أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - حقيبة ..الحرب














المزيد.....

حقيبة ..الحرب


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 1618 - 2006 / 7 / 21 - 10:06
المحور: الادب والفن
    


( الى عبد الجبار ناصر..لذكرى الأسر والسنوات )

من زمن وهي ملقاة عند درح احذيتي..!!
في مخزن ملابسي الفوضوي
ملقاة باهمال فاضح يحكي رفض الشاعرللموت والرصاص..
يحكي بسكون نمليّ..
..مزاج السنوات القتيلة من الحروب والفقد ..
اذكر يوم اعرتني مكتبك الصغير في زاوية قصيّة من البناية الفارهة..
وذهبت الى الجبهة لأشهر قاحلة . جبهة الأسئلة التي دون جدوى..ولم تعد
وفي كل صباح حين اجلس على ذلك الكرسي البسيط..
كنت اقلب محتويات المكتب..مكتبك..علّك تعود وتخطأ هواجسي وظنوني
اقلب محتويات روحك الساكن.. في المكتب الصغير:
..اشياءك..هي ..هي ..اشياء القاص ..والروائي الكتوم..
قطع النقود الصغيرة التي الغتها الحروب
وقصاصات ورق لقصص ممكنة..وتداعيات و..
وأقلام ..كم كنت تحب ان تختار اقلام الكتابة
ورسائل كان فتشها الرقيب..الرقيب الوطني القاتل من بيننا ..
و أحتلنا عليه باللغة والسكوت الوحشي
تعلم كيف كنا ..السنا كذلك حتى الساعة ..اطفال الشيخوخة
اطفال البلوغ والمحبة والأعتذار..
ثمة طوابع واعلام وبقيا رسائل..
وكلمات حب..ورائحة التبغ لسجائر عادية ..سجائر العمّال والجنود..
(تذكر كل شيء كان محرما ونادرا) ونحن اطفال الرضا والخوف
نخدع انفسنا معتقدين ان القادم اجمل ..يالأ وهامنا المريرة
كنت لم تمنحني وصية العبث ببقاياك
وانت في الأقفاص المجنونة للأسر اللانهائي
الأسر القاحل الذي تتذكره ..
مثل رواية الفراشة حين كنا نحكي..عن شخصية الأسير والجلاّد
وفي كل صباح ..مهموم
كنت المح .. حقيبة الحروب قرب احذيتي..
وارمقها بكراهية. كنا نقول :.كل الحروب تحتاج الى حقائب
وتذكر انّا لفرط الحروب لم نكن نميّز أيّ الحقائب..لأي حرب!!
كنت اكتب كل يوم لأصدقائي تفاصيل الأيام..
وسط الفاليوم والشراب وخراب المدن
وسط وحشة الغربة والوحدة والبيانات ..والبدلات الجوفاء
كنا نتسلل واحدا اثر الآخر..
من تلك الغرفة التي تركتنا فيها ..وكنا نغيب:
صلاح ..وشفيق ..وانا في دورة الموت والتربص المريب
لانعرف من هو الصديق ومن هو العدو
لانعرف متى يكون غيابنا ميؤسا منه
ولا كيف نحسب غياب الأسير او غياب الهروب..اوغياب الرفض والخوف..
واليوم اذكر وجهك الناحل في نظارات السكون والتمحيص والقراءة
وجهك الثمانينيّ ..وهو ينعكس..
على لون الحقائب الكثيرة التي تحمل اسماء الأصدقاء
وجهك الثمانيني..يوم كانت الحرب تهدر مثل شفل الخراب..
على اغلفة الروايات النادرة..الروايات العظيمة
حتى رواية نوبوكوف التي كانت تحرك فينا صورة الشبق الحرام ..والممكن..
على وجوه اللوليتات المحجبات..
وجوه النساء المقموعات تحت الشادور العظيم ..والنقاب الوحشي
الآن النساء يتحدثن في رواية الأسير ..
رواية الطليق وهو يعود ليعمم حقائب المحبة..حين يخيب
كل الحروب تحتاج الى حقائب ..
ايها الروائي الغائب..
اعطنا حقائب المحبة ..ومفاتيحها وشيفرتها السريّة
فنحن نقتتل كل مساء..
ومازلنا نقتل .. في حروب الشوارع والطوائف ؟؟
حروب الأمراء والأولياء ..حروب الديانات البائرة ..والأسماء والصفات الكاذبة!!
مازلنا نقتل كل يوم بيد الغرباء..والأصدقاء..
حتى بتنا نقتتل من اليأس..ومن الحب ومن الفراغ..
من قلب لقلب ..و..
من دار لدار ..ومن صديق لصديق
..من جار لجار..دون ..حقيبة اوسؤال..
وكلما لمحت حقيبة الحرب المقيتة تلك..اركلها بيأس
اذ لم تعد الحرب وهي في الطريق الينا ..
تحتاج الى حقيبة!!

بغداد



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في المرآة
- بداية اخرى للحزن والنفي والبقاء
- شقلاوة البيت ..شقلاوة الحديقة
- مليشيات الكتابة
- رواة ..وقتلة !!
- يوميات / السنوات المستحيلة..من الفوضى الخلاقة الى ..الهيمنة ...
- شوارع ..خلفية
- حجر العزلات
- صحن يشبه السمكة
- اسئلة لانهائية لصباح آخر
- جنرالات الثقافة في متاهتهم ..ثقافة التهميش ام ثقافة المنفعة
- سمة ..ونجوم و..علامات
- مرايا ليوميات البلاد
- شجرة سعدي يوسف
- آخرة الحزن البغدادي
- ارصفة لأعقاب السجائر وفوارغ الرصاص
- ظهيرة صحبي
- تداعيات الرحيل
- The family international ..angels
- فوتو لأمرأة ..وأبجدية


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - حقيبة ..الحرب