أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح كنجي - حكاية ليست للأطفال بمناسبة العام الجديد..














المزيد.....

حكاية ليست للأطفال بمناسبة العام الجديد..


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 6776 - 2020 / 12 / 31 - 23:58
المحور: الادب والفن
    


مكر الثعالب..

انتبه الفلاح خضر للنقص الحاصل في عدد دجاجاته.. التي كان يحسبها ويعدها كل صباح.. وتأكد من وجود النقص خلال أسبوع بأيامه السبعة.. حيث نقصت دجاته هي الأخرى سبع دجاجات.. وفكر بالحل بعد ان تأكد من وجود لص يغتنم فترة نومه او انشغاله بأمر ما ليقنص دجاجة من دجاجاته كل يوم.. وكان الحل في الحصول على كلب أمين يحرسه ويحرس ممتلكاته.. بعد ان اقترحت عليه زوجته الجميلة سعاد الاستعانة بالكلب..
وهكذا نام الرجل مطمئناً هانئاً لمدة أسبوع.. حيث لم يلاحظ اية نقص في عدد الدجاجات.. والشيء الوحيد الذي استجد كان نباح الكلب في فترات متقطعة بعد المساء وحتى ساعات الفجر.. ودفعة الفضول لمعرفة أسباب نباح الكلب.. وان كان له علاقة بالسارق المجهول.. الذي توقف عن سرقة الدجاجات..
كانت المفاجأة بعد ان حل الظلام.. حينما تقدم الثعلب الماكر وأخذ يحوم حول قن الدجاج.. لكن الكلب اليقظ كان له بالمرصاد.. منعه من الاقتراب وتابعه فولى الثعلب هارباً ليختفي وسط الظلام..
وهذا ما دفع بالفلاح خضر لزيادة اهتمامه بالكلب الوفي.. طلب من زوجته الحسناء تنظيفه وإطعامه ومعاملته كأي فرد من العائلة..
لكن مفاجأة أخرى حدثت لهم.. بعد أيام لم تتجاوز الأسبوعين.. بدأت الدجاجات تنقص دجاجتين في اليوم.. بالرغم من عدم تهاون الكلب مع الثعلب الماكر وملاحقته.. ولوذ السارق الفاشل بالفرار امام اعين الفلاح وزوجته..
وهم يشاهدون الكلب يلاحق الثعلب اللص ويتابعه فيطمئنون على دجاجاتهم.. لكن هذا الاطمئنان لم يعد له وجود.. استمر عدد الدجاجات ينقص دجاجتين في كل يوم.. مما دفعهم للتفكير وطلب العون من الجيران والأقرباء ان كان لهم اية تفسيرات للحدث..
قالت جارة لهم الأمر ليس سهلا.. يجب ان ننتبه ونحرس المكان ولا نعتمد على الكلب وحده.. واقترحت ان تبادر ثلاث من النسوة للمشاركة في المراقبة والسهر حتى ساعات الفجر.. وعندما تقدم اللص من موقع الدجاجات وجدت احداهن الكلب يتابعه بجرأة.. فأخذت تلاحقه لمعرفة نتيجة الملاحقة.. وبعد ان اطمأنت من ابتعاد الثعلب تأكدت أن الكلب غير مقصر.. وأخذت تمتم مع نفسها انه يقوم بواجبه على أحسن ما يرام.. لا يوجد أي شك في هذا..
اما الثانية.. فأخذت تحبس أنفاسها.. ووقفت في زاوية مطلة على مدخل القن.. وشاهدت ما لا يصدق.. شاهدت ثعلباً آخر يتقدم زحفاً على بطنه.. ليدخل القن بصمت.. ويأخذ دجاجة منه.. ويفر بعيداً..
اما المرأة الثالثة.. التي بقيت في زاوية الشباك.. فقد انتبهت بعد نصف ساعة من الزمن.. الى تكرار نباح الكلب.. ومجيء الثعلب مجدداً.. وشاهدت كيف تابعه الكلب ثانية وهرول فاراً منه كما حدث في المرة الأولى قبل نصف ساعة من الزمن..
في حين شاهدت المرأة الثانية عودة الثعلب الماكر.. وهو يزحف على بطنه بحذر شديد.. ويدخل القن ثانية ليأخذ دجاجة ثانية بفكيه القويتين.. ويسرع في الهروب..
ومع هذه المعلومة المحيرة اجتمع اهل القرية.. في عصر اليوم التالي في الديوان المخصص للسمر والمشاورة.. وبين مصدق ومكذب للخبر.. تنحنح كهل وقور ليحسم الأمر ويقدم تفسيراً للحدث وهو يبتسم قائلا:
لم يحدث مثل هذا الحدث في قريتنا.. الاّ قبل أكثر من نصف قرن من الزمن في زمن الحرب العالمية الأولى.. حينما ابتلى جارنا سعدون بنفس المشكلة..
وبعد ان تفرس بعيون المتواجدين من النساء والرجال قال باسماً:
انتبهوا غداً واستعدوا للمفاجأة وحل اللغز.. ستجدون يا اولادي.. ويا احفادي وحفيداتي.. انّ من يفعل هذا وبهذه الطريقة الذكية والماكرة ليس ثعلباً واحداً بل ثعلبين اثنين..
الأول يأتي لاستدراج الكلب بعيداً عن قن الدجاج.. ليصفوا الجو للثعلب الآخر.. وبعد نصف ساعة تعاد الكرة.. حيث يقوم الثعلب الثاني باستدراج الكلب من جديد.. ليصفو الجو للأول كي يسرق دجاجة ثانية.. هذا هو عالم الثعالب.. وهذا هو مكرهم فاستعدوا لهم غداً.. استعدوا لمكر الثعلبين المتفقين على سرقة ممتلكاتكم بهذه الخطة.. ولا تغمضوا عيونكم.. فتسهون وأنتم تلاحقون الثعلب الأول.. وتنشغلون به.. ليصفو الجو للص الثاني.. ويسرقكم في غفلة من امركم..
وكرر لا تنسوا يا ابنائي وأحفادي.. ويا حفيداتي.. ابداً مكر الثعالب واللصوص..
ـــــــــــــــــــــ
31/12/2020



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع الاحتجاجات الثورية في كردستان
- ليكن يوماً فاصلا ًفي تاريخ العراق..
- المقدمة.. هذه اليوميات وما فيها..
- رواية الهجرة غرباً
- تعالوا نتوقف لحظة امام هذا الكم الهائل من العنف في العراق!
- حكاية الآغا مصطفى ..
- هذا بعض الوفاء لك يا حسون ..
- عراقيون في المانيا 2.. الشاعر مؤيد الراوي .. (2)
- عراقيون في المانيا 2.. الشاعر مؤيد الراوي .. 12
- عراقيون في المانيا .. 1 الموسيقار علي الشبلي
- صباح كنجي - كاتب وباحث واحد كوادر الحركة الانصارية - في حوار ...
- رواية حازم القوشي عن الأنفال.. 2
- رواية حازم القوشي عن الأنفال..1
- فيان جمعة.. الإبداع المرهف والرؤية الإنسانية الثاقبة
- رواية ابو عمشة عن الأنفال.. 3 الوصول للحدود والعبور الى تركي ...
- الاحتجاجات في العراق.. معلومات وانطباعات ميدانية..
- بالونات ابو الدجل وانتفاضة الطلبة..
- رواية ابو عمشة عن الأنفال..2 البحث عن منافذ للخلاص والنجاة م ...
- رواية ابو عمشة عن الأنفال..1
- عن المخلفات النووية واشعاعاتها في العراق..


المزيد.....




- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11
- مناظرة افتراضية تكشف ما يحرّك حياتنا... الطباعة أم GPS؟
- معرض مسقط للكتاب يراهن على شغف القراءة في مواجهة ارتفاع الحر ...
- علاء مبارك يهاجم ممارسات فنانين مصريين
- وزير الثقافة التركي: يجب تحويل غوبكلي تبه الأثرية إلى علامة ...
- فيلم -استنساخ-.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح كنجي - حكاية ليست للأطفال بمناسبة العام الجديد..