|
الشورجة قلب العراق النابض
عزيز الخزرجي
الحوار المتمدن-العدد: 6777 - 2021 / 1 / 2 - 03:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ألشورجة قلب ألعراق ألنّابض: نُهنئكم بمناسبة السنة الميلادية الجديدة .. و إليكم: بينما بغداد و العراق كانت ترزخ تحت الأحتلال العثماني البغيض و الناس وقتها كانت تعيش حياة القساوة البداوة و البساطة؛ إنبرى شيوخ الكرد الفيليية ألذين كانوا يحملون فنون التجارة و أسس العمارة بأرواحهم الطيبة المسالمة لبناء الأسواق و البيوت و المقاهي و الدكاكين و الورش الفنية و الخشبية و الحمامات العصريّة التي إقتبسوا عمارتها و فنونها من إيران المتطورة التي سبقت العراق و العرب بأزمان حينما كانت بغداد وقتها - أيّ قبل قرنين و يزيد - تعتبر مدينة منكوبة و متخلفة و بدائية محدودة .. ترزخ بعد سقوطها تحت نير الغزاة و الطامعين من الترك و المغول و البربر و الأنكليز ألذين دمروا مدنيّتها و بقايا حضارتها بغض النظر عن ماهيّتها بسبب العنف و الطمع و روح التسلط, و هكذا .. ليأتي دور الفيليين ألنّجباء لبنائها و إحيائها من جديد بقلوب عامرة بآلأيمان والمحبة و الحياة الآمنة ..
ألبداية من "الشورجة" قلب بغداد: ألشورجة" سّوق بغداد المركزي للبضائع التجارية بُني بفضل و جهاد و تخطيط شيوخ الكرد الفيليية كأسواق جميلة المركزية و غيرها لتزويد العراقيين بآلبضائع و بآلفواكه و الخضر و الحبوب و الالبان و غيرها و كذلك أسواق الخشب المركزية في النهضة و محلات الشيخ عمر الصّناعية كأوّل ورشات فنّية و صناعية متطورة لتزويد العراق بأنواع الحاجيات المنزلية و قطع آلحديد و النحاس و الألمنيون من السكراب و التعدين لصناعة القطع و الأواني و الحاجات الأخرى كإستيراد المكائن عن طريق الخارج و تعمير الماكنات و السيارات و الشاحنات و صناعة ما يحتاجه الناس من آلات و عدد و عربات نقل و غيرها كثير .
لكنّ مع عظمة هذه الخدمات و دورها الأساسي و الحياتي في إحياء بغداد و العراق والتي تحتاج لدراسات و تحقيقات من الاخوة الباحثين و الجامعات العراقية المتخلفة؛ نرى أنّ الحكومات العراقية الظالمة - الفاسدة التي تعاقبت قد عادوهم لأسباب قوميّة و عنصريّة و بدوية و بدل أن يكرموا و يدعموا - الكرد الفيليية - بآلمال و الإمكانات و الحماية لتطوير مثل تلك المعالم المدنية و التكنولوجية التي ما زال العراق يعيش و يتنفّس من ورائها؛ نراها - أيّ الحكومات العراقية المختلفة خصوصا حزب الجهل البعثي - قد أوغلت في التنكيل و الظلم و التسفير بحقّهم و نهب و مصادرة أموالهم المنقولة و غير المنقولة ثمّ إبعادهم خارج الحدود بعكس كل المواثيق و الأتفاقيات الدّولية .. بما فيها و ثيقة هيئة الأمم المتحدة الخاصة بإبعاد الأجانب من بلد لأسباب مشروعة, لكنها تعاملت معهم بأبشع الصور اللاإنسانية و البدوية التي لم نشهد لها مثيلاً حتى عند آلبدو و البرابرة و لا يُمكن أن تنسى أو توصف .. لكثرة و عمق وحشيتها .. حتى شهد بمظلوميتهم و حقهم زعيم العراق الأوحد ألسّيد السيستاني!
لقد بدؤوا ببناء المحلات و الدكاكين و الورش و (الجنابر) في الساحات و الشوارع البغدادية الرئيسية كالنهضة و آلكفاح و الهيتاويين و البتاويين و أبو سيفين و الدهانة و قنبر علي و الفضل و صولاً للأعظمية شمالاً ثم الباب الشرقي بعد باب الشيخ و فضوة عرب و الكولات حتى الباب الشرقي و ساحة الطيران من الجهة المقابلة جنوباً إلى جانب بناء التكيات و المساجد و الحسينيات و غيرها من المعالم التأريخية و الحضارية البارزة القائمة إلى يومنا هذا و ما زالت تعمل, كأسواق الشورجة المركزيّة التي تقع بين أهم شارعين رئيسيين و تمتد حتى شارع الكفاح أو (شارع الملك غازي سابقا) و هما شارع الجمهورية مقابل جامع الخلفاء بمنطقة الدهانة من جهة الشرق بقلب بغداد و بين شارع الرشيد من الجهة الأخرى ألغربية وصولاً لشارع النهر و أسواقها المختلفة و دكاكينها المطلة على نهر دجلة و شارع الرشيد خصوصا سوق هرج, لقد بُنيَ كل ذلك على أكتاف المستضعفين الكرد الفيليية و بتخطيط من شيوخهم الاجلاء الذين سكنوا بغداد منذ قرون بعد نزوح أكثرهم من الحدود المتآخية مع إمبراطورية عيلام التأريخية خلال القرن السابع عشر, و ما زالت آثار و محلات الشورجة و غيرها قائمة كأكبر مراكز تجارية في العراق .. بحيث تعتبر رئة بغداد و العراق لانها تُزوّد الناس بأنواع آلبضائع و الحبوب و المواد التجميلية و الصابون و التزئينات المنزلية بآلجملة و المفرد و لولاها لما كانت الحياة العصرية تستمر في بغداد و حتى العراق بشكل طبيعي و إنسيابي إلى يومنا هذا ..
فهل من الأنصاف ما جرى عليهم من ظلامات و إلى يومنا هذا و كأن شيئا لم يكن .. حتى قال السيد السيستاني بحقهم : [ما ظُلمتْ شريحة عراقيّة كآلكرد الفيلييـة]!؟ فهل من الممكن ان يسود العراق الأمان و السلام و الخير و الأستقرار و في قلبها كل هذا الظلم و الفساد بحق أكبر شريحة عراقية أصيلة!؟ لعن الله كل ظالم ظلم حقهم أو ساكت عن مظلوميتهم إلى يومنا هذا. بقلم : العارف الحكيم عزيز حميد مجيد.
#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيان الفلاسفة لعام 2021م
-
و (إضربوهن فإن أطعنكم فلا...)
-
أحد أكبر جرائم البعث هي قصة (فاطمة)
-
معلومات جديدة عن المخ
-
ألخيار الأمثل للكورد الفيليية
-
ملاحظات حول أفضل 100 كتاب في الألفية الثالثة
-
ألمعيار الكوني في الفلسفة الكونية العزيزية:
-
مقطع كوني من آخر مقال كتبته
-
دور فلسفة الفلسفة في هداية العالم - الحلقة الأولى
-
أيها العاشق : لا تضحيّ
-
ألأزمنة البشرية المحروقة و حقوق الأنسان
-
رسالتي الكونية التي غيّرت مسار التأريخ
-
صدور كتاب فلسفة الفلسفة الكونيّة
-
لا تُعاد هيبة الدولة بآلقوّة بل بآلعدالة:
-
أظلم نهار في العراق - القسم الثاني
-
ضَحَايَا آلتّأريخ
-
أخيراً ألكتاب الموعود ؛ نظرية المعرفة الكونية
-
كيف و مَنْ يطبق العدل؟
-
لماذا قتلوا كنيدي؟
-
ألفرق بين العلم و الجهل في الفلسفة الكونية
المزيد.....
-
بدون -خطة بديلة-.. مصادر لـCNN: إدارة بايدن توقف الضغط من أج
...
-
مدارس بيروت تتحول إلى ملاجئ لنازحي الجنوب.. شاهد ما قاله لبن
...
-
نزوح نصف مليون لبناني نتيجة الضربات الإسرائيلية -الموسعة-، و
...
-
الجيش الإسرائيلي يشن غارات -موسعة- في جنوب لبنان وشرقه
-
أبناء جهاد النكاح
-
الصحة اللبنانية: مقتل 30 وإصابة 97 بالغارات الإسرائيلية اليو
...
-
أردوغان يثني على العلاقات بين تركيا وروسيا
-
تقرير عن -مقومات صمود حزب الله-
-
وزير الدفاع الأوكراني: نعتمد بنسبة تزيد عن 80% على المساعدات
...
-
غواصتان نوويتان جديدتان تنضمان إلى قوام أسطول المحيط الهادئ
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|