أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - رواية ( يوسف لا يعرف الحب ) للكاتب واثق الجلبي .. قميص يرفض الكلام















المزيد.....

رواية ( يوسف لا يعرف الحب ) للكاتب واثق الجلبي .. قميص يرفض الكلام


واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 6777 - 2021 / 1 / 2 - 22:52
المحور: الادب والفن
    


قراءة/ جمعة عبدالله
تتناول هذه الرواية القصيرة جملة مسائل حيوية وجوهرية في قضايا المجتمع الحساسة . بالطرح الذي يكتسب شجاعة وصراحة في المكاشفة الموضوعية , في مسائل الحب وديمومته وخلوده , وحواجز المجتمع التي تقف عوارض مانعة في تنفس الحب اكسير الحياة والبقاء . ضمن قبضة السلطة الاستبدادية غير رحيمة لاهل الحب , وتتلاعب في مصيرهم وشأن حبهم . بأن تكون حياتهم مسيرة من خيوط السلطة العليا , تمنع اختياراتهم من تحقيق المنال , بشكل ظالم في قطع وشيجة قلبين احدهما يحب الآخر . وعقدا العزم على المواصلة والوفاء نحو المشتهى والمرام . هذا التناول في سرد الحدث الروائي . في تقنيات السرد ولغته المشوقة بالمتعة الجذابة . وبرعت في الايغال في اعماق الحواجز التي تقف في وجه الحب , التي تقف حجرة عثرة في طريق الحب, تحت رحمة سلطة قاسية , لا تترك مجالاً للاختيار . بل تجعل الفرد يشعر انه في عرين جمهورية الخوف ومملكة الرعب , في اجراءاتها القاسية والمعقدة , رغم انف الانسان المحب . في الوسائل القاهرة , أما ان تكون في ابعاده وتغيبه لسنوات طويلة . أو تجنيده للحرب لفترات الطويلة , واما أن تحرمه من منح فرصة العمل بعدما انهى ألتزاماته الدراسية وخدمة العلم بالتجنيد , ويتطلع ان يأخذ فرصته في التوظيف , كأنها اصبحت من المسائل الممنوعة وصعبة المنال . مما يظل يطرق الابواب المسدودة ويبحث في كل مكان لكن عبثاً , يشعر أنه يبحث في الفراغ يجد نفسه مرمياً في الشارع مفلس وخاوي . لا يستطيع أن يحقق حاجياته وطموحاته المشروعة . لا يستطيع ان يحقق رغبات قلبه وحبه بالزواج المنتظر . بهذا الشكل يسلط الحدث السردي تبعيات المجتمع غير العادل تجاه الانسان والحياة , يحرمه من ابسط مشرعية الحياة والعيش . هذا الواقع بكل حثيثاته يمثل جمهورية الخوف في مملكتها المرعبة , التي لا تصلح للعيش , سوى التعذيب النفسي والمشاق الصعبة والقاهرة . هذه المواضيع الحساسة يتناولها المتن الروائي بكل شفافية وبرؤية فكرية مقنعة وموضوعية . كما يوظف النص الروائي براعة التناص في قصة يوسف وقميصه وحادثة البئر , يتناولها او يصوغها برؤية عصرية تناسب الواقع ومجرياته الفعلية , بشكل مبدع ومتمكن . بأن يجعل من قميص يوسف المحور الاساسي لحياة يوسف الجديد . هذه روحية الروائية بتحويل صياغة نسخة يوسف القديم , بنسخة يوسف الجديد وقميص الاثم والذنب . ويجعل من القميص وازراره السلطة العليا المتسلطة على خناق المجتمع . التي تذيق الانسان مر القهر والعذاب , بأن ازرار القميص هي الافاعي الذي تلدغه حين يخالف أمرها ومشورتها . مما يشعر المواطن بالاحباط واليأس . هذه تداعيات النص الروائي في الرواية القصيرة . بشخوصها الاساسية ( يوسف ) و ( سماء ) تدور عليهما عذبات الاحداث السردية بكل براعة وشفافية , وهي في نفس الوقت تسلط الضوء الكاشف على المجتمع القائم على اللاعدالة , مما يشعر الفرد بعلقم المرارة في الارهاصات والانفعالات , لكي يتيقن بأن الحياة هي اكبر كذبة يتجرعها الانسان .
× أحداث المتن السردي :
بعد غيبة لسنوات طويلة من العمر يعود ( يوسف ) مجروح الهموم يجر اذيال الخيبة والحزن والاحباط , ويترنح أمام حبيبته ( سماء ) في محاولة تأكيد على الالتزام بحبه الصادق , الذي يعزف داخل الروح , بأنه وفياً على عهد الحب الروحي , وليس حب متعة الجسد والشبق الجنسي . وانه ينتظر أن يمنح فرصة بالعمل أو التوظيف ليحقق رغباته وطموحاته , لكن هيهات ان يتحقق ذلك .
( - سماء تعلمين كم احبكِ وتعرفين أن الحب ليس جنسياً ولن يكون
سماء : هل ستتركني ؟
أجابها : لا تفكري بذلك . دعينا من الرحيل فأنتِ تعلمين كم أكرهه )
هذه معضلة ( يوسف ) بأنه لم يستطع ان يترك حبه , ولم يسطع ان يوفي واجب الحب بالزواج , لان الواقع يكبل يديه . هذا الواقع الصعب بين الطرفين . وتقول له ( سماء ) :
- لماذا لا تتركني ؟
- هل جننتِ ؟ . عندي حل آخر :
- ماهو ؟
- نذهب الى المحكمة ونتزوج وهناك نضع الجميع أمام أمر الواقع ) يشعر بالاحباط لانه غير قادر ان يفعل ذلك وهو مفلس دن عمل , وكل الابواب تغلق في وجهه , بعدما أنهى دراسته وألتزامه بالخدمة العسكرية والحرب , لكنه لم يجد مخرج من هذا النفق , لكي يشق طريقه الى الحياة ويحقق طموحاته . ومن جانب اخر تواجه ( سماء ) ضغوطات هائلة من الاهل في سبيل اقناعها حتى ترضخ بقبول الزواج , بعد تكرار الرفض طالبي الزواج . لذلك تجد نفسها معلقة بين الارض والسماء بحب ( يوسف ) , بأنه لا يوجد مخرج لهذه المعضلة . طالما السلطة الحاكمة بقميص ( يوسف ) لا توفر فرصة الحياة لهذا الحب وتنعشه بالاوكسجين ليكون خالداً في تحقيق مرامه . ويفتش ( يوسف ) في اوراقه القديمة واليتيمة , لم يجد سوى الخيبات والانحدار الى الهاوية في جمهورية الفشل القائمة . و ( سماء ) تلوكها الحيرة وقطار العمر يمر بسنواته ولم تجنِ شيئاً منه , حتى صديقتها ( أميرة ) دخلت على خط الازمة بالتحذير من عواقب رفضها الزواج من طالبي يدها . وتقول :
( - أنظري الى بياض شعركِ ألا تكفي سنوات العجاف كي تتزوجا
- كان طالباً ثم اكمل الخدمة الالزامية , ولم يتوظف الى الآن ....... )
تقول بأن ( يوسف ) يماطل وليس لديه رغبة في الزواج . لذلك تلح على ( يوسف ) ان يتخذ القرار وينهي المشكلة لانها لم تعد تتحمل ذلك . ويقول لها يوسف :
( - سماء تعلمين بأني أقدسك وكل الذي ذكرتيه صحيح تماماً , لا أستطيع أن اقدم لكِ شيئاً غير الكلام )
وهذا ما يشبه الرثاء لحبهما بالخيبة المتوقعة بالاحباط والفشل في خلود الحب . في مجتمع يعاني الفقر والعوز والحرمان . مجتمع يدفع الفرد الى قاع البئر , في مستنقع الكوابيس . وبذلك ينفرط عقد الحب وتتزوج ( سماء ) وتنجب أبناً وبنتاً . ولكن طيف ( يوسف ) لم يغب عن خيالها وبالها , تشعر به انه حي يعيش في روحها ولا يمكن نسيانه ( ذهبت الى الحمام واحكمت غلق الباب , وبكت كثيراً وهي ترى زوجها نائماً على السرير غارقاً بالشخير ) ويوسف في قاع البئر مرتدياً قميصه الآثم والذنب , في ضياع الحب من ان يعيش خالداً .



#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واثق الجلبي .. حفريات معرفية - - متوارية
- حمامة .. ولكنها غراب
- اجيال الرفض
- خارج الزمن
- لا تزعجوا الفيس
- العراقي دمه حار جدا
- الم أقل لكم ؟
- من هو الفاشل ؟
- اجبني يا أبا ذر
- القمر
- هيلا .. ترامب
- وصية
- تنكلوشا
- عظام
- فلفلة
- مجنون
- إنقاذ
- احتجاج
- أوباماتين
- مدينتي


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - رواية ( يوسف لا يعرف الحب ) للكاتب واثق الجلبي .. قميص يرفض الكلام