أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - طُرفةُ صَديقتي الخَالة














المزيد.....

طُرفةُ صَديقتي الخَالة


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 6778 - 2021 / 1 / 4 - 11:54
المحور: كتابات ساخرة
    


     إنه زمانُ الطيبين..
طاعةً لأمرِ الرَّحمنِ بِصِلةِ الرَّحِمِ..
زُرتُ خالتي ذاتَ أشراقةٍ في المُبتَسَمِ تٌزيّنُها وأنشراحةٍ في الصدرِ , والَوجهُ بِبَشاشةٍ مُرتَسَم, مُزَخرَفٌ واليَدانِ بِفَيرُوز مِن وَشَمِ.
نَديَّةٌ هي بعُقودٍ ثَمانيةٍ, لا تَعرِفُ الكبائِرَ إلا حظَّاً من لَمَمِ. ذاتُ نَكهةِ ريفٍ حَنونٍ أَصيلٍ أشمّ.
نِصفُ قرنٍ لها في بغدادَ, دارِ العِزّةِ والكَرمِ, ومَا فارقَتْها نَكهتُها وهي صِبغتُها وهي الأصلُ عِندَها والمُعتَصَم.
ولقد أقسَمَتْ ليَ أنَّ صِبغاً ما وَطِىء إظفرَها واُذُنَها كانَت في صِراعٍ مع النَغمِ.
إن ٱسْتَدْلَلتَ عن دارِ صَديقتي الخَالة، قَالوا: آوه!
سَنَدُلُّكَ, أَوَ تَقصِدُ بَيتَ المَحجُوبةِ المُحتَشِمِ؟
رَصِيدُ خَالَتِي(طُرفةٌ) يتيمةُ, سَمِعتُها مِنها عَدَدَ ما على الأرضِ نَجَم!
طُرفةٌ ثُقلُها دَمّرَ ما في (غينيس) مِن سِجلّاتِ ومن رَقَم, عَتيقةٌ أقدمُ من عنخ آمونَ ومِن كُلِّ تأريخٍ وقِدم.
مَا فَتِأت تَقصِفُني بها ما إن زُرتها تأبيداً للرحم وَمزيدٍ من نِعَمِ.
قَذَفَتني بها البارحةَ, غَفرَ اللّهُ لِكلينا وأعاذَكم من شِرذماتٍ وهَرَمِ.
تَقصِفُني هي , فَتُقَهقِهُ وَحدها بِقهقةٍ مُتَسارعةٍ كَأنَّها تَقذِفُ الحِمَم!
فَلا نفعَ مَعَها لِلَجَمٍ, ولا تَجاهِلٍ ولا تَخاصُمٍ ولا قَسَم, ولا حتى إن رَماها جَليسُها بوابلٍ من تقريعٍ وشَّتم,
ضِحكتُها أمواجٌ لا تَهدأُ إلّا بعدَ هَزيمةِ خافِقِها وإفرَاغِ قاعهِ من الزَّخَم !
خالتي لا إثمَ لها , بل أثمُ جَليسِها أنَّهُ تَجَرَأ ولأَهوَالِ طُرفتِها إقتَحَم.
أنا أصَغرُ منها بِثلاثةِ عُقودٍ, مُغرَمٌ أنا بطُرفتِها الفريدةِ المريدة وبِظُلمِها والسَّأم.
وسِرُّ غَرامي كامِنٌ في لَذَّةِ سردٍ مُمِلٍ لِطُرفتِها مُدَمدَمٍ مُشَرذَم,
في قَهقَهاتٍ مُذَبذَبة, ودُموعٍ مُصبصبة, وأكتافٍ لها مُكَبكَبة تَرقُصُ معها حتى خاصرتُها وطياتُ الشَّحَم !
عجبي! إنَّها لا تُبالي بِبؤسِ مَن أحاطَها, أضَحِكوا أم اُصيبوا بِقَهرٍ أو حتى بِسَقَم !
مُحَدِّقٌ أنا بِبَصري ونَاظرٌ لها بوَجهٍ باسِرٍ آسِرٍ وبسَأم:
أوَ يُعقَلُ هذا خَالتاه !
ثم..أرَانيَ أنجَرِفُ ضَاحكاً مع شَلالِ قَهقَهاتِها, وتَائِهاً ما بينَ عَجَبٍ و نَدَمٍ.
ولأختِمَ جولتي بمَلامةٍ على زيارتي لها وبِتَوبِيخٍ وشَتَم.
تلكم هي صَديقتي الخالة! (مسكينةٌ) فجذورُها من هُناك..
من زَمانِ البَسمَلةِ والحَوقَلةِ والتَّوَكلِ والسَّكَن. زَمانِ الطِّيبِ و النَّقاهةِ وأطيافِ الشَّجَن.
زمانِ العِزَّةِ لِلرُوحِ وجَبيِنِها والشَّاربِ واللَّحىً. زمانِ العُنفوانِ رَغمَ كلِّ قَحطٍ وحَزَن.
زمانٍ يَعشَقُ الضّادَ ويَمقُتُ كلَّ حَرفٍ بِلَحَن ويَبغُضُ كلَّ رذيلةٍ وتقليدٍ للغرب ساذجٍ حتى بِصُندوقِ الكَفَن.
زمان يَقشَّعِرُ بَدنُهُ مِن لفحاتِ غِلٍ و نفخاتِ ذُلٍّ وعريٍّ ولَّعَن .
ذاكَ زمانٌ ما عَرَفَ (آيفوناً) ولو عَلِمَهُ لمَا تَغيّرَ, ولأزدادَ تَشَبُثاً بصَحرائِهِ وبِعِطرٍ الوَطَن !
أعلمُ ألّا رَغبَةَ لكم لِسماعِ طُرفَتِها ؟ نعم.. لكنّي سَأتلُوها ومالكم من محيص..
إنتِقاماً ووَفاءً لتَهدِيدي بِفَضحِها علناً في الصُّحفِ وبمقالٍ ركيكٍ رخيص,
فصَابِروا وأحتسبوا على رنينٍ فيها عويص ،وإسمَعُوها بعد تشذيبٍ كبيرٍ وتلخيص,
أبقى جثمان الطرفة كما هوَ , فلا تقليصَ فيهِ ولا منهُ تنقيص :
(طَلبَ الجَابي – هو مُحَصِلُ الأجورِ في حافلةِ نقلٍ حكوميةٍ – الأجرةَ مِن عَجوزٍ تَجلِسُ في طَستٍ لها دَاخلَ الحافلةِ؟ رَمَقَتْهُ العَجوز بنَظرةِ عَجبٍ ورَدَّتْ بدهشةٍ: ليُسامِحُكَ اللهُ بُنَيّ , أفي طَستي قاعِدةُ أنا أم في حَافِلَتِك !).
لا قَهقَهةَ رجاءً, إنّه ثأر بيني وبين صَديقتي الخالة .



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- * إتيكيتُ ذي السيجارةِ *
- القُدسُ!
- أَفَحقاً يَتَعامَلُ الإلهُ بالآجل؟
- ( رأسُ الشهرةِ : فسحةُ شاشةٍ )
- (نصف سي سي)
- *القصفُ : سَأَلَنِي فطَأطَأتُ بِلا جَوَاب! *
- أفحقّاً يتعاملُ إلهُنا ب (الرِّشوة) !
- *وإذ نحنُ حَولَ مائِدَتِنا قُعودٌ*
- كيلا تَخلُوَ الأكمامُ مِن ثَمَراتِها
- (وَكُلٌّ مُغرَمٌ بِلَيلَاهُ يَاحَمدَانَ)!
- *حقائق الخطى*
- ** حدقة السعادة **
- -خدودُ البرتقالةِ المفقودة-
- المسيو-ماكرون- وجدّتي المُدام:-نونة-
- * حبيبتي : إنتِصار*
- حتى أنت يازول!
- إنَّهُ خَليلي : نَبَاتُ الصّبَّار
- (أنكالُ صاحبي الحَمَّال مابين بَشرَلَونَة وخَصِيمِها الرِّيا ...
- [ القتل االصامت ]
- -$- هارونُ الرّشيد في خطابِ مُتَلفَز -$-


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - طُرفةُ صَديقتي الخَالة