مؤيد عليوي
الحوار المتمدن-العدد: 6782 - 2021 / 1 / 8 - 19:05
المحور:
الادب والفن
وأنت جالس في كوخ الاعواد
تنتظر أمّك أن تأتيك بقدرها الخاوي
تنتظرها ..
...
...
...
أن تفتَّ الخبزَ بمرقةٍ بائتة منذ خمسين عجافا
كم مرة جئتها من غزوك تمرح بالجراح
كم وطن يغار منك أن تحارب في صفه
وتعيش الليالي الملاح على سواتر غربتك التي تشبه ضرطة في الهواء
تنتظرها أن تصفّ أعواد الكوخ صفا صفا
لتمنع برد الشتاء عن قلبك المفعم بحرارة العشق لقبلة واحدة
من أية أنثى .. ،
ولو كانت أتان جيرانكم الحمّار
أنت اليوم تنتظر زوجتك أن تأتي بقدر أمك
تنتظرها تفت الخبز الفائت وباقي صمون المطعام
في ماء مرقة نبتة الخبّاز الزائدة من عشاءك الاخير قبل سبعين عجافا
وتنتظر ..
...
...
...
فلن تمرّ بكَ الاحزاب
بل لا تدري بك أين
في جحرٍ.. أم مازالت تطرق الابواب
مادا رقبتك للسنين.. قبل يدك للناس
وتنتظر أن تأتي ذاك اليوم وعلى ظهرك كيس الطحين
من كد يمنك ..
...
...
...
لا تنتظره فلا عمل في ورشة عمّك المحرر " الجنرال مود "
عوالمه صارت عالما واحد يبيعك وبيع اجدادك العربنجية
فأن الذين أمنو بالتحرير هم الفائزون
في منظور الحزب الواحد وجمع الاحزاب
كلُّ له تحريره وللناس الجوع والخذلان
في كل زمان ..
وأنت مازالت تطرق الابواب
ولا تؤمن سوى بقول علي عليه السلام
ما جاعت أعواد الاكواخ
لولا جشع التجار والسلطان
لو لا شبع قصور النسوان
وأمك مازالت تحلم في قبرها
بقول أبيك أن الجنة لها فيها قصور ومناديل ورقية
تمسح عنها عبء قدرها الخاوي
يا مَن تقرأ هذا.. هل صارعتْ يوما
همَّ الخبز الحلال
في زماننا وفي كل زمان
مات الملك وعاش الملك
وثار الثوار.. وطار لحم ونزل فحم
... وكل شيء من اجل المعركة
فلا يستثني منه الانسان..
وأنت تقف على باب التجنيد تردد
"رادله كرون كصوا أذنه "
فصرت أنت هاربا من معركة الخفاجية
جالس في مقهى العربنجية
حتى تورّطت هذ المرّة
يصدح عبد الرازق عبد الواحد بقصيدته من التلفاز
" السابقون هبوب النار اذا ما عصفت "
فضحكتَ غير مبالٍ
بشرطي الامن وكاتب التقارير السرية
وانشدت قولك الذي ذهب مثلا :" جامنو شرد بالخفاجية "
وضحكت على نفسك بصوت عالٍ ..
ثم سرحت بين الناس في سجن مديرية الامن العامة
"ما تدري الطراك من ين "
مادا رقبتك للسنين
قبل مدها للناس..
وجاء يوم الاحزاب
فتغلق كل الابواب
بوجهك الذي يشبه وجه حمارك الجديد
وصل توا في عربة قطار التحرير الجديد
عفوا هذه المرة دبابة التحرير
من افخر انواع الدبابات في العولمة
وكنت تضحك مثل ناسك وقد جاوزت السبعة قرون
" يله خلي ياكلون ..."
ثم رحلت الى مثواك الاخير مبتسما غير راض عن قرون السنين، وعن رحيل عروة أبن الورد العبسي.
#مؤيد_عليوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟