أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جميل النجار - الدولة العربية الإسلامية (أطوار التحول من الغزو التوسعي إلى الانحطاط والتبعية والسقوط المدوي) 23















المزيد.....

الدولة العربية الإسلامية (أطوار التحول من الغزو التوسعي إلى الانحطاط والتبعية والسقوط المدوي) 23


جميل النجار
كاتب وباحث وشاعر

(Gamil Alnaggar)


الحوار المتمدن-العدد: 6779 - 2021 / 1 / 5 - 23:42
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أولى المجتمعات الإسلامية الملكية/السلطانية على الشواطئ الغربية للهادي

ظهرت أولى مجتمعات الإسلام في آتشه في شمال سومطرة. كانت ملقا من المعاقل الأولى للإسلام أيضًا، وعُدّت نقطة بداية، رُوّج منها للإسلام على امتداد طرق التجارة في المنطقة. لا يوجد دليل واضح عن مجيء الإسلام لأول مرة إلى المنطقة، لكن أول العلامات الموجودة كانت عبارة عن شاهدة قبر إسلامية يعود تاريخها إلى 1082.
يرجع أقدم دليل يثبت وجود سلطنة بحرية إسلامية إلى القرن الثالث عشر. هذا شاهد قبر لمالك الصالح، أول حاكم مسلم لباساي، في شمال سومطرة، التاريخ المحدد لوفاته الموافق 1297. تؤكد تقارير المسافرين الأجانب أن العديد من رعاياه كانوا من المسلمين. ما هي الظروف التي مكنت المجتمع المسلم من تحقيق كتلة حية/حرجة وتوليد دولة يستطيع فيها الحاكم أن يسمي نفسه سلطانًا، وما هي العوامل/العمليات التي أدت إلى هذا الحدث؟
حتى وإن كان من الصعب تحديد ذلك. لوجود القليل من الأدلة على التكوين العرقي لهذه الدولة: أما إذا تساءلنا: إلى أي مدى كانت محلية، وإلى أي مدى كانت أجنبية؟ (وحتى مصطلح أجنبي في هذا الوقت يطرح عددًا من الأسئلة التوليدية الأخرى). العديد من الألقاب والأسماء المنسوبة إلى شخصيات هذه السلطنة في السجل التاريخي المحلي لها حلقة صلة تبدأ من جنوب الهند.
ومع ذلك، من هذه النقطة فصاعدًا، فإن توثيق الإسلام والأسلمة على المستوى السياسي واضح نسبيًا، ومن الممكن تأريخ ظهور دول مع حكام إسلاميين. على الرغم من ندرة السجلات الداخلية إلا أنه تظل ديناميكيتاها البشرية والثقافية في الظل إلى حدٍ ما، وإن استطاع -على الأقل- بعض الزوار الأجانب من تسجيل أسمائها من قبل.

السلطنات
تم الافتراض بأن باساي هي أول دولة إسلامية في عالم الملايو وتسمية حاكمها كأول سلطان هناك. الدليل الوحيد على حياته يأتي من شاهد قبره. ومع ذلك، فمن اللافت للنظر أن اسمه يحمل اسم الحاكم الأيوبي الملك الصالح (1240 - 1249) الذي أعاد القدس إلى الحكم الإسلامي في عام 1244. ولكن على الأقل تمت الإشارة إلى باساي من قبل ماركو بولو وابن باجة.
في القرنين الثالث عشر والرابع عشر. على الرغم من أن نطاق سلطتها السياسية كان ولا يزال غير معروف، إلا أنها احتلت موقعًا استراتيجيًا عند مدخل مضايق ملقا وكانت نقطة ملائمة لتبادل البضائع والحصول على إمدادات المياه والحطب. علاوة على ذلك، من خلال عقد تحالفات مع القراصنة أو الدول الناشئة على الجانب الآخر من المضائق، تمكنت من ضمان عدم وصول الشحن إلى أي مكان آخر، ودفع ضرائب الميناء.
عندما زار ماركو بولو المنطقة عام 1292 لاحظ أن الشكل العمراني لميناء بيرلاك كان إسلاميًا في طرازه، وقد سجلت المراجع الصينية مجيء بعثة إسلامية إلى الإمبراطور من سلطنة ساموديرا (باساي) عام 1282، كما وتُفيد روايات أخرى بأمثلة من مجتمعات إسلامية موجودة في مملكة الملايو تعود لنفس الحقبة الزمنية، بينما يروي آخرون وجود تجار صينيين مسلمين من مقاطعات مثل فوجيان.
بشكل عام، انتشر الإسلام على امتداد طرق التجارة شرقًا عبر المنطقة البوذية بالدرجة الأولى، ونرى بعد نصف قرن في ملقا تشكل أول سلطنة، حيث برزت أول سلالة لتحكم ما يدعى بسلطنة ملقا في الطرف البعيد من الأرخبيل، إذ تشكلت من خلال اعتناق بارامسوارا إسكندر شاه الإسلام وتغيير اسمه ليصبح محمد إسكندر شاه بعد زواجه من ابنة حاكم باساي. في عام 1380، ومن ذلك الوقت، حملت تعاليم الصوفية الإسلام إلى مينداناو.
كان هناك قوة دافعة أخرى للتغيير في الطبقة الحاكمة في المنطقة وهي المفهوم المنتشر بين المجتمعات الإسلامية المتزايدة في المنطقة، بمحاولة تشكيل السلالات الحاكمة لروابط ملكية كهذه عن طريق الزواج. في الوقت الذي وصلت فيه القوى الاستعمارية وبعثاتها في القرن السابع عشر، كانت المنطقة حتى غينيا الجديدة مسلمة بأغلبية ساحقة مع أقليات من المذهب الحيوي؛ الذي يعتقد بأن الكتلة الحيوية يرجع وجودها إلى "قوة الخلق" التي أوجدتها طاقة "الشرارة الحيوية".
كان مصدر أول المراجع الإسلامية المكتوبة في جنوب شرق آسيا في 916 ميلادي، تاجرًا يصف تجربته في عام 851 في جزيرة سومطرة. مع مرور الوقت، ظهرت سلسلة من القرى الساحلية الإسلامية ذات التعداد السكاني القليل. غامر المعلّمون المسلمون من هذه القرى الساحلية بالدخول إلى سومطرة.
بمرور الوقت جذبت هذه الموانئ (القرى الساحلية) المسلمين من الهند والصين وشبه جزيرة العرب. تجاوزت هذه المجتمعات غاية التجارة فقط، وكانت مندمجة في الشبكة العالمية الإسلامية. كان الإسلام رائجًا في جنوب شرق آسيا لأنه، على عكس الأنظمة الدينية السابقة، يمكن استخدامه ليشرع سلطة الحاكم من خلال التشريع السماوي. انتشر الإسلام عبر الأرخبيل الإندونيسي ببطء وبالقوة.
في القرن الثاني عشر، عَبَرَ أسطول سلالة تشولا الحاكمة الهندية، المحيط وهاجم سريفيجايا، مملكة الملك سانجراما فيجاياتونجا فارمان في كادارام (القدح). نُهبت عاصمة المملكة البحرية القوية وأُسر الملك. بالإضافة إلى القدح، هوجمت باناي – سومطرة حاليا- ومالايور وشبه جزيرة الملايو. بعدها بفترة وجيزة، أصبح ملك القدح، فرا أونج ماهاوانجسا، أول حاكم يترك العقيدة الهندوسية التقليدية ويعتنق الإسلام، وتأسست سلطنة قدح في عام 1136.
وبعدها دخلت مملكة ساموديرا باساي إلى الإسلام في عام 1267. تزوج ملك ملقا، باراميساورا أميرة باساي، وأصبح ابنهم أول سلطان لملقا. بعدها بفترة بسيطة، أصبحت ملقا مركز البحث الإسلامي والتجارة البحرية؛ وحذا حذوه الحكام الأخرون في المنطقة.
أما على الساحل الغربي لشبه جزيرة الملايو تقع ملقا، والتي ورثت عباءة باساي. وقد ُعرفنا تاريخها أكثر بكثير من تاريخ باساي، وذلك من خلال المصادر المحلية والأجنبية. أصبحت مسلمة بعد وقت قصير من تأسيسها حوالي العام 1400، ومن خلال تبعياتها، سواء في شبه جزيرة الملايو، حيث أسست السلالات الحاكمة لسلطنات الملايو، وعلى الساحل الشرقي لسومطرة.
كانت ملقا بمثابة قناة لتأثير المسلمين على أجزاء أخرى الأرخبيل. تم تضمين العديد من العوامل هنا: حيث تم جذب التجار المحليين من تايلاند إلى الشمال والجزر المجاورة إلى مركزها التجاري، وتجار مسلمون آخرون من البنغال، الهند، وفتحت مجالا للأنشطة التجارية مع شركائها التجاريين وتوابعها، واجتذبت علماء الدين الأجانب، بشكل أساسي من شبه القارة الهندية، وبالطبع كان العديد منهم لديهم دماء عربية واستخدموا هذا الأصل العربي لصالحهم.
على الرغم من أن ملقا احتلت موقعًا مهمًا، إلا أنها لم تكن فريدة من نوعها. كان هناك العديد من الدول الأصغر التي لعبت دورًا مشابهًا على طول الساحل الشرقي لسومطرة والساحل الشمالي لجاوة وبورنيو وسولاويزي (سيليبس) ولاحقًا جزر التوابل (مولوكاس) وجنوب الفلبين. في كل حالة، كانت العمليات نفسها التي تم توضيحها في ملقا تحدث، ربما على نطاق أصغر، وربما على نطاق أوسع، وكانت تحدث حتى قبل ولادة ملقا.
يجب التأكيد على أنه لا يوجد تفسير "الانفجار الكبير" لمجيء الإسلام إلى جنوب شرق آسيا. ويمكن اعتبار ادعاءات بعض الأجانب، كما هو الحال، في البيان البرتغالي بأن جاوة تم تحويلها من ملقا مبالغ فيها؛ حيث لا توجد مصادر موثوقة لنتأكد منها.

وللحديث بقية.



#جميل_النجار (هاشتاغ)       Gamil_Alnaggar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة العربية الإسلامية (أطوار التحول من الغزو التوسعي إلى ...
- الدولة العربية الإسلامية (أطوار التحول من الغزو التوسعي إلى ...
- الدولة العربية الإسلامية (أطوار التحول من الغزو التوسعي إلى ...
- الدولة العربية الإسلامية (أطوار التحول من الغزو التوسعي إلى ...
- الدولة العربية الإسلامية (أطوار التحول من الغزو التوسعي إلى ...
- الدولة العربية الإسلامية (أطوار التحول من الغزو التوسعي إلى ...
- الدولة العربية الإسلامية (أطوار التحول من الغزو التوسعي إلى ...
- الدولة العربية الإسلامية (أطوار التحول من الغزو التوسعي إلى ...
- الدولة العربية الإسلامية (أطوار التحول من الغزو التوسعي إلى ...
- الدولة العربية الإسلامية (أطوار التحول من الغزو التوسعي إلى ...
- الدولة العربية الإسلامية (أطوار التحول من الغزو التوسعي إلى ...
- الدولة العربية الإسلامية (أطوار التحول من الغزو التوسعي إلى ...
- الدولة العربية الإسلامية (أطوار التحول من الغزو التوسعي إلى ...
- الدولة العربية الإسلامية (أطوار التحول من الغزو التوسعي إلى ...
- الدولة العربية الإسلامية (أطوار التحول من الغزو التوسعي إلى ...
- الدولة العربية الإسلامية (أطوار التحول من الغزو التوسعي إلى ...
- الدولة العربية الإسلامية (أطوار التحول من الغزو التوسعي إلى ...
- الدولة العربية الإسلامية (أطوار التحول من الغزو التوسعي إلى ...
- الدولة العربية الإسلامية (أطوار التحول من الغزو التوسعي إلى ...
- الدولة العربية الإسلامية (أطوار التحول من الغزو التوسعي إلى ...


المزيد.....




- الأردن.. ماذا نعلم عن مطلق النار في منطقة الرابية بعمّان؟
- من هو الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا بالإمارات بجريمة؟
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- إصابة إسرائيلي جراء سقوط صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل ...
- التغير المناخي.. اتفاق كوب 29 بين الإشادة وتحفظ الدول النامي ...
- هل تناول السمك يحد فعلاً من طنين الأذن؟
- مقتل مُسلح في إطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في الأردن
- إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى الإمارات بعد مقتل الحاخام ...
- الأمن الأردني يكشف تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار بالرابية ...
- الصفدي: حادث الاعتداء على رجال الأمن العام في الرابية عمل إر ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جميل النجار - الدولة العربية الإسلامية (أطوار التحول من الغزو التوسعي إلى الانحطاط والتبعية والسقوط المدوي) 23