أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد المحفوظ - “في الوقت المحدّد” يعرّي الرأسمالية المتوحشة














المزيد.....

“في الوقت المحدّد” يعرّي الرأسمالية المتوحشة


محمد المحفوظ

الحوار المتمدن-العدد: 6777 - 2021 / 1 / 2 - 19:27
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


من بين الأفلام المدهشة التي انتجتها هوليوود والتي فضحت الرأسمالية الجشعة على مدى عقود يبرز فيلم “في الوقت المحدد” (in time ) الذي انتج في عام 2011.
لا يكتفي الفيلم باتهام الرأسمالية بالجشع والنهب واستغلال الفقراء، بل أن من يتعمق في موضوع الفيلم يجد إعلانا صريحاً بالحرب على موجة الرأسمالية المتوحشة، وكأنّه يقول” إن على المنهوبين أن يردوا على السرقة بسرقة مضادة “. المعروف لدى الجميع انّ الرأسمالية نظام بلا أخلاق وبلا روح أو هدف. هذا ما أكدّ عليه أغلبية الفلاسفة والمنظرين.
ويضرب أحد الباحثين في الرأسمالية مثلاً في هذا الصدد بأنّه عندما يختلف احد العاملين في منشأة رأسمالية مع ربّ عمله ويتصاعد الموقف فيقول له رب العمل وقد أعيته حيلة الإقناع: “ما أقوله هو الصواب. أنا رب العمل”، فيجيبه الخبير: “يا سيدي أنا لا اعترض على كونك رب العمل بأي شكل من الأشكال. نعم انت ربّ العمل ولن أفعل أنا إلاّ ما تقرره أنت. أنا ملزم بطاعتك ما دمت مستمراً في العمل معك، لكن ان تلزمني بالإقرار بصواب رأيك وانا مقتنع بأنّك على خطأ هذا ما يتجاوز حقوقك وامكاناتك إن أبقيتني في منشأتك لكنيّ سأبقي على قناعتي بأنّك مخطئ” .
الخلاصة من هذا الموقف أنّ الرأسمالية بكونها مذهباً غير اخلاقيّ فإنها لا تسمح للآخر بأبداء وجهة نظره مهما كانت صائبة وهو دائماً على خطأ ومن حق الرأسمالي أن يسحقه.
المرعب في فكرة الفيلم هو استعمال العمر في التعاملات المادية بدلا من المال بمعني انهم عندما يريدون الحصول على متطلبات الحياة اليومية يقومون بالسداد عن طريق الوقت المتبقي من أعمارهم الموجود علي ذراعهم.
يتخيّل فيلم “في الوقت المحدّد” أنّ الانسان ينتهي عمره في الخامسة والعشرين، فإذا رغب أن يعيش فوق هذا العمر عليه، أن يشتري عمراً ووقتاً اضافياً بالدقائق والساعات والأيام والشهور والسنوات والقرون لو استطاع!
إنّ فكرة الفيلم تندرج في إطار الخيال العلميّ، اذ يتصور المؤلف اّنّ الصراع بين بني البشر بدلاً أن يكون حول ثروة المال كما يحصل الآن، إلى الصراع على الوقت ويصبح الشعار الرأسمالي إلى: الوقت يساوي المال. وطبقا لهذا فإنّ الرأسمالية لن تسرق أقوات الفقراء وتمتص دمهم حتى آخر قطرة، بل تتحول الى وضع حدٍ لأعمارهم بحيث لا تتعدى ال 25 فقط .
الفيلم يصوّر الفوارق بين طبقتي الأثرياء والفقراء على الشكل التالي. انّ الاثرياء هم من يمتلكون أعماراً تقدّر بالآلاف من السنين، أما ابناء الطبقات الفقيرة فإنّ اعمارهم لا يتجاوز الخمس والعشرين ومن هنا ينشأ الصراع للحصول على سنوات اضافية. المعنى الأعمق الذي ينبه إليه موضوع الفيلم هو انّ الاثرياء انّما حصلوا على هذه السنوات بسرقة الفقراء كما تتم سرقة جهدهم وعرقهم واجورهم.
وفجأةً يظهر البطل “ويل” الذي يحاول أن يعيد للفقراء شيئاً من حقوقهم المسروقة. وبالمصادفة يلتقي احد الأثرياء المتخمين من (ثروة الوقت) الذّي يهب كل (ثروته من الوقت) إلى هذا الشاب المناضل ويقرر الرجل الثري الانتحار، ويرفع الشاب المناضل شعار انّ سرقة الشيئي المسروق ليس بسرقة. ويعلّق أحد النقاد السينمائيين بالقول لو قدم هذا الفيلم في بداية الخمسينيات من القرن العشرين في عز سطوة المكارثية لأتهم مخرجه صراحة بالشيوعية وكان سيجلس في منزله جرّاء هذا الاتهام.



#محمد_المحفوظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حملة تضليل روسية لصالح اليمين المتطرف الألماني
- العراق.. مسيرة تركية تستهدف اجتماعا لحزب العمال الكردستاني
- صديق القادري.. جنرال عراقي قاتل مع القياصرة ضد الثورة البلشف ...
- رحيل المفكر العربي البناني – الفلسطيني إلياس خوري
- مقتل عنصر وإصابة 2 من حزب العمال الكردستاني بغارة تركية في ا ...
- مواجهات بين متظاهرين والشغب أمام مبنى ديوان محافظة ذي قار
- سمير لزعر// مخطط تشريد الطبقة العاملة وتجويع الشعب يضع افوا ...
- بين هرم زوسر وضريح لينين أو ما هو دور الوعي الديني في بناء ا ...
- اليسار الفرنسي يبحث عن طريق للمضي قدمًا بعد منعه من المشاركة ...
- نصف الراتب ومنشور«مُمزق».. والحافز من الإستثناء إلى الأجر


المزيد.....

- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي
- تحديث. كراسات شيوعية (الهيمنة الإمبريالية وإحتكار صناعة الأس ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد المحفوظ - “في الوقت المحدّد” يعرّي الرأسمالية المتوحشة