جزء كبير منها على اوهام ولى زمنها .. وبذلك يمكن اعتباره حركة تحرر وطني بهذا القدر او ذاك .. بكل ماتحمل من مضامين وهنا نطرح سؤالا هل جميع حركات التحرر الوطني والقومي بالضرورة يجب ان تكون ذات مضامين تقدمية ؟؟ الجواب قطعا لا ... فهذا غير ممكن خارج اطار الظرف والمرحلة التاريخية التي تعمل فيها ومن خلالها .واذا كان قد سلك سلوكا مغامرا واستفزازيا فلا ينبغي مساواته بالطرف الآخر الأكثر عنجهية وعدوانية وغطرسة . 7- ثم ان كثير من السياسيين والمحللين النزيهين والمحايدين اعتبر هذه الحرب غير متكافئة والقى باللوم على اسرائيل اولا التي كان يفترض بها حسب هؤلاء ان تتصرف بحكمة وبشكل اكثر عقلانية وان تتفاوض لآطلاق سراح الجنديين مقابل اطلاقها لسراح اسرى لبنانيين او فلسطييين ، فلا ينبغي لدولة تدعي انها دولة متحضرة ان تتصرف بهذا الشكل الأحمق لتدمر بلد بأكمله من اجل جنديين بهذه الطريقة الوحشية !!!. اذن ينبغي ان نلقي باللآئمة بشكل اساسي على الطبقة الحاكمة الفاشية في اسرائيل اولا ... التي –يبدو انه - لاينبغي لكائن من كان ان يكدر خاطرها !!! . قبل نصرخ وندين الذرائع التي وفرها حزب الله لأسرائيل. 8- اما البعد الأقليمي والدولي للصراع فهو يتمثل اولا في الرغبة الأمريكية الجامحة لتصفية قوى الأسلام السياسي المسلحة في المنطقة (حماس وحزب الله وغيرهما ) او على الأقل تحجيم دورهما واضعافهما الى ابعد حد بأعتبارهما " منظمات ارهابية" حتى يهدأ بال اسرائيل وتتصرف بالمنطقة كما تشاء ..ويبدو للمراقب المحايد ان هذه الحرب مخطط لها مسبقا – قبل توفر الذريعة – وهي تجري برغبة واشراف امريكي ويريد السيد بوش والساسة الآخرين قطف ثمارها حتى قبل عودة الجنديين الأسرائيليين . واما مايقال من ان ايران او سوريا دفعت حزب الله في هذ الوقت بالذات لخطف الجنديين الأسرائيليين من اجل مصالحها القومية او من اجل حسابات اقليمية اولغرض ابعاد الأضواء عن برنامج ايران النووي فكل هذه الأمور لا ترقى الى الواقع الحقيقي وهي جزء من نظرية المؤامرة .. تتحدث اسرائيل وامريكا عن دور سوري وايراني لأهداف كثيرة منها المزيد من الضغط على هاتين الدولتين ومن اجل احداث شرخ في الموقف اللبناني الداخلي والتأثير على المنظور القومي العربي الخائف من الدور الأقليمي لأيران.
9- ولابد من القول اخيرا ان الذين شبهوا حسن نصر الله بنيرون الذي يتفرج على انقاض بيروت التي تحترق بأن نيرون الحقيقي هو ايهود اولمرت وزبانيته من الفاشيين الذين يجب ان يحاكموا كمجرمي حرب قتلة لما اقترفته ايديهم الآثمة بحق هذا البلد المسالم .واذا كان لحسن نصر الله من حساب فيجب ان يأتي من شعبه اولا .
10-ان احدى اهم النتائج التي سوف تترتب على هذه الحرب هو " تشييخ " اسرائيل وجعلها السيد الأمر والناهي بشكل مطلق ونهائي في منطقة الشرق الأوسط بعد القضاء على آخر ما تبقى من روح المقاومة لدى حركة التحرر الوطني والشعوب العربية . 20- 7-2006
#عواد_احمد_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عدوان الفاشية الصهيونية على لبنان بين منطق الغرب ومنطق العرب
-
مرثية لآخر غثيانات التاريخ
-
الأعلام العربي وصورة الحاضر
-
فضاء الشجرة .... أبجدية/ إمرأة
-
مرض اسمه العنف الأهوج
-
أفق ومستقبل العلمانية في العالم العربي
-
التغيرات التي طرأت على وضع الطبقة العاملة ودورها السياسي
-
الماركسية والدين - تعقيب على مقال مايكل لوف
-
مقدمة ثانية لتاريخ ملوك الطوائف
-
اطروحات حول المسألة الطائفية في العراق
-
المرأة بين سلطة الرجل ونار المجتمع
-
إمرأة لكل المواسم
-
في الذكرى السابعة والثلاثين لانطلاقة الجبهة الديمقراطية
-
سبات آدم
-
بعد فوز حماس : ما هو مستقبل التغيير الديمقراطي في المنطقة ال
...
-
خريف السلالات
-
حول أسباب سقوط الاتحاد السوفياتي وجذور الإصلاحية في الحركة ا
...
-
اصقاع خربة
-
الصفات لك ايها الفجر المورق
-
مطلب الفيدرالية : بين فيدرالية كردستان وفيدرالية الجنوب
المزيد.....
-
صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع
...
-
الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا
...
-
-غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
-
بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال
...
-
في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
-
5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
-
قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا
...
-
خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة
...
-
اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال
...
-
اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|