أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالمنعم الاعسم - الخطاب الطائفي..من اين؟ الى اين؟














المزيد.....


الخطاب الطائفي..من اين؟ الى اين؟


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 1618 - 2006 / 7 / 21 - 10:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نعيش الآن في العراق مرحلة “ازدهار” الخطاب الطائفي، إذْ ينقذف هذا الخطاب عبر منافذ ومؤسسات وهيئات ومراجع وجمهرة من الاسماء والدعاة، وتتبلور مراسيمه داخل بيئة من الشحن والتخويف والتجييش، وتعبر عن نفسها في وقائع التنكيل الدموية ونداءات الانتقام..فماهي خصائص هذا الخطاب؟ وقبل ذلك ما هي مقدماته؟

حيثما يندلع صراع بين خندقين او اكثر ياتي دور الدعاية، وحيثما تبرز الحاجة الى الدعاية يدخل عامل اللغة في صلب تلك الحاجة، واحسب ان اتحاد الدعاية باللغة يفرز ما نسميه بالادب السياسي المعاصر بالخطاب الاعلامي الذي لاينأى عن الدعاية وفنونها، ولا يستغني عن اللغة وطاقتها.

وفي كل الاحوال يلزم الخطاب الاعلامي فكرة ما، أو قضية أو مصلحة تبرر وظيفته، ولأن الفكرة لا تولد خارج اطار اللغة ومفرداتها ومصطلحاتها فان الاهتمام بالترويج الاعلامي والايديولوجي للفكرة يمتزج بالاختيار المحدد لمفردات اللغة وللمصطلحات التي تستخدم في هذه المهمة.

وعلى العموم فان اكثر الحروب عدالة لم تكن لتستغني عن الخطاب الاعلامي الذي يحمل مهمة مركبة، فهو يتجه الى ارعاب “العدو” من جهة، والى اثارة حماسة المقاتلين ضد العدو من جهة ثانية، والى اقناع “المتفرجين” بوجاهة الحرب وضرورتها وعدالتها من جهة ثالثة، ومن الطبيعي ان تكون لكل قضية خطابها طالما ان لكل قضية فكرة وبعداً وظلالا على الارض.

ويخيل اليّ ان الخطاب الطائفي في العراق (ولا اعني الخطاب الديني هنا) لم يولد في غضون الاعوام القليلة الماضية، انه يمتد الى عصور سالفة ذي صلة بالانشقاق السياسي للدعوة الاسلامية، ولكنه -في كل الاحوال- يستند الى الجملة الدينية، القرآنية في المقام الاول( مع تفسير واجتهاد مختلف لها)ثم يغترف من الروايات والسير ما ينفع في تزييت آلته الاعلامية واطلاقها، وفي الدفع نحو الاستقطاب والتحزب وتسفيه الاخر، وليس من باب استعجال القول بان "السلطة" في جميع اطوارها عملت على ترويج الخطاب الطائفي إنْ لم تساهم في توليفه واشاعته على نطاق واسع.

وإذْ بدأ الخطاب الطائفي سلميا طوال قرون، او متدثرا في سيماء الحذر والتحسب والمناورة، او متماهيا في الجملة الفقهية، فانه سرعان ما ظهرت له اسنان جارحة منذ حوالي عامين، ولم يكن ذلك من دون مقدمات طائفية مقيتة لجأت اليها الدكتاتورية حين بدأت تترنح بفعل هزيمتها الشنعاء في الكويت وساهمت فيها السياسات الامريكية التي كانت تعتقد بان اللعب على النعرة الطائفية في العراق من شأنه اضعاف قبضة صدام حسين وعزله واسقاطه، وغذاها، من جانبه، فكر القاعدة الدموي ببياناته التكفيرية وهرطقته المذهبية المتطرفة.

وفي غضون هذا الوقت القصير المشحون بالمخاشنة الطائفية في بعدها السياسي والمنزلقة الى تصفيات دموية مروعة ظهرت كفاءة الخطاب الطائفي في مجالات تعبئة وتجييش الجمهور، عبر اقناعه بان سلامته (من اعمال الذبح) مرهونة بالالتحام بالطائفة (وباحزابها السياسية بشكل غير مباشر) وليس بالوطن وصولا الى تحقيق القناعة باستحالة بناء الدولة المدنية الاتحادية التي تتسع لجميع الطوائف والقوميات، وهو الهدف الاخير للخطاب الطائفي.

كما انه -في غضون هذه الفترة- لاحظنا قدرة الخطاب الطائفي على تطوير ادواته بالغاء المسافة بين الفقه والسياسة، بل وزج الفقه ومؤسساته في قلب السياسة، الامر الذي زاد في خطورة الاندفاع الى حافة الهاوية، وهي المجابهة الطائفية السافرة.. والحق، ان الخطاب الطائفي اعد لوازم ومخازي هذه المجابهة.



ــــــــــــــــــــــــ

..وكلام مفيد

ـــــــــــــــــــــــ



“أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتلو آخرها أولها”.

النبي محمد في اواخر ايامه- عن تاريخ الطبري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حذار..انها وليمة مسمومة
- مرثية الى عمال فرن الكاظمية
- ثلاث جولات دردشة مع شوفيني
- ما لم يقال في مقتل الزرقاوي
- رسالة تصلح كتحذير
- محكمة وكوابيس
- البصرة..بصيرة اخرى
- تشبيخ - بين الارهاب وضحاياه
- الذين قتلوا سيدة الخميس
- كمال سبتي.. هل صار ماضياً؟
- نحن..وما يجري في المنطقة
- انتصرت كربلاء .. وانتصرت الرمادي
- تعذيب المعتقلين ولعبة ال -لكن
- عادلون مع مَن لم يعدل
- تعليق - الارهاب بين ثيابنا
- جملة مفيدة - حيرنا، والله، الحائري
- الهمج من فصيلة دم واحدة
- معركة العلم.. من معركة العلمين
- قمة واصلاح ..وعراق
- البصرة: البرابرة مروا من هنا


المزيد.....




- الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا ...
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي ...
- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...
- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالمنعم الاعسم - الخطاب الطائفي..من اين؟ الى اين؟