أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - ممشى صغير يعبرني














المزيد.....

ممشى صغير يعبرني


ادريس الواغيش

الحوار المتمدن-العدد: 6776 - 2021 / 1 / 1 - 16:37
المحور: الادب والفن
    


حين ألملم أحزاني
أطل من ظلمة الليل على ذاكرة الضوء
أفتح في القلب كنانيش الغياب
وأتذكرني واحدا من قطيع الذئاب
أتذكر الطفل الذي كنته،
يخاف من البرق لحظة الوميض
يشق حواف الطرقات بالأظافر
يبسط أجنحة الريح فوق التلال
وتزدحم النعال تحت الأقدام إذ تتشعب الطرقات
أحن إلى رقص السنابل على إيقاع ريح شتوي
ورذاذ المطر الصباحي يرش وجهي
أحن إلى التراب الملون في أرجل الفلاحات
إلى الممشى الصغير إذ أعبره مرددا أغاني الرعاة
أذوب عشقا في لياليه المقمرة
أتذكر أول خطواتي في الممشى الصغير
تغير الناس وهو لم يتغير
رحل الماشون وهو لم يرحل
كبرت أنا وبقي صبيا لم يكبر
عبرته في صغري، وها هو اليوم يعبرني
أحن إلى الطفل بداخلي، إذ أغمض عيني
تطاردني ملامحه الشاردة والقسمات
أهرب منه إلي حيث أنساه
وأعود إليه ثانية في ذات المساء
فيه، بدأت الطريق ذات عمر صبي
وها هو يعيدني قسرا إلى نبع أبي
منه، أشرقت نوارة شمسي
أطل قرص القمر الأحمر مكتملا على “ أيلة ” قريتي
فيه تآخى الحلم بالأمل
تناسلت أحلام الطين بين شقوق أظافري
تشابكت الأقدام مع الأشواك في مسارب العرصات
وعلى بعد خطوات منه
يرفع آذان المساجد كل يوم إلى السماء
وتعلو أصوات الحناحر بالمخطوط على الألواح
بحثا عن حب إلهي وجاه نبي
من المَمشى الصغير بدأت رحلتي
وحين كبرت، لملمت حقائبي واستعجلت الخطو
كي أجد الماضي المزمن في يحاصر وحدتي
يتخطى حاضري، يهرول بي نحو المستقبل
والآن، ها أنذا الآن حائر مثله
لا أملك سوى صدى الكلمات وذكريات الهوامش
أركض وراء الفتاة التي أحببتها ذات عمر شقي
أجمع الحشائش مثل طائر اليمام
أقتفي أثر الحجل المندس بين شجر العليق
والهدهد العابر فوق شجر الخروب والبطم
أتبع مسار الفراشات الهائمات
وحين أصبحت مسافرا محترفا
نسيت وصية أبي وحكماء القبيلة
أن لا أسرف في الحلم حتى لا أضيع في السراب
كما أصدقائي التائهين من قبلي
وها انذا اليوم أعود خائبا إلى ممشاي الصغير
وقد طال الغياب بين تعب المسافات
أعد خطاي وأدون حسرتي
ونسيت كم كنت فيه وحدي
أقطف الزهر المشاع على جنبات الحقول
من الممشى الصغير قصدت المدرسة
لأتعلم أبجديات الكلام وأرنو إلى مواعيد الغرام
أنغمس في خلوات حميميّة مسروقة
وإن لم يكن بعضها يمر على ما يرام
أعود منها وأنا مثخن بالآلام
من المَمشى الصغير تسللت خفية من حارس الجنان
لأندس مثل لص خانه الحظ بين دالية “ الشّبلى”
أغامر بسرقة عناقيد العنب
لأقدمها قربانا لشفتي حبيبتي
ألتف كالحرباء حول أغضان أشجار “ النابوت” والدردار
أقطف ما شاء لي من فواكه الرمان
في انتظار رسائل أسراب حمام



#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب ينتقل إلى السرعة القصوى في طيِّ ملف الصحراء
- مَصْيَدَة الكركارات
- المغرب يتّجه بثبات نحو العُمق الإفريقي والجزائر حائرَة...!!
- أبْحَثُ عنّي فيّ...!
- نوستالجيا: الرّباط، بدءا بالإعفاء من الخِدمَة العَسكرية وانت ...
- بين زمَان الشاعر وزَمَن المُغَنّي...!!
- حاملو الشهادات العليا: بين اكتساب المَعرفة وتوظيفها...!!
- حاملو الشهادات العليا بين اكتساب المَعرفة وتوظيفها...!!
- محمد بوهلال قيدُوم الصَّحفيّين بفاس يُصدرُ -في الضفة الأخرى- ...
- مدن بأسمائها... !!
- قصة قصيرة: لا شيء أعجَبني
- تارودانت مَسافة نَأي وحُسن نسَاء
- القراءة والإبداع مع العُزلة الاختيارية وليس مع الحَجر الصّحّ ...
- الزّمَنُ الخِصْبُ في -يوميَات مُعلم في الجَبل-
- عبد الرّحمن اليوسفي، المُستثنى منَ الأصل
- يومَ ضعتُ في واحَة -تُودْغَى-
- الجَمعُ بين السّيناريو والإخراج أضرّ بمُسلسل -سلمَات أبو الب ...
- تولستوي في تَافرَاوت
- وُجُوهٌ عَمَّدَتْهَا شَمْسُ الظّهيرَة
- الحَظّ لُعبَةٌ لا أتْقِنُها


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - ممشى صغير يعبرني