|
-زوجة الفنان - فيلم يحكي قصة أمراة فنانة ضحّت بأحلامها لتكون مجرد زوجة،
علي المسعود
(Ali Al- Masoud)
الحوار المتمدن-العدد: 6783 - 2021 / 1 / 9 - 16:10
المحور:
الادب والفن
The Artist s Wife 2020 يعد مرض ألزهايمر من أخطر الأمراض، التي تهدد البشر، خاصة بعد سن الـ60، وتكمن خطورته في عدم وجود علاج فعال حتى الآن، رغم تطبيق الكثير من الأبحاث من قبل العلماء، فهو يؤدي إلى اختلال في كيمياء المخ، وبالتالي فهو يفقد خلايا المخ وظيفتها تدريجيًا، ما يؤدي إلى النسيان كعرض أولي وأساسي . يعرّف المختصون الزهايمر أنه من الأمراض التي تصيب كبار السن، والذين برزت فيهم ملامح الخرف في مرحلة الشيخوخة، ويؤدي إلى فقدان الذاكرة والقوى العقلية بصفة تدريجية ، لتجعل المريض في حالة ضياع ونسيان لأدق تفاصيل حياته، قد تنعكس سلبا على من حوله من أفراد الأسرة . مشكلة مرض الزهايمر ليست في المريض، وإنما في كونه مشكلة لأسرته، ولا سيما من قدر له أن يكون المرافق الدائم له.. فالألم مضاعف هنا ،ألم على المصاب ، وآخر على ما سيحدث لاحقا من متاعب نفسية وجسدية في رعايته.. في ظل تأكيدات الطب على أنه مع تدهور حالة مريض الزهايمر ينسى كل ما حوله، ويتحول إلى طفل صغير يحتاج لمن يرعاه ، بعيدا عن مشاعر الحزن الدائم التي تنتاب المرافق الرئيسي للمريض ، وهم في الغالب أبناؤه والبنات بشكل خاص كما يؤكد الأطباء- فإن معظم العائلات التي يكون لديها مريض الزهايمر ترفض مجرد التفكير في أنه مريض. و مع تطور الحالة المرضية قد تنتج مشاعر الإحراج من تصرفاته في الشارع أو في أي مكان آخر، والخوف من عدم معرفته بما يتحدث به أو من ملاحظة الناس أنه لم يعرفهم ـ وغالبا ما تتصور أسرته أنه يعاني من أمراض الشيخوخة ، يجب أن أعترف أنني رأيت قدرًا كافيًا من الخرف في عائلتي مما جعلني متابع للأفلام التي تدور حوله ، وغالباً تميل معظم الأفلام التي تحمل موضوع معاناة الشيخوخة إلى التركيز على تأثيرها على الأشخاص المحيطين بالمريض ، حيث قدمت لنا السينما مجموعة من اقوى افلام عن فقدان الذاكرة ـ أو الزهايمر ، افلام عديدة تناولت مرض الزهايمر ، منها فيلم "دفتر المذكرات" وهو أجمل أفلام قصص الرومانسية التي قدمتها هوليود عام 2004 ، بطولة رايان غوسلينغ ، وراشيل ماك آدمز ومن إخراج نيك كازافيت، وسيناريو جيريمي ليفين، ومقتبس عن رواية كتبها الأميركي نيكولاس سباركس ونشرت لأول مرة عام 1996 هذا الفيلم جعلنا نعيش قصة حب عاصفة سبقت الحرب العالمية الثانية بقليل، بين نواه (رايان غوسلينغ)، وآلي (راشيل ماك آدمز) اللذين فرقت بينهما الظروف قبل أن يعودا ويلتقيا مجددا، في الوقت الذي كانت فيه آلي على وشك الزواج من شخص آخر، ويقتنعا بأنهما غير قادرين على العيش بعيدًا عن بعضهما ، بعد سنوات من الزواج تصاب آلي بألزهايمر، فيقرر نواه سرد تفاصيل قصة حبهما -بعد أن صار نزيلا في دار للمسنين- على مسامع زوجته المريضة آلي (جينا رولاندز هذه المرة)، تلك القصة التي كانت قد دونتها من قبل في مذكراتها . وكذالك فيلم "لا تزال ألِيس"، فيلم دراما واقعية تم إنتاجه عام 2014، ويعد أحد الأفلام التي تناولت مرض ألزهايمر بشكل موضوعي، من حيث أعراضه الحقيقية ومعاناة المصابين به، بل بدد فكرة ارتباط المرض بسن الشيخوخة ، حيث أصيبت البطلة به وهي في عيد ميلادها الخمسين! . وذلك من خلال تجسيد جوليان مور لتجربة أستاذة جامعية ناجحة ذكية متفوقة (أليس هولاند)، تسكن نيويورك، ولديها أسرة مترابطة، ولها مكانة كبيرة في الوسط العلمي، وتعيش حياة مثالية ، إلى أن تظهر عليها علامات المرض، لتبدأ رحلة المعاناة، ولا يبقى لها إلا الحب الذي زرعته، لتحصد ثماره من زوج محب وثلاثه أبناء يدعمونها حتى النهاية . الفيلم بطولة جوليان مور، وأليك بالدوين، وكريستين ستيوارت، وكايت بوسورث وهنتر باريش، وفاز بجائزتي غولدن غلوب 2014 وترشح لجائزة بافتا 2015، أما جوليان مور، التي بحثت في مرض ألزهايمر لمدة أربعة أشهر للتحضير لدورها في الفيلم، فقد فازت أوسكار أحسن ممثلة ، عن دورها عام 2015 ، الفيلم كتبه وأخرجه ريتشارد غلاتزر، وواش ويستمورلاند ، وهو مقتبس من رواية بالاسم نفسه لليزا جينوفا، هي الأفضل مبيعًا لعام 2007 ، شارك في افتتاح مهرجان تورنتو الدولي للأفلام 2014، ونال عدة إشادات من النقاد، ولا سيما لأداء النجمة جوليان مور، أما صاحبة القصة الحقيقة أليس هولاند ، فقد توفيت في مارس 2015 . في حالة فيلم "زوجة الفنان" ، الذي قام بأخراجه المخرج (توم دولبي)، فإن ريتشارد سميثسون ، رسام مشهور يؤديه بروس ديرن ، فقد ذاكرته وقدرته على الابداع ، ولينا أولين في دور زوجة الرسام ، وهي رسامة من قبل ولكنها تفرغت لرعاية ابداع الفنان ريتشارد ، لقد شوهد لأول مرة ، في مقابلة تلفزيونية ، وهو يتحدث عن زوجته المحبوبة كلير: "أنا ابتكر الفن . وهي تخلق بقية حياتي " ، كلير سميثسون هي زوجة الرسام التجريدي الشهير “ريتشارد سميثسون” ، ولأن زوجها أصيب بمرض الزهايمر ، فقد وقعت في أزمة حياة وتعرضت لصعوبة ،وهي عدم قدرة زوجها على إكمال اللوحة الأخيرة لمعرضه القادم . إنها قصة امرأة وهي رسامة موهوبة وتصادف أنها زوجة رسام أكثر شهرة ، ريتشارد سميثسون (بروس ديرن). أما بالنسبة لزوجها الشهير ، فهو يعاني من الخرف أو الزهايمر بشكل متزايد ، لكن صورة التدهور العصبي أقل تأثيراً مما كانت عليه في الفيلم الجديد "الأب" ، الذي يعرض هذا الشتاء ويقدم أداءً ناجحاً لأنتوني هوبكنز . هناك سبب يجعلنا جميعًا نعرف القول المأثور القديم "وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة" ، ولكن ربما يعني ذلك حقًا أن يتم تجاهل المرأة أو اعتبارها أمرًا مفروغًا منه. لم يكن من الممكن تصوير هذا الجانب بشكل أكثر بلاغة وجمالًا مما هو عليه في فيلم "زوجة الفنان" . كلير (لينا أولين) هي فنانة في حد ذاتها ولكنها دفنت هذه السمة منذ عقود من أجل دعم زوجها ريتشارد (بروس ديرن) ، حيث حصل على الأوسمة والشهرة كفنان لامع . كلير تتسابق للمساعدة في إصلاح العلاقة بين ريتشارد وابنته المنفصلة قبل فوات الأوان ، كلير (لينا أولين) متزوجة من الرسام الشهير ريتشارد سميثسون (بروس ديرن) . إنهم يعيشون بشكل مريح في هامبتونز ، حيث يقوم ريتشارد بتدريس الفصول الدراسية وتلعب كلير دور الملهمة إلى الرسام كبير السن. كانت لديها تطلعات فنية ذات مرة ، لكن سرعان ما طغت عليها النجاح الكبير لريتشارد . ثم يتم تشخيص ريتشارد بمرض الزهايمر ويصبح سلوكه غير منتظم. إنه اختبار طاحن جديد لكلير التي تجد نفسها مع ريتشارد تمشي في منطقة مجهولة. عندما تبدأ ذاكرته يغلفها الضباب وتصبح اللوحة أكثر صعوبة ، قد تجد كلير حاجة لإعادة النظر في موهبة الرسم التي وضعتها جانبًا. بالطبع ستؤثر حالة ريتشارد على كل شخص في مداره ، بما في ذلك الابنة المنفصلة أنجيلا (جولييت ريلانس) ، التي تستاء من عادة ريتشارد المتمثلة في التغيب المستمر عن حياتها. بالمناسبة: اعترف المخرج دولبي بأن فيلم "زوجة الفنان" مستوحى جزئيًا على الأقل من علاقته بوالده ، مهندس الصوت الشهير راي دولبي ، الذي عانى من مرض الزهايمر قبل وفاته في عام 2013 . في بداية الفيلم ، تجري مقابلة مع ريتشارد (يلعبه ديرن) وكلير (يلعبها أولين) على التلفزيون بينما يجلسان على الأريكة معًا. ريتشارد فنان مشهور جدًا لم يعرض لوحة جديدة مكتملة منذ سنوات ، لذلك كان يتابع إرثه . خلال المقابلة ، قال ريتشارد بينما كانت كلير تنظر إليه بلطف: "أنا من يصنع الفن. هي تخلق بقية حياتنا. كل ما نقوم به يعود إلى كلير". قد ترسم هذه المقابلة صورة وردية لكلير كقائدة قوية ، لكن الحقيقة هي أن كلير ليست هي المسؤولة عن هذا الزواج . تقضي معظم الفيلم وهي تفعل كل ما يلزم لإرضاء ريتشارد ، وهوالعنيد ، المتمحور حول الذات ووقح للغاية مع كل من حوله. تخلت كلير عن حياتها المهنية الواعدة كفنانة لتصبح ربة منزل . إنه قرار بدا كل من كلير وريتشارد سعداء به ، حيث عاشوا حياة ساحرة ومتميزة في إيست هامبتون في نيويورك. ولكن بعد ذلك ، تتلقى كلير بعض الأخبار السيئة التي تقلب حياتها المريحة رأسًا على عقب تشخيص إصابة ريتشارد بالخرف او الزهايمر . عرفت كلير أن ريتشارد أصبح أكثر نسيانًا مؤخرًا ، لكنها افترضت أن ذلك بسبب عملية الشيخوخة الطبيعية ولأنه كان يشرب المزيد من الكحول. من الواضح مع استمرار الفيلم تظهر شخصية ريتشارد وتصرفاته الفظيعة كانت مشكلة ، حتى قبل أن يصاب بالخرف . بعد أن تغلبت كلير على الصدمة وإنكار خرف ريتشارد ، انتقلت إلى وضع "سأقوم بإصلاح هذا" ، على الرغم من إخبارها من قبل المتخصصين الطبيين أنه لا يوجد علاج للمرض الزهايمر . ومن أول الأشياء التي تقوم بها كلير الاتصال بابنة ريتشارد المنفصلة أنجيلا (الطفلة الوحيدة لريتشارد) لإخبارها بحالة والدها وحاجته لها . كان رد فعل أنجيلا بعيد المنال عاطفيًا في الشعور تجاه الاب، حيث قالت لكلير: "لم أكن أريد أموالك قبل خمس سنوات ، ولا أريدها الآن." تقول أنجيلا ، كفكرة متأخرة تقريبًا ، "أنا آسف بشأن ريتشارد ". خلال هذه المكالمة الهاتفية ، اكتشفت كلير أن أنجيلا لديها ابن لم تقابله كلير وريتشارد . يمكن سماع صوت الابن البالغ من العمر 6 سنوات في الخلفية أثناء المكالمة الهاتفية. من الواضح أن أنجيلا لا تريد حقًا التحدث إلى كلير لفترة طويلة ، لأن أنجيلا كانت مفاجئة ورافضة لمحادثتهما الهاتفية القصيرة.لا يخوض الفيلم في التفاصيل حول ما حدث لوالدة أنجيلا (التي لم تتم رؤيتها أو ذكرها في الفيلم) ، ولكن هذا يعني أن والدا أنجيلا ربما انفصلا عندما كانت أنجيلا صغيرة جدًا . من غير الواضح ما إذا كانت كلير هي سبب الطلاق أم لا ، لكن كلير وريتشارد ليسا هما من ربى أنجيلا في الأساس ، ولم يكن لريتشارد علاقة جيدة بأنجيلا لسنوات. علقت أنجيلا على كلير بشأن ريتشارد: "إنه لم يعرفني حقًا". لاحقًا في الفيلم ، تعلق أنجيلا بفظاظة على كلير حول كون ريتشارد جيدًا في إحباط الناس . ذات يوم ، أخذت كلير على عاتقها الذهاب دون سابق إنذار إلى شقة أنجيلا في مدينة نيويورك لمعرفة ما إذا كانت أنجيلا تريد مناقشة المصالحة مع ريتشارد . تريد كلير أيضًا أن يتعرف ريتشارد على حفيده قبل وفاة ريتشارد . على الرغم من أن ريتشارد لا يكسب أي أموال من لوحاته غير المكتملة ، فمن الواضح أن لديه ما يكفي من المال لشراء ساعة بقيمة 94000 دولار أمريكي . اكتشفت كلير أن ريتشارد أجرى عملية الشراء هذه عندما تصل الساعة بالبريد وتفتح الحزمة وترى التكلفة الإجمالية . تقوم بتوبيخ ريتشارد ، الذي رد بغضب على أنه لم يرتكب أي خطأ لأنه يريد تلك الساعة. ثم تمتمت كلير لنفسها بأنها ستعيد الساعة وتسترد أموالك . وحتى تبتعد عن جو المشاحنات و المزاجية من قيل زوجها الفنان ولإبعاد ذهنها عن التشخيص الطبي القاسي لحاالة ريتشارد بمرض الزهايمر، أمضت كلير ليلة في مدينة نيويورك مع صديقتها ليزا في افتتاح معرض . ينتهي الأمر بكلير بالافراط في الشرب وتفوت عليها الحافلة التي ستعيدها إلى إيست هامبتون . وهكذا ، قررت كلير القيام بزيارة أخرى غير معلنة لشقة أنجيلا ، تسأل كلير أنجيلا إذا كان بإمكانها البقاء في منزل أنجيلا. تقول كلير إنها لا تريد أن تستقل سيارة أجرة أو رحلة مشتركة بالسيارة إلى إيست هامبتون لأنها لا تريد أن تكون عالقة في رحلة طويلة بالسيارة مع شخص غريب. رفضت أنجيلا على الفور ، لكنها وافقت بعد ذلك على مضض على السماح لكلير بقضاء الليلة في شقتها . أخبرت أنجيلا كلير أيضًا بذكاء أن كلير ربما أرادت دون وعي أن تسكر وتفوت آخر حافلة متجهة إلى إيست هامبتون حتى تتمكن كلير من استخدامها كذريعة للمجيء إلى منزل أنجيلا . في صباح اليوم التالي ، تعرفت أنجيلا على ابن كلير اللامع والرائع دييغو ، الملقب بجوجو (يلعبه رافي كابوت كونيرز) ، ومقدم الرعاية داني جليس الطفل (يلعبه أفان جوجيا) ، وهو موسيقي طموح في العشرينات من عمره. أنجيلا مثلية تمر بمرحلة طلاق صعبة من رفيقتها المنفصلة عنها ـ تخبر أنجيلا كلير المتعاطفة أن زوجتها المنفصلة أنهت العلاقة وانتقلت للعيش مع مدربة لياقة بدنية بعد ثمانية أيام من نهاية العلاقة مع أنجيلا. بعبارة أخرى ، أنجيلا ليست في وضع جيد عاطفياً في حياتها الآن . لكن هل أنجيلا على استعداد لإصلاح علاقتها مع والدها ريتشارد؟ وهل ستسمح لريتشارد للتعرف على حفيده؟ ، يتم الرد على هذا السؤال في الفيلم . وفي الوقت نفسه ، من السهل معرفة سبب تردد أنجيلا في أن تكون في حياة الفنان ريتشارد، إنه متنمر وكذالك مسيء عاطفياً. يقوم ريتشارد بتدريس فصل فني في إحدى الجامعات ، حيث يوبخ طلابه الشباب حول ما يعتقد أنه يعني أن تكون فنانًا حقيقيًا. لكنه يسلك سلوك مروع ، كان تفلت منه ألفاظ و تعابير تصدم الطلبة و الطالبات وتهز الصورة المرسومة لسنوات بسبب مكانته الفنية كفنان مشهور ، خلال إحدى فصول الدراسة ، سأل طالبة عما ترسم به ، وأعطت نظرة محيرة قبل الإجابة ، "فرشاتي؟" هذه إجابة خاطئة لريتشارد ، الذي يرد بالإشارة إلى طالب ذكر ويقول إن الطالب "يرسم مع قضيبه. أنت ترسم مع العضو التناسلي النسوي الخاص بك". قبل أن تتمكن الطالبة المصدومة والمحرجة من قول أي شيء . في جلسة صفية أخرى ، طلب ريتشارد من الطالب أن يشرح الإلهام والمعنى لإحدى لوحات الطالب التي اكتملت وهي موضوعةعلى حامل . وعندما لا يستطيع الطالب المتوتر والمقيد اللسان الإجابة على السؤال ، يأخذ ريتشارد اللوحة ويدمرها عن طريق تحطيمها فوق الحامل . الطالب مصدوم محطم من هذا العمل المهين ، ويقدم الطلاب شكوى عليه بسبب استخدام الفاظ بذيئة وتخدش الحياء ، وتقرر المدرسة فك الارتباك معه وطرده ، تظهر كلير في الفيلم وهي تجتمع مع مديرة المدرسة ، التي تخبر زوجة الفنان كلير أن المدرسة ليس لديها خيار سوى طرد الفنان ريتشارد وحرمانه من التدريس بسبب كل الشكاوى التي كان يتلقاها على مر السنين . كان رد فعل كلير هو الغضب وإخبار المديرة أن ريتشارد مزاجي فقط لأن هذا مجرد جزء من عمليته الإبداعية ويجب ان تقدر قيمة المبدع وأن المدرسة يجب أن تشعر بأنها محظوظة لوجود ريتشارد يدرّس هناك. قامت المسؤولة بإخراج هاتفها وعرض مقطع فيديو على كلير للحادث الذي دمر فيه ريتشارد لوحة الطالب. كلير تحيد بنظرها وتنظر بعيدًا ، كما لو أنها لا تريد تصديق أن ريتشارد بهذا السوء . عندما غادرت كلير المبنى في حيرة من أمرها ، قامت بإزالة إحدى اللوحات التي تبرع بها ريتشارد والتي كانت معروضة في ردهة المبنى . عندما حاولت مديرة المدرسة منع كلير من أخذ اللوحة التي تم تقديمها كهدية للمدرسة ، أجابت كلير بغرور أن المدرسة كانت سعيدة باستخدام اسم ريتشارد لجذب الطلاب ، وتعتقد أن لديها الحق في استعادة اللوحة لأن ريتشارد لم يعد يعمل هناك بعد الآن ، هذا المشهد إشكالي ولكنه متوافق تمامًا مع موقف كلير بشأن الطريقة المزعجة التي يسيء بها ريتشارد معاملة الآخرين. كلير لا تقف مكتوفة الأيدي ولا تفعل شيئًا ، تدافع بقوة عن ريتشارد ، على الرغم من معرفتها لمدى إيذائه للآخرين. في المنزل ، ريتشارد هو زوج غير متاح عاطفياً ويميل إلى نوبات الغضب غير المبررة. وهو بعيد كل البعد عن العاطفة. سألت كلير مدبرة منزلها جويس (التي تلعب دورها كاثرين كيرتن) لماذا تركت جويس زوجها بيل وطلقت، ردت جويس ، "أعتقد أنه يمكنك القول أننا تركنا بعضنا البعض، لم أكن أعرف حتى تغير بيل إلى مدى كنت غير سعيد." هذه المحادثة هي إشارة إلى أن كلير فكرت أيضًا في ترك ريتشارد وطلاقه . (كتب دولبي سيناريو الفيلم مع نيكول برندنغ وعبدي ناظميان.) في أحد المشاهد ، كلير في مطبخها وتعصر حبة رمان لصنع بعض العصير. إنها ترتدي قميصًا أبيض ، وبعض عصير الرمان على القميص ، تقوم بعد ذلك بسحق ما تبقى من ثمرة الرمان بحيث يمكن سكب المزيد من العصير عليها ، كما لو كان قميصها عبارة عن لوحة فنية ، في هذه المرحلة تعرف أن رغبة كلير في أن تصبح رسامة مرة أخرى "استيقظت" بطريقة ما. وبالتأكيد ، بدأت كلير فجأة في الرسم كما لو أن حياتها تعتمد على ذلك. (تمامًا مثل ريتشارد ، تقوم بالفن التجريدي.) تشتري اللوازم الفنية وتستخدم سقيفة تشبه الحظيرة في ممتلكاتها كاستوديو سري لها. على الرغم من هذه الرغبة الملحة في الرسم مرة أخرى ، إلا أنها لا تزال خائفة مما سيفكر به ريتشارد . دافع آخر لكلير لبدء إبداع الفن مرة أخرى هو عندما تزور صديقًة قديمًة لم ترها منذ حوالي 10 سنوات: فنانة أوروبية رائدة تُدعى أدا ريسي (تلعب دورها ستيفاني باورز) ، والتي تصادف أن يكون لديها معرض في مدينة نيويورك. تذهب كلير إلى المعرض الذي يحتوي على الكثير من القطع الحديثة والمستقبلية ، وتعجب بالعروض الفنية ، ربما بقليل من الحسد . في مساحة المعرض ، تقيم كلير لقاءًا وديًا مع آدا ، التي هي بالتأكيد روح حرة غير مقيدة ، هناك أيضًا حبكة فرعية حول كيفية محاولة كلير التعرف على أنجيلا وجوغو بشكل أفضل ، مما يعني أن كلير تقضي أيضًا المزيد من الوقت مع داني. عندما التقت كلير وداني لأول مرة ، افترضت أنه مثلي ، تمامًا مثل أنجيلا. لكنه صححها بمرح وأخبرها أنه مستقيم . يمكنك بسهولة توقع السيناريو الذي سيحدث في النهاية بين كلير وداني . تحاول "زوجة الفنان" جاهدة أن تجعل الأمر يبدو كما لو أن كلير تمر بنوع من الصحوة النسوية في الثلث الأخير من الفيلم. لكنه انطباع خاطئ لأنها تتخذ خيارات تعود جميعها إلى ما تشعر به فيما يتعلق بزواجها الخانق من ريتشارد ، بدلاً من شعورها كفرد. وهي لا تواجه ريتشارد حقًا وتحمله المسؤولية عن كيفية إساءة معاملته لها ومع الآخرين. طوال القصة ،تخرج كلير عن طريقها لإرضاء ريتشارد بدلاً من أن تكون صادقة معه بشأن ما تشعر به حقًا . وبسرعة كبيرة ، أصبح فيلم الكاتب والمخرج توم دولبي يدور حول استعادة كلير لحياتها بعيدًا عن زوجها ، على الرغم من أنه لا يزال موجودًا. تخرج كلير من الخطوط الخلفية بمساعدة فنانة أدا ريسي لعبت دورها ستيفاني باورز ، لذا تنجح في ابداع ثلاث لوحات تجريدية و باسلوب فني متميز ولكن تقدم هذه اللوحات تحت اسم زوجها ريتشارد الذي يحضر المعرض مع كلير ويفاجئ باللوحات ، وهو لايتذكر متى رسمهم أو أنجزهم ، يتركك المشهد الأخير في التفكير بفيلم يدور حول امرأة تستعيد هويتها المفقودة ولكن تحت مظلة زوجها الرسام ، فإنه ليس له حقًا الكثير ، مثل فنان مرهق يواجه لوحة قماشية فارغة ، أو ناقد فيلم محبط يحدق في شاشة فارغة . الفيلم قام بكتابته المخرج توم دولبي ، جنبًا إلى جنب مع نيكول برندنغ وعبدي ناظميان ، ولكنها تشبه إلى حد ما دراما غلين كلوز / جوناثان برايس 2018 "الزوجة". إلا أنها مستوحاة على ما يبدو من الأحداث التي عاشها والدا دولبي كان والده مهندس الصوت الشهير راي دولبي الذي عانى من مرض الزهايمر في أخر ايامه . الممثلة السويدية أولين باداء رائع وبشكل آسر في هذا الدور المثير للذكريات. إنها تنقل ببراعة التوق إلى الحياة والحب والشعور بالهدف في عالم لم تعد فيه "مشغولة" بعد الآن. الألم العاطفي يرتفع بمهارة إلى السطح ، بين جمالها وحياتها الجنسية المكبوتة التي تحبس أنفاسك. إن أوجه التشابه بين هذا الفيلم وفيلم "الزوجة" منذ بضع سنوات واضحة ، مما يلفت الانتباه إلى حقيقة أن هذا الموضوع هو موضوع مشترك من عصر ليس ببعيد. ومع ذلك ، فإن العمق العاطفي ، وتطور الشخصية الرائعة بين العلاقات ، يجعلها قصة آسرة عن حب الزوجة ـ فيلم "زوجة الفنان" للمخرج توم دولبي يستحق المشاهدة بفضل الأداء القوي لينا أولين في الدور المميز، وهي امرأة وضعت مصالحها الخاصة جانبًا بشكل رائع وتضحية كبيرة لدعم زوجها ، وهو عبقريلكنه مزاجي ومتقلب وهو يدفع الآن ثمنًا باهظًا لإبعاد من يحبونه ، حيث يجد إدراكه للواقع الذي ينزلق عنه ببطء. قد يكون العيش في ظل الزوج المشهور والموهوب أمرًا صعبًا ، خاصة عندما يتعين على المرء التخلي عن طموحاته وموهبته . تقترب الزوجات دائمًا من ترك حياتهن المهنية للتركيز على عمل الزوج المشهور ، خاصة إذا كان في نفس المجال. في زوجة الفنان ، تتصالح كلير (لينا أولين) منذ فترة طويلة مع التخلي عن حياتها المهنية كفنانة لدعم مسيرة زوجها الفنان الشهير ريتشارد (بروس ديرن). في الواقع ، تعتقد كلير أن مسيرة ريتشارد هي "مهنتهم" ويعزز تفاني ريتشارد المحب لكلير ، تقول كلير سميثسون (لينا أولين) عن زوجها الرسام الشهير ريتشارد (بروس ديرن) في الدراما غير المتكافئة "زوجة الفنان": "إنه ليس رجلاً سهلاً ، لكنه يستحق المعرفة" ، وجهة نظرها بأنهم فريق فني ولكن عندما تلقى ريتشارد تشخيصًا طبيًا مدمرًا وأصابته بمرض الزهايمر ، تواجه زوجة الفنانة احتمال الحياة وحدها ، عادت مشاعر كلير المدفونة منذ فترة طويلة حول عملها الفني المهجور إلى الظهور . ليست القصة المثيرة للجدل هي التي تجعل هذا الفيلم جديرًا بالاهتمام ، بل عمل لينا أولين وبروس ديرن حيث إن أدائهم الممتع ، معًا ومنفردين . تعرف كلير أن ريتشارد "عاش حياته بشروطه الخاصة". لكنه كان متسرعًا ومزاجيًا في البداية. الآن ، هو يخسرها. واجبها الجديد هو الحفاظ على السلام مع الكلية وطلابه وتاجره الذي نفد صبره ، وعدم إخباره بالخرف الذي يرى طبيبه أنه يستقر فيه ، يلقي الفيلم الدرامي "زوجة الفنان" نظرة غير متكافئة في كثير من الأحيان بشكل محبط إلى أزمة منتصف العمر لامرأة تتصالح مع بعض القرارات التي اتخذتها في حياتها. من ناحية أخرى ، يتم تمثيل الفيلم في الغالب بشكل جيد ويحتوي على بعض المشاهد الصادقة والحقيقية. من ناحية أخرى ، يتخذ كاتب / مخرج "زوجة الفنان" توم دولبي بعض الاختيارات غير المتسقة في النغمة والتحرير التي تقلل من جودة الفيلم. لكن ربما كان هذا هو السؤال النهائي الذي يطرحه توم دولبي على جمهوره. فعندما ترى زوجين في الجهة المقابلة من الشارع ، يواجهان نفس المشاكل التي يواجهها ريتشارد وكلير ، ما هو الجانب العاطفي الذي ستكون عليه؟ هل تجد نفسك تريد التخلي عن ريتشارد إلى دار لرعاية المسنين؟ أو هل تجد نفسك مرتبطًا بحب كلير الذي يجعلها تضحي بشغفها من أجل رفاهية ريتشارد؟ . ومن الواضح أن الفيلم يريد استكشاف ضغوط الزوجة التي تحمل اسمًا وألمها الذي يتعامل مع زوجها الرسام الثري والمشهور المصاب بمرض الزهايمر. يختار الفيلم أيضًا بشكل قاطع جعل منظور الزوجة هو وجهة النظر الأساسية ، لذا فإن السرد يركز على الأقل على بعض النقاط . قدم الممثل بروس ديرن الذي حصل على دور مميز في أواخر حياته ، يعيد الى الاذهان ادائه الذي رشحه لجائزة الاوسكار في فيلم " نبراسكا" . لسوء الحظ ، فإن السيناريو الذي قدمه المخرج توم دولبي ونيكول برندنغ وعبدي ناظميان يقدم حجة ضعيفة للجزء "الجدير بالمعرفة" من تأكيد كلير ، حيث يصور إلى حد كبير ريتشارد المسن على أنه متنمر نرجسي غريب الأطوار (وربما أسوأ معلم فنون في العالم) - وليس فقط بسبب الخرف الزاحف الذي يمحو قماشه الإبداعي والعقلي . في مشهد يسأل الفنان-" لماذا نرسم؟" يسأل الفنان التجريدي الشهير ريتشارد سميثسون (بروس ديرن). "نحن نرسم لأنه ليس لدينا خيار". في مشهد المشاحنات الذي ينتقل من التفجير إلى التصالحية في غضون بضع ثوانٍ ، يمكنك رؤية عمليات تفكير كلير وهي تحاول فهم أحدث فورة. هل هو اللعن والأنا (السمة التي جذبتها في الأصل) ، ومضة من الإلهام التي تدفعه إلى سكب عصير البرتقال على حبوب الإفطار ، أو الخرف أو الانكماش المفاجئ ، والرائع ، تقدم الممثلة السويدية لينا أولين أداءً رشيقًا حسيًا ، لا يختلف عن دورها كرسامة حرة في "خفة الوجود التي لا تحتمل" (1988). تعاونت أولين مع زوجها لاسي هالستروم في فيلم ( كازانوفا في 2005 وكذالك فيلم ( شكولاتة ) قي عام 2000 ، في حين أن هذا هو ثاني أفلام دولبي كمخرج ، بعد فيلم آخر عطلة نهاية الأسبوع عام 2014 ، والفيلم الوثائقي "بخصوص سوزان سونتاغ" "اتصل بي باسمك".
#علي_المسعود (هاشتاغ)
Ali_Al-_Masoud#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فيلم-فالس مع بشير- يفتح نوافذ الذاكرة التي أوصدت عن مذابح مخ
...
-
حصار جادوتفيل- فيلم يؤرخ لمرحلة مهمة للاطماع الاستعمارية في
...
-
الفيلم الامريكي ( عقبة) فيلم وثائقي يسلط الضوء على اضطهاد وص
...
-
فيلم -جزيرة روزا - فيلم للحالمين وصرخة من اجل الحرية .
-
الفيلم الاسباني -الخندق الابدي-رحلة مكثفة حول الضعف البشري و
...
-
الموصل: جرح لم يشف في وجدان أمة والذي وثقته العديد من الافلا
...
-
فيلم المخرج غودار( موسيقانا) ، يكشف أثر الحروب في تدمير الشع
...
-
-ألمواطن المتميِّز- فيلم يطرح قضايا إغتراب المثقف والشهرة وف
...
-
محنة المثقف المغترب والشهرة عند عودته إلى الوطن الأم يجسدها
...
-
فيلم - ميثاق الهروب من السجن - يوثق جانب من نضال الشيوعيين ف
...
-
رواية الكاتب سلام أمان - الطائر ألاخضر - رواية مليئة بالمشاع
...
-
-مجرد أمراءة- فيلم يروي قصة حقيقية عن جريمة شرف على يد تركي
...
-
فيلم -طهران تابو- يعري السلطة الدينية في إيران و نفاقها والس
...
-
فيلم -محاكمة شيكاغو 7 - يحذر من خطر الجمهوريين على الديمقراط
...
-
-سبتمبر من شيراز- فيلم يسرد جزءاً من التاريخ السياسي المعاصر
...
-
الفيلم الكوري (شّعر) قصيدة سينمائية مترف بالجمال ، وتأمل بال
...
-
ضغوط شبكات التواصل الاجتماعي على الفتيات الصغيرات يناقشها ال
...
-
فيلم - الوداع - فيلم يرصد حالات إنسانية راقية ويبرز تناقض ال
...
-
أجمل سنوات العمر- رصد السلوك النفسي للجنود العائدين من الحرب
-
-من أجل ندى- فيلم يوثق حياة شهيدة الثورة الايرانية ( ندى أغا
...
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|