رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6776 - 2021 / 1 / 1 - 12:55
المحور:
الادب والفن
عبود الجابري
▪غودو
أنا على الرفّ يا سيّدي
الرفّ العالي
أفكّر بك كثيراً
وأشفق على يديك
من تقليب أوراقي
ومثل مخطوطٍ أثريّ
ينتابني فخرٌ زائف
كلّما علا الغبارُ
ورقةً صفراء من جَسدي
التشابك والتشكيل في ومضة :غودو" "عبود الجابري"
مسرحة صمويل بوكت "غودو" تتحدث عن فكرة (عبث الانتظار)، وأن يأتي العنوان "غودو" فأن هذا له علاقة بفكرة العبث التي أسس لها أدبيا كلا من "بوكت ويونيسكو"، وإذ كانت فكرة العبث التي تناولاها متعلقة بالناس، فإن فكرة عبث الانتظار عند "عبدو الجابري" متعلقة بالمخطوطات/بالكتب/بالورق، من هنا نجد مجموعة ألفاظ تعطي معنى الانتظار المتعلق بالكتب/بالورق: "الرف (مكرر)، أفكر، تقليب، أوراقي، ينتابني، مخطوط، الغبار، ورقة، صفراء.
وللافت أن الشاعر يحيي الكاتب، ويحدثنا مستخدما ضمير "أنا"، وياء المتكلم: "سيدي، أوراقي، ينتابني، جسدي" من هنا نجد تشابك وعادة تشكيل فكرة عبث الانتظار، والشاعر يبين ضحالة فكرة الانتظار/الماضي القديم والتي نجدها في: "مخطوط، أثري، علا الغبار، ورقة صفراء" عندما استخدم "فخر زائف".
وإذا ما توقفنا عند الكلمات والحروف التي تُشكل الومضة، نجد أن هناك (يأس/تعب) من الانتظار الذي يعانيه المتكلم (المخطوط/الشاعر)، فالكلمات بغالبيتها جاءت قصيرة، وكما نجد كثرة الحروف واسماء الاشارة: "أنا، على (مكرر)، يا، بك، من (مكرر)، مثل، كلما" وهذا يشير إلى (تعب) الانتظار، فجمالية تقديم الومضة يكمن في البناء الكلي للومضة، التي تتحدث عن (الانتظار)، لكن دون أن نجد كلمة واحدة متعلقة بالزمن/بالوقت، إذا ما استثنينا كلمة "أثري".
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟