نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 6777 - 2021 / 1 / 2 - 06:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل يحقّ لنا أن نسأل؟
بالطّبع لا! لأنّ المقدّس سوف يسقط، ونحن لا نريد ذلك.
لا أرغب في الدّخول في أسماء أشخاص لا أعرفهم مهما كانوا جيدين أو سيئين ،فقد سوف أدخل في التّسميات ، وفي صلب التفكير الدكتاتوري الذي لا يسمح لأي شخص أن يتجاوز السّقف الذي وضعه ،ولن يتجاوزه أي فنّان أو "مبدع" وصل إلى مركز ما في دولة الدكتاتورية .
قبل أيام مات أحد الفنانين السّوريين "موتاً طبيعياً"، فكان بطلاً قومياً بامتياز، وحتى أن الجميع تبارى في الحزن عليه إلى درجة أنّك تشعر في الزّيف في بعض النعوات حيث أراد أصحابها أن يسبحوا مع التيار ، ويزيدوا الزبد. الأمر حتماً محزن أن يموت رجل شاب ، له أعمال فنيّة يشاهدها الكثير من لسوريين ربما ، و لآنه لم يساهم في القتل ،لكنّه كان صاحب مجد في سورية الأسد ، وصاحب مجد خارج سورية الأسد كما كل المتنفذين الذين نقلوا مجدهم من الداخل إلى الخارج. ونحن بحسنا الشّعبي تأخذنا الكلمات البرّاقة ، فنضع لها أطر مذهبة ، و نعلّقها قرب الآيات القرآنية، بينما في قرارة أنفسنا لا نؤمن بهذه، ولا تلك.
لا زال السّجن يغص بسجناء الرأي المنسيين، وليس لهم مساحة في حزننا سوى أن نقول: أفرجوا عن معتقلي الرأي . نحن نقول لأنفسنا لأنّه لا أحد يسمع.
من أسخف الكلمات التي قيلت في الرجل الميت " بشكل طبيعي" بأنه اشتهينا الموت بسبب تلك الجنازة " المهيبة" ، هل تلك الكلمة صادقة؟ سؤالي اليوم :هل أصبحت سورية دولة ديموقراطية؟ البارحة منعت أهل السجناء من دفنهم بطريقتهم، و اليوم تسمح لجنازة تجتاح دمشق تمجّد فناناً، وهنا لا نعترض على الفنان ولا أعماله، فقد يكون بطلاً، عظيماً، مخلّصاً، لكنها الدكتاتورية التي يطالب الشعب بإزالتها. هنا وجه المفارقة.
لو تخلصنا من شعبويتنا ، و زيفنا ، لكان لكل منا الحرية في الفرح و الحزن ، يحضرني هنا موت باسل الأسد ، وحافظ الأسد، و المباراة في الحزن بين جميع المنافقين .
هل يحق لنا أن نسأل؟ كيف سمحت دمشق بتلك الجنازة؟
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟