حيدر الكفائي
كاتب
(Hider Yahya)
الحوار المتمدن-العدد: 6778 - 2021 / 1 / 4 - 11:54
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
في ساعة متأخرة من ليل شتوي طويل كانت البنت زهراء وامها واخوها الوليد الجديد يلتحفون بأغطية قديمة ممزقة ويفترشون ذلك الحصير الذي تجمد من برودة ارضية الحجرة الغير مكتملة البناء وسقفها الذي ينثر البرد نثرا ....
تحكي لهم كل ليلة حكايات البطولة لأبيهم الذي ذهب مع الشباب الذين استفزهم سراق الوطن والبرابرة الغزاة ، كان كلما يأتي اليهم من جبهة الجهاد يشتري لهم ما يوعدهم به من مأكل ومشرب وبعض الحاجيات .... كان القلق باديا على ام زهراء خصوصا بعد ان تأخر عن موعده المعتاد واخبار الجبهات تؤكد ان القتال ضروس وهناك حرب سجال فيها كر وفر وقطع رؤوس وتفخيخ وتفجير وعمليات ابادة ،،، قلب المسكينة يحترق وحبيبة ابيها ( زهراء) تزيد قلب امها الما وحسرة كلما تردد عليها سؤالها المعتاد ( متى يأتي ابي...) . تقلب ام زهراء جهاز التلفاز تحاول ان تسمع او ان ترى اي شيء عن الحدود الملتهبة ،، لا شيء سوى رجال السياسة وجموع المترفين وصور البرلمانيين وكلام من هنا وهناك بالوعود وبغد الأجمل ، ،،، نامت زهراء واخوها الوليد ولازالت الأم عيناها تصطكان بالسقف المتهرأ وصوت الكلاب السائبة التي تحوم حول هذه البيوتات البعيدة عن المدينة ، بيوت الفقراء والمعدمين ، الذين ذهب شبابهم يصدون زحف الاوغاد ليبقى اصحاب الكروش والمتخمين معتكفين عند دكة الخمار في ليال حمراء ملاح وعلى وقع انغام صاخبة وهز شرقي تنثر فيه اوراق خضراء تملأ صدور الغانيات والساقطين والساقطات ..... اصبح الصباح وغراب البين يحوم حول ذلك البيت الصغير وناع ينعى ابا زهراء شهيدا مرملا بتراب الوطن ليترك الوليد والبُنية الجميلة يتامى وتلك الحبيبة والمرأة المصون تعالج جرحها وثكلها بدموع احر من الجمر ....!
#حيدر_الكفائي (هاشتاغ)
Hider_Yahya#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟