أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد سيف المفتي - اصبحت اترجم هندي!














المزيد.....

اصبحت اترجم هندي!


محمد سيف المفتي

الحوار المتمدن-العدد: 6777 - 2021 / 1 / 2 - 22:15
المحور: كتابات ساخرة
    


أ
الساعة الثامنة مساء، صالة المدرسة مكتظة بالضيوف موقد النار مشتعل، ورائحة الطعام اللذيذة مع البهارات تنبعث من المطبخ، جلست النسوة حول مائدة الطعام قريبا من المطبخ وبينما كان الرجال جالسين في الصالة على الارائك مع بعض الكراسي حول الصالة.
جلس الشيخ محسن على الأريكة الوسطى في صدر القاعة وجلس على يمينه عبدالله سليمان صديقي الحميم وصاحب فكرة الدعوة والذي تكرم بمبادرة الاتصال بنا وحجز القاعة وجمعنا بعد فترة انقطاع بمناسبة أعياد رأس السنة في صالة عامة تسمح بحضور عشرين شخص في زمن جائحة الكورونا، كنت جالسا على يمين الشيخ و أمامي بعض المعارف من شخصيات العاصمة أوسلو، ومحافظين على المسافات بيننا احتياطا.
في مثل هذه الاجتماعات نناقش بعض المواضيع العامة وكان موضوع النقاش في تلك الأمسية هو:
"صعوبة التربية في النرويج" خصوصا بالنسبة لفئة الشباب وكان الشيخ محسن من الشيوخ الذين يدعون أولياء الأمر إلى الصرامة في تربية الأطفال ومتابعتهم في تأدية الفروض الدينية والالتزامات بالقيود الثقافية والاجتماعية، ‏هناك من يصف الشيخ بأنه متشدد ومنهم من يقول انه محافظ، قام الشيخ بتقديم محاضرة دينية، والحقيقة كنت معارضا لكثير من طروحاته لأنه يتحدث وكأنه يعيش في احدى قرى جنوب العراق وليس في النرويج، ودافعت عن موقف الشباب والشابات ولم أتوقع نهائيا ما سيحدث بعد نصف ساعة.
لم تشارك النساء في الحديث وبقين يتهامسن بنقاش قضية التنزيلات في هذا الموسم، واي المحلات افضل من الثاني.
بعد حوالي ننصف ساعة دق جرس البيت خرجت بعض الفتيات راكضات باسمات وبلغن الاخريات عن وصول صديقتهن سارة.
سارة فتاة في العشرينات نشأت وكبرت مع أهلها الساكنين في احدى القرى النائية في شمال النرويج، ولم تتعلم اللغة العربية بشكل جيد، ثم انتقلت الى العاصمة أوسلو لتدرس فيها وتمارس هوايتها المفضلة. سارة واحدة من افضل لاعبات كرة القدم في النرويج طويلة القامة جميلة، وذكية جدا، كنت قد تحدثت معها عدة مرات وكان حديثنا باللغة النرويجية، لسوء الحظ لم اتحدث معها بالعربية.
عندما دخلت القت التحية على الجميع باللغة النرويجية، وعندما التفتت نحو الرجال وشاهدت رجل يرتدي عمامة قالت – سلام أليكم هجي. فبادرت بتقديم سارة للشيخ. – شيخ محسن! سارة من افضل النماذج العربية. استدركت سارة وصححت – سلام أليكم شيك.
اجابها الشيخ و- عليكم السلام، التفت الى اليمين ونظر في عيوني وقال - والنعم منها.
نزعت سارة معطفها الشتوي وظهرت كثير من الثقوب والفتحات في القماش الذي يغطي جسمها.. نظر الشيخ الى ملابسها الجريئة بامتعاض ظاهر، ثم التفت الي ورفع صوته – والنعم والله. المهم الشيج چلب بربي .
سألها عبدالله سلمان – مع من تعلبين الآن. أجابته - عمو العب الآن مباراة، والآن كان عدنا مباراة وهوايا مباوعين ومبصبصين علينا.
ارتفع حاجب الشيخ الايسر حتى وصل نصف جبينه وانغلقت تقريبا عينه اليمنى وارتجفت حتى توقعت أنه راح تنطفأ وبادر – بنتي عيـ..
قاطعته بسرعة - شيخ لحظة سارة تقصد متفرجين.
فقال الشيخ "طيب طيب مفهوم" لكنه لم يكن راض ويبدو أنه لم يرتاح لهذه الفتاة التي لا تظهر وقارا لا لعمامته ولا طول لحيته، فكانت هناك حركات لاارادية في فكه الأسفل.
سارة اللطيفة لم تسكت " كلما هدأنا الشيخ تنخسا سارة" ووجهت حديثها لـ عبدالله سلمان – عمو اريد تحجي ويا بابا. سألها الرجل مستفهما – خير؟
أكملت شرحها - بابا ما يقبل انحرف، آني اريد انحرف واروح برا.
انفتحت افواه كثير من الرجال وصاح الشيخ – بنتي ما يصيــــر. قاطعته مجددا – عفوا شيخنا! تقصد من تحترف و تلعب بالنوادي الأجنبية خارج البلد. فعلا شعرت بنفسي حمودي الحارثي يترجم للحج راضي في مسلسل تحت موس الحلاق. اجابها الأخ عبدالله – بسيطة راح احجي ويا.
ابتسمت سارة وشكرت بلفظ شكرها باللغة النرويجي – تاك عمو. وتوجهت بعدها الى النساء اللواتي استقبلنها بأذرع مفتوحة، واغرقنها بالقبل، فقالت لهن – كافي سحاقيات.
فاستمعنا الى صرخات نسوية مكبوتة وضحكات خافرة وإمرأة تقول " انفجعتي سارة" ، وشهق الشيخ بالشربت، وانسكب على جلبابه وتحوقل واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم وهو يتفحص وجوهنا، وعندما نظر في عيوني ابتسمت له لكنه احتفظ بتجهمه.
المهم لم تطل سارة بجلستها وقالت عندي موعد، سحب الشيخ جلبابه وتأكد من الساعة ونظر الينا وهو يعني الوقت متأخر.
المهم وصلت سارة بجانبنا وودعت الجميع، فحضر الشيخ رسالته " بسمار" وقال.
- بنتي ساره بوسيلي الوالد وبلغيه يدير بالا عليج.
صفنت سارة وفكرت شويه وأنا في قلبي أقول ربي سترك من "سحكة سارة". رفعت سارة عيناها قليلا وتسارعت دقات قلبي، ابتسمت سارة علمت أنها علامة وصول الالهام وقالت
- شكرا شيك! الله يبوسك ويدير بالا عليج... يا آميـــــــن يا آمين. تكرار آمين شعرتها كأنها بخشيش للشيخ.
حتى أنا فتحت فمي ولم أعلم كيف اترجم هندي.



#محمد_سيف_المفتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هو دين ام تين؟
- نبوءة العم خليل المفتي
- الحشد يغتصب والشرطة تصور
- نعم! جيراننا مجانين
- قال الملك في زمن الكورونا
- العراق وكورونا
- عندما يوثق لواء الشرطة
- في المقهى
- مظاهرة أوسلو مع اكبر علم عراقي
- احتضار الطائفية في العراق
- رواية ديسفيرال ل نوزت شمدين. قراءة واحدة لا تكفي!
- زالماي خليل زاده وطالبان!
- الساعة الرابعة وعشرين دقيقة!
- ضياع البوصلة الأخلاقية!
- محمد شكري ضحية الجرأة والابداع والتفرد.
- أشبال الخلافة كالانسان الآلي !
- الموصل غضب عارم!
- الخراب يفترس الزمن العراقي!
- نهضة الصالون الادبي
- باب ضمير العالم!


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد سيف المفتي - اصبحت اترجم هندي!