أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عبد المجيد - هل المسلمون مرضىَ بالدينِ أمْ الدينُ مريضٌ بالمسلمين!













المزيد.....

هل المسلمون مرضىَ بالدينِ أمْ الدينُ مريضٌ بالمسلمين!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 6782 - 2021 / 1 / 8 - 02:02
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


هل الدينُ يفتح البابَ للأمراض النفسية والعقليةِ والعصبية؛ أمْ أنَّ هذه الأمراضَ هي التي تفسح مكانـًا للدينِ لكي يتسلل إلى المؤمنِ أو المتدَيّن أو المُتطرف أو المتشدّد أو المُتَزمّت فينخر فيه السوس، ويثبّت العقلَ عند نقطة الصفر، ويُقَرّب المرءَ إلى عالم الحيوانات، الأليفة أو المفترسة، فيهبط به إلى القردة العليا أو يصعد إلى مصاف البشر؟

آلاف من الحيوانات البشرية التي تعُجّ بها الفضائيات واليوتيوبيات في خُطَبٍ جَهورية بذبذبات كأنها زلازل مصدرها حشرجات مرضى مكّنَتْ لهم المنابر والكاميرات فرصة إيصال أصوات مفبركة بزعم أنها سماوية أو ماضوية فأصابتْ الأمة في شبه مقتل!

تابعت في الفترة الماضية حملة استدعاء خُطُب هذه الحيوانات البشرية في فيديوهات ولقاءات وأحاديث وحوارات كثيرة تأكد لي بعدها أنها ليست مصادفة؛ وليست فقط كما ظننت طوال الوقت، نتيجة تعفُّن الفتاوى الدينية بعد مكوثها مئات السنوات داخل كُتُب مُتــْـربة كتبها مجهولون في تاريخ مُزيّف أو حقيقي، وأخرجها عفاريت من الإنس الحديث بطلب أو أو أوامر أو دفع مدفوع الأجر من السلطة السياسية إلى دعاة الغث التراكمي اللا فكري الآسن لتحقيق مزيد من العبودية الجماهيرية البلهاء.

لا أحيلكم إلى عدة حكايات أو مئات أو آلاف؛ لكنها عباطيات وهباليات لا حصر لها؛ أينما تولـّي عينيك تلفزيونيا أو حاسوبيا وجدت الحيوانات البشرية تتراقص أمامك بأجسادها، وحواجبها، وأسنانها الصفراء، ولحاها الكثة غير المهذبة، وعيونها المُكَحّلة، وزبيبتها المحفورة في الجبهة، ومظهرها البوهيمي، ولغتها المتهكمة والساخرة والخارجة من محاولات التأثير البشع على المؤمنين البسطاء.

ليست فقط نتائج للفتاوى الفجّة؛ إنما حملة استعمارية وطنية يقودها القصرُ في أي بلد إسلامي تحكمه سلطة سياسية باغية، وسلطة دينية بغيّة، وجماهير ببغاوية للديكتاتور مع منبر يعتليه حيوان بشري، سَمّه ما شئت!

حاولتُ ما وسعني الجهد لسنوات طويلة تحميل مسؤولية التخلف على عالم الفتاوى دون غيرها؛ فإذا باستدعاء السلطة السياسية لعدد هائل من عفاريت الإنس فوق المنابر يقف أمامي متحديــًا أي تفسير آخر لا سُــلطة للسُلطة عليه، ولا مكان للمصادفة في عفرتته!

شاهدت عددًا كبيرًا في محاولة دراسة هذه الظاهرة لمعرفة مصدرها الحقيقي، ومررتُ بلحظات قرفٍ، وغثيان، وقيء من أحاديث باسم خليط من الدين والجنس والحشيش والجهل!

لا أضرب مثلا بواحد، أو مئة، أو عدة آلاف فقد اكتظ بهم فضاءُ النِتّ، والتلفزيون حتى خِلتُها حربــًا من كائنات قادمة من الفضاء، أو من الغابة، أو من غائط الحيوانات.

شاهدتُ، وتأملتُ، وفحصتُ، وفكّرتُ فما وجدت إلا تركيبــًا جسديــًا متكاملاً للقرَدة العليا في الدعاة، والشيوخ.. والمهابيل!

إنهم نتيجة طبيعية لعبقرية السلطة السياسية مدعومة من استعمار لا يحرّك مؤخرته من مكانها للعودة مرة أخرى إلا بواسطة جواسيس المنبر، وعملاء القداسة!

مجنون من يزعم أن الحملة المنبرية في وقت واحد جاءتْ مصادفة، وأن الغزو المقدس لعقول المسلمين جاء نتيجة آراء وفتاوى وكتب عتيقة ومخطوطات مكتوبة على جلد غزال؛ لكنه هَتــْـكُ عِرْضِ السلطة السياسية لجماهير مُغَيّبة عن طريق هذه الحيوانات البشرية التي اجتاحت العقول والنفوس والقلوب، وتلقتْ دعما من الجهل الديني الذي يمدّ أذرعه من كل الجماعات الدينية، من سلفيين واخوان مسلمين وطالبانيين ودواعش وبوكوحراميين وعشرات من التيارات الإسلاموية التي اخترقت العالم الإسلامي من مقديشيو إلى جاكرتا، ومن الخرطوم إلى قندهار، ومن غدامس إلى الإسكندرية!

لو أنني ضربت مئات الأمثلة التي أزعجت مضجعي فلن أوفيها حقها، من الذي يتحدث عن إسلامية زواج المسلم من ابنته إلى تفخيذ الطفلة المربربة، ومن نسَب المواليد إلى زوج الأم الأول الذي هجرها قبل أربع سنوات إلى كتابة اسم المولود نسبة إلى العفريت الذي نام مع الزوجة عندما غفل زوجها وهو بجوارها، ومن نزول رب الكون إلى الأرض ليلا ( ليس في بلاد شمس منتصف الليل)والبحث عن التائبين إلى علاج الكوفيد 19 بوصفة نبوية لدى المسلمين من أربعة عشر قرنا!

لو تعلــّـم حيوان بري أو بحري أو أميبيا أو ميكروب الحديث بلغة عربية لما تجرأ على الإتيان بأحاديث تعادل ما لفظت به حيوانات المنابر التي تستشهد بالقرآن الكريم وما قيل أنها أحاديث نبوية وبخاريات ومرويات!

إن الخطة البهيمية التي وضعها في القصر طاغية أو ديكتاتور أو عاهر أو حيوان زعيم حققت نجاحا في العالم الإسلامي برمته؛ لذا لا أستبعد أن يتم استعبادنا من جديد، ونقلنا عبر أعالي البحار لأسياد في العالم المتقدم، فالمسلمون الآن وجبة جاهزة وكاملة الدسم للإنسان المتقدم، وللحيوان المفترس على قدم المساواة!

هل تعرفون أن أي حيوان من الدُعاة يجذب من المتخلفين عقليا آلافا مؤلفة بمجرد أن يسرد حكاية من نسج خياله أو من كتب الأقدمين؟

هل تعرفون أن المسلمين الآن أعداء حقيقيون للعقل والمنطق والتاريخ والحقائق بعدما عاث فسادًا في رؤوسهم حيوانات المنابر الدينية؟

المسلمون الآن على أهبة الاستعداد أن يحكمهم شمبانزي شريطة أن يتحدث في الدين، ويستدعي من تاريخ مجهول أقوالا أكثر مجهولية من الغيب برمته، وسيلتف حول الشمبانزي الداعية أضعاف من تزيغ أبصارهم لجسد راقصة عارية!

لا أريد أن أذكر أسماء الحيوانات الدُعاة لأنني سأظلم الأسوأ منهم الذين لم أشاهدهم أو أسمعهم.

ما أنا واثق فيه بأنه لن تمر عشرون أو ثلاثون أو خمسون عاما حتى يرتدّ كل العقلاء.. كل العقلاء بدون استثناء عن الإسلام الحنيف!

ما أنا واثق منه أن إبليس سيرفض الوسوسة للمسلمين؛ فقد انتهوا إلى تخريب عقولهم وقلوبهم ونفوسهم بفضل الحيوانات الدُعاة على المنابر، تلفزيونيا أو نتّيــا!

أشعر بأن كل مسلم يشاهد ويسمع خطبة دينية من الحيوانات الدُعاة يرتكب مئة إثم، وألفَ خطيئة تُقرّبه إلى الكُفر.

لقد نجحتْ السلطات السياسية في أكثر(!) الدول الإسلامية من دعم ومساندة الحيوانات الدُعاة، ولم يبق إلا القليل من الوقت على التخلص من الدين الحقيقي لآخر مسلم على الأرض، ويبقى فيها عبيد السلطان، والمُغَرَّر بهم، والقــِـرَدة البشرية التي تُصَلــّـي، وتصوم، وتعبد الله، والشيطان، والاستعمار، وسيد القصر، والداعية، لكنها لا تحصل على ذرة ثواب في الآخرة.

لقد انتصر الحيوانات الدُعاة ولم يبق غير الحيوانات المستمعين ليعرفوا أنَّ فقهاءَهم وعلماءهم ودعاتهم اغتصبوهم على مرأى ومسمع من الشيطان والسلطة السياسية.

إذا أردت أن تقتل أو تغتال أو تُميت موضوعا عن الحيوانات الدعاة فقل إن هناك بعض الاستثناءات، فينشغل محاوروك بالعشرات عن مئات الآلاف، وتُبعدك كلمة عن جملة، وتُنسيك فقرةٌ الكتابَ كلـــَّـه.

ربما يأتي يوم بعد عشرات السنين أو مئاتها يقول أناسٌ لبعضهم: كان هناك في الأرض دين سماوي عظيم، وموحى به من رب العالمين، لكن أتباع الدين حرّفوه، وخرّفوه، ومزقوه، وشتتوه ثم أضافوا إليه مرويات حيوانية مستعينين بالمقدس وسط تصفيق السلطة السياسية حتى تبسط الطريق للعبودية والطاعة والقفا العاري: صفعة من أجل الحاكم و.. صفعة من أجل الحيوان الداعية.
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 7 يناير 2021



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعبُ على دينِ رئيسِه!
- جرائم هذا الرجل!
- دعاء طائر الشمال لعام 2021!
- هل صحيح أن هناك كفارًا و.. مؤمنين؟
- غباء أنجيلا ميركل وذكاء السيسي!
- صناعة المُسلم الأفيوني!
- الحلُّ السعوديُ لأزماتــِنا!
- مبروك للمغفلين فالأموال عادتْ للصوص!
- طائر على طُرق كثيرة!
- تلك هي هزائمي!
- لكنهم لا يصدّقون أنَّ اللهَ أكبر!
- بورتـُريه للمسلم الحديث!
- أمراض.. أمراض.. أمراض!
- ماذا نكتب إذا فقد القاريءُ دهشة المعرفة؟
- معذرة، فليس لديَ وقتٌ أنْ أتعلم!
- التراشق بالمواعظ!
- عشر خطوات للدفاع عن رسول الله!
- لماذا ترفض أن يغتصب أو يختطف المنتقب طفلك؟
- استعلاء الداخل على الخارج!
- مفاهيم ليست من إسلامي!


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عبد المجيد - هل المسلمون مرضىَ بالدينِ أمْ الدينُ مريضٌ بالمسلمين!