فاروق سلوم
الحوار المتمدن-العدد: 1617 - 2006 / 7 / 20 - 11:58
المحور:
الادب والفن
في المرّات القليلة التي يطل فيها وجه ماكبيث
المرات القليلة التي يرمي كآبته يقول كلاما..
من مدوّنته العظيمة..
(غدا ..وغدا ..وغدا
وكل غد..
يمشي الينا بهذه الخطى الوئيدة يوما اثر يوم
حتى المقطع الآخير من الزمن المكتوب)
..............
......................
..شكرا لكلماتك ايها الصديق الكئيب
ثمة كآبة ايجابية تعلمك المطاولة
امام شرطة الحدود
امام شرطة نقاط التفتيش
امام شرطة الأمر بالمعروف ..
كل تلك التداعيات الرتيبة
ترمي الي بأسئلتها في مرآة الوجوه
طوال الوقت
ولكن لافائدة ..لافائدة من الرحيل
لافائدة من الهجرات المجنونة
حيث تجلس الكآبة كل يوم
تناقش فكرة الملاذات ..
ملاذات الحب السري
ملاذات السكون والتأمل الحميم
ملاذات الهجرة القلقة
ترسم بأصابعك في الهواء ..ملاذا
ترسم وجه أمرأة ..شاحبة
تحمل حقائبها ..وتقدمها في الخطوات
تمنحها الكرسي القريب من النافذه
لكي تلقي النظرة الأخيرة على التراب والأسى
لكي تتأمل الغيوم حين تقلع الطائرة
ترسم شكل الغرفة الباردة في المنفى
صورة السرير في لذائذه..وزوجيّ الأحذية المرميّة
صورة الحقائب العابثة
الم تكن الرحلة ..طويلة ..طويلة
فوق جبال الألب..
وفوق المساحات الخضراء والبحار الفسيحة
لولا ضحكة المضيفة الشقراء
وهي تخفف عنّا سأمنا
وهي تفكر في الغرفة الكتومة
وسريرنا الدافيء
ترتمي المرأة الشاحبة على سرير الجنون
السرير الهارب من البلاد الى ملاذ غريب
السرير الوحيد الذي منحنا العزلة الساكنة
..تلتفّ المرأة الشاحبة بألأغطية البيضاء
حيث نخفي تفاصيل الرحلة..
ثمة كرسي فسيح يحتضن ملابسنا الأخيرة
وهي تحمل رائحة..السفروالغياب
ترتجف المرأة الشاحبة من الخوف
ترتجف من اللذة..ترتجف من الخوف..ايضا
.................
..................
......
نسمع طرقا على النافذة
طرقا على الباب..
طرقا على سياج الحديقة
في صخب الأصوات المجنونة
وهي ترجم غرفتنا بحجارة العقاب
..الم نمضي اذن ايتها المرأة الشاحبة
الى الملاذ الذي رسمناه
لقد نسيت حقيبتك الصغيرة وأخترت الغرفة الخطأ
غرفة الموت والتراب كما يقول ماكبيث
..الطريق الى الموت والتراب..
حيث تلغي حلمنا الأخير
وجوه القتلة ..وابناء الجحيم
في المرآة..
دعينا نراجع فكرة الغياب
ونختار ملاذا آخر
كما تقول فكرة الهروب
في جسدينا المرهقين..من القلق!!
بغداد
#فاروق_سلوم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟