|
المقالة/ حكمة النسر
مصطفى الهود
الحوار المتمدن-العدد: 6783 - 2021 / 1 / 9 - 14:42
المحور:
الادب والفن
حكمة النسر لعل من أهم الطيور التي يضرب بها المثل بالشجاعة وقوة النظر التي خلقها الله سبحانه وتعالى هو طائر النسر وكثير منا يحب أن يقال له ان شاء الله عمر النسر وقوة نظر النسر وهذا لم يأتِ من فراغ فأكيد لطائر النسر صفات نجهلها والا لم يكن مثل انظار الغمير من أهل البشر وحتى القوة الجوية في أمريكيا تضع شعار النسر على رايتهم أي إنهم ملوك السماء فمثلما يوجد ملك في الأرض يوجد أيضا ملك في السماء ولكن من الطيور فالنسر له القوة البدنية وعزت النفس، فالنسر عرف عنه الطيران الى ارتفاعات عالية جد في السماء لا يمكن الى أي طائر يصل اليه وهذا بحد ذاته لقب ملك السماء كونه يشعر إنه بالفعل الملك الوحيد في هذا الفضاء الكبير ويا له من شعور كبير، لذلك سوف نتحدث عن سبعة خصال تكون دليل الى من أراد أن يكون متميزا ومبدعا في حياته وجميلا في صفاته.. 1- النسور تطير في مفردها وهذه هي صفات الاقوياء، كذلك لا يطير مع النسر لا الغربان ولا العصافير والطيور الصغيرة، دائما تتواصل على من هم في مستوى ونفس الفكر والآراء ويبتعد عن المشككين والسلبين ولا تشارك أحلامك الا من يكون مثلك ونفسي علو همتك. 2- النسور لها رؤيا تلهمها القدرة على التركيز على الشيء المطلوب بمعنى تنظر الى غاليتها حتى لو كان على مسافة خمسة كم، فالنسور لا تحرك تركيزها عن الهدف وإن طال، ومهما تكون المسافة طويلة أمامك لا تحرك تركيزك عنه وان٥ كان الطريق مليئا بالمعوقات فسخر جهد وطاقتك الى أن تصل الى الهدف. 3- النسر لا يستسلم أبدا أمام الخصم مهما يكون قويا أو كبير الحجم إن كان بسبب الطعام او في استعادة أرضه، لذلك بغض النظر على عدد المشاكل المحيطة بها لا يستسلم أبدا فالناجحون لا يعرفون الخوف من الآخر أو المجهول بل يواجه المشكلة وجها لوجه. 4- النسور عنيدة تحب العواصف فعندما تتجمع الغيوم تتحمس النسور للرياح والعواصف فترفع نفسها الى الأعلى وفي حين كثير من الطيور أو الناس يختبئون خلف جدران بيوتهم ويبحثون عن أي ملاذ حتى إذا كان صغيرا أو حقيرا، فالعواصف هي الحياة التي يتحداها المبدع ويقاومها مع الألم والصراخ لكن يعز عليه أن يبقى منحني الرأس لها لذلك نتعلم من المحن أكثر من الرخاء. 5- تتغدى النسور على اللحم الحي اي تأكل من عمل يديها ولا تقترب من اللحم الميت، عليك أن تأكل من عمل يدك ولا تركن الى الطعام الذي يبقى من أفواه الأغنياء الذين يتركون الفتات لمن حولهم، بل النجاح يكون أجمل وأطيب فعلينا أن نترك نجاحات الماضي ونستمر في البحث عن حدود جديدة ونترك الماضي ونبحث عن طرق جديدة للنجاح ونركز وقتنا وطاقتنا للعمل الدؤوب ولا نراهن على حصان ميت، يحب أن نعرف متى نقول وداعا ونحافظ على اختياراتنا ونجعلها مفتوحة ونكون دائما مستعدين للجديد. 6- النسور تتعلم بسرعة، فأم النسر تحضر عشها وتعتني به بعناية فائقة وتحتضن أفراخها لحين مجيء وقت الطيران فتقوم بوضع الشوك داخل العش وترمي أطفالها خارجه حتى تتعلم الطيران ومع كل رمية تصرخ صغار النسر من ألم الشوك وارتطامها بالصخر فيختلط الألم بالدماء حتى تبدأ ترفرف بأجنحتها وتطير الى مسافات بعيدة، هكذا هو التعليم لا يأتي الا بمصاحبة للألم والتعب فلا يمكن للإنسان أن ينجح دون المرور بتلك التجربة وبعد النجاح يكون كل شيء مباح، ولعل سائلا يسأل عندما يرى أم النسر وهي ترميه خارج عشه فيه شيء من القسوة لكن هذه القسوة هي سبب النجاح، لا يمكننا أن ننمو بدون عذاب ويجب أن نكون مستعدين للخروج من مكان الراحة الى مكان المجد والعلو، فالأشخاص الذين يهتمون بنا لم يساعدوا على الكسل والخنوع فدائما يكون طعم الدواء مر لكن الشفاء يأتي من المرارة، وهذا هو الحب القاسي هو الأكمل لأنهم لا يريدوننا أن نموت في اعشاشنا. 7- النسور تولد مرتين من جديد فعندما يشيخ النسر بعمر الأربعين ويصبح ريشه ضعيف لا يستطيع أن يحمل جسده بنفس بالقوة ولا يستطيع الطيران بالسرعة والارتفاع المعهود عليه فيصبح ضعيفا فيتقاعد وينتظر الموت، فيذهب الى الجبال وأثناء وجوده هناك يتخلص من ريشه الضعيف ويكسر منقاره وينتزع أظافره على الصخور، فتنطوي مرحلة الإعادة على موت الذات القديمة ويجب أن يتخذ النسر هذا القرار الصعب وهو في سن الأربعين فقد يموت أو يعيد مرحلة الولادة من جديد ويطيل عمره حتى يصبح في السبعين عاما، وتستغرق عملية الولادة المؤلمة بأكملها حوالي خمسة شهور وبعدها يعود النسر أقوى من ذي قبل ويحلق أقوى من ذي قبل، هكذا حكمة الحياة يحب ان تموت ذاتنا القديمة حتى نولد أقوى ونكون مستعدين لخوض تجربة النجاح والتألق في هذه الحياة الصعبة، هذه هي تجربة الملوك او الذين يريدون ان يعشوا ملوكا في هذه الدينا ، على كل ذي لب ان يتصف بصفات هذا الطائر الكبير وأن يتحلى بصفاته فلا نجاح دون تعب ولا نجاح دون أعداء هكذا علمتني الحياة إذا تريد أن تعيش ملكا رافق النسور واترك الغربان والطيور الصغيرة.
#مصطفى_الهود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقالة / المتنبي والاعلام الفاسد
-
مقالة / لم يكونوا عربا
-
مقالة / نظرية العبيد
-
حرمة المال العام
-
الشاعر حسين مردان / بعقوبيا
-
الفنان التشكيلي خضير الشكرجي / البعقوبي
-
جواد سليم
-
احمد الوائلي
-
المنابر الاعلامية
-
حوار مع الدكتور القاضي حسن علي آغا الزنكنه عن طبيعة عمله كقا
...
-
عالية محمد
-
حوار مع استاذ التاريخ الدكتور تحسين حميد مجيد عن الاسس العلم
...
-
سقوط
-
حوار مع الشاعر الكبير غزاي درع الطائي عن تجربته الشعرية
-
متسولون
-
السيرة الذاتية للدكتور تحسين حميد مجيد استاذ التاريخ
-
السيرة الذاتية للكابتن ثامر احمد كلاز
-
رئيس مهندسين بشار عسكر في حوار مفتوح عن اهمية التخطيط والمتا
...
-
حوار مفتوح مع المحامي احمد الخياط عن ما وراء الاحتلال الامري
...
-
جاريث جالهان
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|