أيوب بن حكيم
الحوار المتمدن-العدد: 6778 - 2021 / 1 / 4 - 02:40
المحور:
كتابات ساخرة
ينصتُ الطلابُ إنصاتًا وأستاذهم البادي الالتزام يحاضر، ويحاصرهم بنظراته الحادة، لدرجة أن بعض الطلاب يخاصرون بعضهم انكماشًا ورعبا.
يدخن أستاذ اللسانيات سيجارة ملتهمها، العصبية بادية على محياه الذي انتفى عنه شبح الابتسامة بله هي.
الاهتمام بادٍ، والعمق سادٍ لدى الجميع، إلا طالبة كانت من الغابرين.
تجلس الطالبة (علياء) في أول الصف لاعبةً بخُصيلات شعرها فناظرةً إلى الپروفيسور نظراتٍ وقحةً، يرتبك هو من وقاحتها فانوقحت أكثر بلعبها بلماها مبديةً جسمها، مبرزةً نهدها البادي المكتنز الذي يكاد ينفجر، كإرهابي حاملٍ حزامًا ناسفا.
انتهت الحصة، لم تفهم صديقتنا (علياء) فكرة واحدة، وانتهت حصص على المنوال نفسه، طالبات وطلاب يحرقون الأعصاب، وصاحبتنا تخرق الأعطاب..
أتت من البادية حاملة حرية من حُرم منها، همها الأول الحصول على وظيفة بشهادة عليا لتستقل عن المكان الذي لفظها لفظا، فسخّرت كل إمكانياتها اللادراسية للنجاح كما سخرتها في جامعة سابقة فحصلت على الإجازة قبل أن ينفضح أمرها فغيرت إلى جامعتنا هذه في أقصى شمال البلاد.
تمجسرت (علياء)، وهاهي ذي سجلت دكتوراها، فتكفل كل عشيق بكتابة فصل من الدكتوراه... وكل عشيق يحسب نفسه وحيد دهره، أردد أنا الراوي مع عبد الحليم ( حبيبها لست وحدك حبيبها، حبيبها أنا قبلك وربما كنت بعدك وربما كنت مثلك )
هاهي (علياؤنا) دكتورة، وتشتغل بمؤسسة دستورية كبرى مع حزب كبير في حقارته..
ساعدت هي رجال الحزب ليصلوا إليها بأقل مجهود، وساعدوها لتصبح أستاذةً جامعيةً.
نعم أستاذةٌ جامعيةٌ....!
ولجت صديقتنا مدرجَ الجامعة المخصصَ لمادتها، جلست لا تلوي على شيء، ارتباكها من ضَعفها الأسطوريِّ في المادة وصل إلى كعبها الذي دق أرضية المنصة ارتعادا، طفقت تملي على الجمع الدرس، دون السماح بنقاش يفضحها أو حوار يعجزها، بين الفينة والأخرى ترمق الطالبات البدويات الجميلات بنظرة تشوبها نفعية، فتساءلت: من فيهن تصلح لزعيم حزبي ؟ وهل يمكن لإحداهن أن تسرق مكانتي في الحزب ؟
#أيوب_بن_حكيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟