أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فيصل الدابي - مذكرات زول سوداني غزوة الينبوع!!














المزيد.....

مذكرات زول سوداني غزوة الينبوع!!


فيصل الدابي

الحوار المتمدن-العدد: 6781 - 2021 / 1 / 7 - 21:14
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما كنا صغاراً في حي النصر بمدينة كوستي، لم تكن لدينا مشكلة في الذهاب إلى مناطق السباحة فعلى طول نهر النيل الأبيض، كانت تتوفر ينابيع السباحة، فمثلاً كنا نسبح في مرسى بنطون طيبة، وكنا نسبح في عدة مواقع بالقرب من ميناء كوستي ، كما كنا نسبح في عدة مناطق بجوار الردمية التي كانت تبعد حوالي كيلومتر واحد من ميز السكة حديد، لكن على الرغم من توفر كل تلك المسابح النهرية المجانية في ذلك الزمن الجميل، كانت لدى أولاد حلتنا أغرب هواية على الإطلاق، إنها هواية السفر على الأقدام إلى الينبوع الذي كان يقع على مسافة بعيدة جداً لا تقل عن عشرة كليومترات خارج مدينة كوستي في اتجاه مدينة ربك وكانت تقبع إلى جوار الينبوع حلة صغيرة مكونة من قطاطي القش كنا نطلق عليها حلة الينبوع، كان الهدف الأساسي من تلك الرحلة الطويلة الشاقة هو السباحة في ذلك الينبوع بالذات والدخول في مشاجرات ومضاربات بالايدي من أولاد حلة الينبوع الذين كانوا يعتبرون ذلك الينبوع ملكاً مسجلاً لهم ويعتبروننا غزاة قادمين من كوكب آخر!

لا اتذكر من هو أول شخص أرشدنا إلى موقع ينبوع الشر البعيد جداً من مدينة كوستي، ولا أعرف حتى الآن ما هي الدوافع القوية التي كانت تدفعنا دفعاً للقيام من وقت لآخر بشن الغزوات والغارات الينبوعية والدخول في مشاجرات وحروبات كر وفر مع أولاد الينبوع ثم العودة من هناك ببعض الكدمات والخدوش؟! وهل كان دافع الممنوع مرغوب هو الذي يدفعنا إلى ينبوع الشر البعيد رغم توفر عشرات الينابيع الآمنة القريبة جداً من حلتنا؟! لقد استمرت حروبات الينبوع لعدة سنوات وكانت تكثر في العطلات المدرسية السنوية، ومن المؤكد أننا كنا نشعر بأكبر قدر من الاثارة والتحدي بمجرد أن يصيح أحدنا : يلا نمشي الينبوع!


بعد اجتياز المسافات الطويلة، كنا نجد الينبوع أحياناً خالياً من أولاد الينبوع ، لكن ما أن نبدأ السباحة حتى يظهر أحدهم ثم يسرع وينادي رفاقه ومن ثم تبدأ المضاربات، في بعض الأحيان كنا نجد بعض أولاد الينبوع يسبحون بداخله ومن ثم كانت الاشتباكات تبدأ بمجرد وصولنا، ذات مرة، وجدنا إثنين من أولاد الينبوع يسبحون داخل الينبوع، وكنا نحن خمسة، جلدناهم جلدة نضيفة حتى هربوا إلى حلة الينبوع وهم يبكون ويصرخون، فرحنا بانتصارنا عليهم ورحنا نسبح بمزاج في مياه الينبوع الصافية فجأة سمعنا صيحات عالية وعندما التفتنا تجاه حلة الينبوع رأينا عدداً كبيراً من سكان حلة الينبوع يحملون العصي ويركضون نحونا كالاعصار بقصد الانتقام لجلد الولدين الينبوعيين، في تلك اللحظات طرنا في الهواء بلا أجنحة وهربنا في اتجاه مدينة كوستي تتبعنا صيحات وشتائم قبيلة الينبوعيين ومن المؤكد أننا قد حصلنا على أكبر قدر من المتعة من تلك المطاردة الينبوعية العنيفة بدليل أننا، وبعد مرور أيام قليلة من وقوعها، صحنا في بعضنا البعض: يلا نمشي الينبوع! وعلى ما أذكر فإنني لم اتوقف مطلقاً عن المشاركة الفاعلة في قيادة حروب الينبوع إلا بعد رحيل عائلتي من حي النصر إلى مربع سبعة وعشرين البعيد جداً عن حي النصر والبعيد جداً جداً عن ينبوع الشر ومن ثم تم اجباري على التقاعد المبكر وعدم المشاركة في حروب الينبوع المثيرة!



#فيصل_الدابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مباراة كرة قدم في الجنة!!
- دجاجي يلقط الحب ويجري إلى إسرائيل!!
- يا ترامب يا رائح كثر الفضائح!!
- رأس الديك الأمريكي ورأس سنة كورونا!!
- المعلقة السودانية موديل الحصانة السيادية!!
- الراجل من غير كرش ما يسواش قرش!!
- وضاع آدم عندما اختفت حواء !!
- أسعد خبر في سنة 2020 الكورونية الكبيسة!!
- المعلقة السودانية الخروج من قائمة الارهاب
- رجال أصحاء يرتدون حفاضات الأطفال!!
- جولة في حديقة القواسم الإنسانية المشتركة الإنسانية
- أغرب بشر، إنهم يحبون كورونا!!
- نعم لمحاكمة مرتكبي جريمة ختان الإناث!!
- رجل وجاموسة في قفص الاتهام!!
- لاعبة كرة قدم سودانية أفضل من ميسي!!
- عملية إسرائيلية تقلب العجوز صبي والعجوز صبية!!
- المعلقة السودانية في رثاء مارادونا!!
- المعلقة السودانية في عزاء الصادق المهدي
- حسناء برازيلية من المبشرين بالجنة !!
- المعلقة السودانية موديل صناع السلام!!


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فيصل الدابي - مذكرات زول سوداني غزوة الينبوع!!