|
ح 26) الموناليزا بريئه ) ج2_تفكيك المربوط فى سيره بنى زعبوط
اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)
الحوار المتمدن-العدد: 6781 - 2021 / 1 / 7 - 19:18
المحور:
كتابات ساخرة
- مرآة الحب مع اجراس أعياد الميلاد عاندت وحى الفكر والقلم كطفل صغير.. اردت ان أتأكد ان كان هذا الوحى الذى يتملكنى بين الفينه والفينه ويدفعنى للكتابه رؤيه للانعكاس المتبادل بين الماضى والحاضر كاستشراف لمستقبل , ام مجرد تهويمات وهلاوس عبثيه تنتابنى بسبب جائحه كورونا وما يدور فى عالمنا من احداث وتغيرات من فرط غرابتها تبدو عند سردها كثرثرات فى عالم ضبابى غير معقول.. عالم الماتركس و شبكات الانترنت الذكيه اصطناعيا التى بدأت مع ال 5 جى .. عصيت وحى قلمى وتوقفت عن كتابه ما يرد على رأسى من خواطر وافكار رغم ان بعضها كان من النوع الذى قلما يجود الزمان به على أمثالى.. قلت فى نفسى حازما : اسمع ايها الوحى لن ادون لك شيئا آخر وانشره على الناس حتى اتأكد من انك لست مسا من الشيطان ..لقد انسقت ورائك وخضعت لسلطانك واخذت ادون وانشر كل ما تمليه على دون رويه , ولا اخالنى ربحت شيئا منك بل على العكس جلبت على المشاكل واورثتنى خصومات ما كان اغنانى عنها لو كنت حصيفا.. فرد الوحى رجع صدى فكرى : ألم تغرم منذ صغرك بالأدب والفن وتمنيت ان تكون مثل توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وغيرهم.. قلت فى نفسى : نعم لكنك بدلا من ان تلقى فى خاطرى روايه رومانسيه او مسرحيه شعريه اجدك تدفعنى الى دروب شائكه خطيره من كتابات اختلط فيها الحابل بالنابل وامتزج الدين بالسياسه والفن بالاقتصاد وحريه التعبير بعالم الماتركس والذكاء الاصطناعى.. فرد الوحى مدافعا عن نفسه : أنا لم أقل لك شيئا غير تدوين ما تراه من حولك من احداث لان الدنيا كما يقولون مسرح كبير.. لكن ذهنك رفض ان يدونها كصوره فوتوغرافيه بل اخذ يعكس هذا الواقع على نفسه ورؤيته وفلسفته فجائت كتاباتك كلوحه سيرياليه مبعثره السرد متصله المضمون.. فالذنب ليس ذنبى انا الوحى بل ذنب ذهنك انت.. فقلت منفعلا : على ذكر الرسم واللوحات الفنيه , انت تعرف انى اغبى الناس فى هذا المضمار ومع ذلك ورطتنى مع فان جوخ اشهر الرسامين , سامحك الله.. ضحك الوحى ملء شدقيه قائلا : لا تنزعج كثيرا من جهلك أو غباءك أذا حماك من ان تجن.. ألا ترى الدول من حولك تتحارب وتتقاتل بلا جدوى!! صدقنى ليس هناك من فكره ذكيه تستطيع ان تحوز اعجاب العامه ألا اذا كانت ممزوجه ببعض الجهل والغباء !! فسئلت مندهشا : هل هذا صحيح أم انك تغرر بى ايها الماكر؟؟ فرد الوحى ببرائه : ابدا..ابدا فما اقول غير حقيقه و لا انطق عن هوى.. هل تعرف مثلا ان اخطر سر فى مجال فن الرسم يبدو فى غايه السخافه والغباء عند سرده.. قلت وانا أخفى اهتمامى بالامر لاستدراجه : أى سر هذا ايها الحكيم ؟ فرد فى نبره العالم ببواطن الامور وخفايا الاسرار: لا احسب مثلك سيصدق ان لوحه الموناليزا الشهيره ليوناردو دافنشى التى حيرت العالم بسر نظرتها التى تلاحق ناظريها وابتسامتها الغامضه.. ماذا؟؟ قاطعت الوحى الذى استطرد : هل تصدق ان تلك المرأه الجميله محيره النظره غامضه الابتسامه التى رسمها دافنشى كانت عمياء , نعم مع الاسف لقد اصيبت بانفصال فى شبكيه العين وبدأت تفقد نظرها تدريجيا..لكن ليوناردو الفنان اقنعها بانها تستطيع قهر العمى من خلال ريشته ورؤيته هو وتخيله وليس واقع مرضها ، وعندما انهى دافنشى اللوحه كانت المرأه لا تستطيع رؤيه شئ من حولها.. لذلك جاءت نظره الموناليزا بمنظور رؤيه واسع كمن يريد ان يشاهد العالم كله قبل الأظلام الأخير كما جاءت الابتسامه حزينه غامضه تخفى سر العمى المقبل وتسخر من الناظرين.. أرجوك لا تذكر هذا السر حتى لا تثير ضدك معجبى الموناليزا ومحبيها ثم تعود فترمى بالائمه على وحيك الشرير.. فقلت له بصوت هادئ ..وماذا عليك من لوم فى ذلك ايها الوحى ؟ ألم يذكروا فى الأمثال ان مرآة الحب عمياء.. - وكفلها دافنشى منذ أن أسر لى الوحى بعمى مرآة الحب أو الموناليزا ، جثم صمت ثقيل على المكان لم يقتله غير اصوات الألعاب الناريه التى انطلقت احتفالا بالعام الجديد كما كشفت اضوائها ستر الليل فظهرت السماء حبلى بالغيوم والنجوم.. همست لنفسى )مارى كريسمس( وأنا أتابع على صفحه النيل سقوط احدى الشظايا المشتعله كشهاب وتناثر أجزائه الملونه على قبه كنيسه العذراء.. اجاب وحى القلم : مارى كريسمس.. لكن باسم الشفقه لا تهتك سر تلك المرأه التى صنع منها دافنشى مرآه خالده للحب ليقهر بها معبودات الجنس والغوايه كاللات والعزى ومناه ومن على شاكلتهم من ربات الفتنه والغرانيق العلى فى الأوديسا والألياذه... فسئلت متعجبا : لكن ألا ترى ان مرضها بالعمى قد يزيد من اعجاب الناس بها وبشخصيتها؟؟ كذلك بهذا الفنان العظيم ، دافنشى ؟؟ فرد وحى الفكر فى نبره متوسله: باسم الشفقه أرجوك ، فالأمر لم يكن كذلك فى ذلك الزمان الغابر.. زمن اجلاف الحس والمشاعر من ادعياء التدين الكاذب وتناسخ الارواح , حيث كانوا يعتبرون الاعاقه والمرض عقوبه سماويه تنزل بالاطفال والناس بسبب خطايا ارتكبوها.. أنه ذلك الزمان الذى كانوا يصرخون فيه مثلما صرخ دستوفسكى : يارب السموات العادل ، لماذا تخلق اطفالا ابرياء مرضى ومعاقيين وتصيب المؤمنين بالمحن والنوازل؟؟ لكن بدلا من ان يتعاملوا مع الأعاقه باسم الشفقه والرحمه التى يحتاجها الله المحاط بما لا يحصى من الكمال حتى يتحرك ويعتنى بكونه من خلال ما اودعه فى ارواحنا من خير، بدلا من ذلك كانوا يتعاملون مع المعاقين والمرضى بنظريه السامرى للعداله الزائفه.. الله عادل وليس هناك ابرياء حتى لو كانوا اطفالا لكن الخطيئه تسرى وتمتد آثارها وأوزارها حتى الجيل الرابع.. ومع مثل هذا المنطق السقيم هيهات ان تثبت برائه او ان تدفع شبهه.. لقد كانوا يتعاملون مع المعاقين والمرضى الفقراء كما يتعاملون مع صفائح القمامه التى يلقون فيها قاذروتهم الجسديه والنفسيه وما أكثرها ، كما ينظرون الى من يتعامل مع هؤلاء المساكين بدافع الشفقه والرحمه كخنزير يلعق من القمامه ويأتى برجس منكر يستحق الكفاره.. وكيف لا ؟ وهو يقلل من مكاسبهم الماديه ، فبرائه المعاق من تهمه الخطيئه أو المريض من المرض تحتاج الى المال الذى يفتقده الفقراء.. لذلك كان ما فعله دافنشى عندما كفل الطفله ليزا الصغيره الفقيره ثم اخفاء اصابتها بالعمى ليصنع منها معجزه ضد مبدأ السامرى واتباعه من السفله و الشياطين.. قلت للوحى متعجبا: أرى أنك أنت الآن من يعكس الأحداث على رأيه وفلسفته!! لماذا لا تحكى لى قصه دافنشى والموناليزا فى سياق متصل بلا تعليقات جانبيه من جنابك؟؟ دافع الوحى عن نفسه قائلا : ان تلك مقدمه للقصه لا غنى عنها وليست حشوا او تدخلا خارجيا.. تفضل اسرد يا سيدنا الوحى الحكيم ، قلت ذلك وانا اشعل سيجاره واسند راسى على المقعد الفوتيه كى انصت لوحى الفكر وهو يسرد قصته بينما كانت عيناى تمران عبر الشرفه على امواج النيل التى رسمت على صفحتها صوره ظهرت فيها انعكاسات اضواء أعياد الميلاد و قبه كنيسه العذراء متوجه بخمس نجوم وصليب...
#اسامه_شوقي_البيومي (هاشتاغ)
Osama_Shawky_E._Bayoumy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سر مرآة الحب2
-
سر مرآة الحب
-
ح 26) الراعى والنساء ) ج2_تفكيك المربوط فى سيره بنى زعبوط
-
ح 25) يا امه ضحكت ) ج2_تفكيك المربوط فى سيره بنى زعبوط
-
ح 24) الرفاعي ) ج2_تفكيك المربوط فى سيره بنى زعبوط
-
ح 23) غثاء السيل ) ج2_تفكيك المربوط فى سيره بنى زعبوط
-
الصلات والسلام
-
ح 22) ليس على الأعمى حرج ) ج2_تفكيك المربوط فى سيره بنى زعبو
...
-
ح 21) عمده جهنم3 ) ج2_تفكيك المربوط فى سيره بنى زعبوط
-
ح 21) أرض الخوف ) ج2_تفكيك المربوط فى سيره بنى زعبوط
-
ح 20) عمده جهنم2 ) ج2_تفكيك المربوط فى سيره بنى زعبوط
-
هى فوضى؟؟
-
ح 19) كلب أهل الكهف ) ج2_تفكيك المربوط فى سيره بنى زعبوط
-
الرفاعى
-
اهل الكهف
-
ح 18) عمده جهنم ) ج2_تفكيك المربوط فى سيره بنى زعبوط
-
ح 17) عمده حى سينا_تا) ج2_تفكيك المربوط فى سيره بنى زعبوط
-
ح 16) نظره عينيه تلك) ج2_تفكيك المربوط فى سيره بنى زعبوط
-
المدرس ليس قديسا والتلميذ ليس ابليسا
-
ح 15)الجن الازرق) ج2_تفكيك المربوط فى سيره بنى زعبوط
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|