دينا سليم حنحن
الحوار المتمدن-العدد: 6776 - 2020 / 12 / 31 - 07:40
المحور:
الادب والفن
دينا سليم حنحن - أستراليا
ونحن صغار كانت حياتنا بسيطة كثير
كنا أوفياء للزمن، والوقت، والجيرة على مدار السنين.
كنا ننصت إلى حواديت الكبار إللي غمرونا بعاطفتهم وحنانهم.
كنا نقعد على البرندة ساعة المساء أمام الرصيف، نتسلى بالرايحين والجايين.
قالوا لنا ونحن أطفال:
" الجنة بدون ناس ما بتنداس".
وقالوا لنا ونحن عم نأكل الكستناء المشوية ليل رأس السنة:
" لا تناموا، الليلة ليلة الأمنيات، واتمنوا دائما سلامة جارك القريب والبعيد".
صارت الأمنيات غِنّية، نغنيها معا ونحن ماشيين على الطريق.
صرنا فريق مكون من أولاد الحارة، إشي يزمر بالمزمار، وإيشي يدق الشاكوش على لوحة مسامير، وإيشي ينقر على تنكة جبن مكبوس، وإيشي يرن على زجاجات أبو سمير ، بياع الحليب.
جمعتنا جدتي في بيتها كل ليلة رأس السنة، وصارت ضحكتها قارب نجاة لنا جميعا، وقالب حلوى لذيذ نلتهمه كلما مسّ الضيق قلوبنا.
معلمتي الأولى، ومصدر الهامي هي، قالت لي:
- ظلي احلمي واتمني حلمك يتحقق ويصير، طلعي السعادة من أعماقك، هي داخلكِ، لا تبحثي عنها في البعيد، السعادة مثل حبة الجوز، اكسري القشرة وادخلي ثنياتها، ثنياتها معقدة لكنها لذيذة.
أعزائي،
سنواتنا معقدة، تشبه ما بداخل حبة الجوز، لا تعاتبوها، ولا تعتبوا عليها، هي ما إلها دخل، لأن الإنسان هو صانعها على مدار الحياة.
#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟