أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحمد الخميسي - رانيا وعفاف وقصة تحرير العبيد














المزيد.....

رانيا وعفاف وقصة تحرير العبيد


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 6780 - 2021 / 1 / 6 - 09:52
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


من الأشياء الطريفة التي انتهى بها العام الماضي قول الممثلة عفاف شعيب :" الراجل اللي يفضل غسل المواعين ما يبقاش راجل"! على كده الرجل الذي يغير الحفاضات للطفل يبقى ضاع خالص وخرج من دائرة الرجولة تماما. وتذكرني تصريحات عفاف شعيب بقصة تحرير العبيد في أمريكا، حين أصدر الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن اعلانا رئاسيا حرر بموجبه نحو ثلاثة ملايين عبد معظمهم تم شراؤهم من تجار الرقيق في أفريقيا للخدمة في المزارع الأمريكية. حينذاك قامت امرأة ذات توجه إنساني بتكوين مجموعة من خمسة أفراد لاختطاف العبيد وتحريرهم، أي أنها كونت ما يشبه مجموعة فدائية صغيرة لتحرير العبيد، وقد نجحت بالفعل في تحرير عدد كبير باختطافهم وإطلاق سراحهم في أماكن أخرى. وحين سئلت تلك المرأة عن أصعب شيء كانت تواجهه أثناء تحرير العبيد قالت: " اقناع العبد أنه ليس عبدا"! أي أن تنتزع من العبد موافقته على أن يصبح حرا ! ومع أن التشريعات تميل بالتدريج لانصاف المرأة ووضعها على قدم المساواة مع الرجل، لكن تظل هناك نساء يعشقن العبودية في قرارة أنفسهن، ويمجدن الرجل تمجيدا ضارا حتى ليصبح غسل المواعين طعنا في الرجولة، وليس مساعدة للمرأة في عمل البيت الشاق. أحيانا تبقى المهمة الأصعب هي اقناع المرأة أنها ليست عبدة وأنه من الظلم أن تقضى نصف عمرها في المطبخ من دون أن يكون لديها الوقت الكافي لتطوير إنسانيتها بالقراءة والاستماع للموسيقا وحضور الحفلات الفنية. والواقع أن العمل المنزلي الذي يقع بكامله على كاهل المرأة سبب رئيسي في وضعها المتخلف نسبيا، وكل رجل حكمت عليه ظروفه أن يعيش وحيدا ولو لشهرين يعرف تمام المعرفة حجم العمل المنزلي الشاق والتافه الذي يلتهم الوقت، لهذا فإن معاونة الزوجة في البيت أمر بدهي وضروري، لكن من العجيب أنه إذا تقدم الرجل لمساعدة المرأة صاحت: " الراجل اللي يفضل غسل المواعين ما يبقاش راجل"! ومن هنا يبدو أن المهمة الصعبة عند تحرير النساء مازالت هي اقناعهن أنهن لسن عبيدا ! تصرح عفاف شعيب بما قالته، بينما تدور وسائل الاعلام حول تصريح آخر للنجمة رانيا يوسف، التي قالت عن نفسها إن " مؤخرتي مميزة "! وهي نظرة تصب أيضا في اتجاه عبودية المرأة السعيدة بعبوديتها، لأنها نظرة توجز المرأة وتقلصها إلى موضوع جنسي لا أكثر. ومن كلام عفاف وكلام رانيا يتضح لنا أن دور المرأة قاصر على الخدمة والنظافة وإمتاع الرجل بما وهبته إياها الطبيعة، وبذلك تنتفي عن المرأة صفة الزمالة والصداقة والفكر المتبادل وكل ما يرتقي بالعلاقة إلى وضع إنساني بين بشر أحرار. تظل المهمة الأصعب أن تقنع رانيا يوسف أن المرأة ليست موضوعا جنسيا ، وأن تقنع عفاف شعيب أن المرأة ليست خادمة، ويأتي ذلك في الوقت الذي صدر فيه مؤخرا حكم قضائي تاريخي يمنع التمييز في العقوبات بين الرجل والمرأة في جريمة الزنا، وكان المعمول به سابقا أن يعاقب الرجل فقط إذا قام بالزنا في منزل الزوجية، بينما تعاقب المرأة إذا وقع الزنا في أي مكان، وجاء في الحكم الذي أصدره المستشار أحمد وسام قنديل أن المشرع ميز بين الرجل والمرأة من دون مبرر شرعي أو موضوعي لهذه التفرقة، وبالمخالفة للدستور الذي يضممن المساواة بين الرجل والمرأة. ولقد رافقت حركة تحرير العبيد في أمريكا كتابات كثيرة من أشهرها رواية " كوخ العم توم" التي نشرتها المؤلفة " هارييت ستو" قبل عشر سنوات من تحرير العبيد، وكتب آخرون في حينه القصائد والمقالات ومنهم لويد جارسون الذي قاد على صفحات جريدته حملة تحرير العبيد، وظلت إلى يومنا مآسى حياة العبودية مادة للروايات واشهرها رواية " محبوبة " لتوني موريسون، و" مذكرات عبد أسود " لفريدريك دوجلاس ، و" كتاب الزنوج " لورانس هيل، وغيرها، ومع انتصار التشريع المصري للمرأة، ومع المقالات التي يكتبها الكثيرون لانصاف المرأة ، تفاجئك أقوال وتصريحات تثبت أن المهمة الأصعب عند تحرير المرأة مازالت اقناع المرأة أنها ليست عبدة !



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتاة عصبية - قصة قصيرة
- حكايات صغيرة لليلة رأس السنة
- لغة الأدب في اليوم العالمي للعربية
- يحيي حقي .. الجميل الذي لا يتكرر
- رسالة عن الفلوس والفن
- فصل الدين عن الأدب .. معركة متجددة
- نظام جديد قصة قصيرة
- الــلــون والــديـــن والــســيــاســة
- روبرت فيسك .. وداعأ
- نحن والاسلام وفرنسا
- صــيــد الأخـطـاء والــنـواقــص
- فــتــــاة الــمــعــأدي
- ذكرى ميلاد شوقي .. شاعر الأمراء
- أيمن حسن .. أكتوبر زمن الأسأطير
- سعاد حسني .. وخشم الست بدور
- المرأة المصرية .. بطولة وجمال
- لمن يلومون فيروز .. زهقنا منكم
- جون ميدلي يتصدى لنهب الفقراء
- السد العالي .. تجربة أدبية
- أدونيس.. مدافع التطبيع


المزيد.....




- اليونيسيف: 322 شهيد/ة من أطفال وطفلات غزة خلال 10 أيام
- ما هي نسب تمثيل النساء في البرلمانات على مستوى العالم؟
- “وين النسويّات؟”.. للتحرر من كل أشكال الطغيان
- -خطة قتل- بكوب.. فيديو يكشف امرأة مشتبه بها بمحاولة قتل زميل ...
- مصر.. محكمة ترفض طعن فنان مصري شهير متهم بالاعتداء الجنسي و ...
- شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة الجديدة 2025 وزارة العمل ...
- كيفية تسجيل منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2025 الوكال ...
- يبدأ منذ المراهقة.. لماذا تصاب النساء بالاكتئاب أكثر من الرج ...
- خطأ فادح.. امرأة ترمي ثروة بيتكوين بقيمة 3.8 مليون دولار في ...
- بمناسبة عيد الفطر.. رابط التقديم في منحة المرأة الماكثة بالب ...


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحمد الخميسي - رانيا وعفاف وقصة تحرير العبيد