احمد العضاض
الحوار المتمدن-العدد: 6775 - 2020 / 12 / 30 - 16:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لماذا أكره يوم رأس السنة ؟؟ "
انه عنوان لمقال كتبه المفكر والفيلسوف الإيطالي " أنطونيو غرامشي" .. و لخص فيه كرهه لهذا العيد لكون الرأسمالية ــ كما دائما ــ تُسَلـِّع ُ الفرح الإنساني وتحوله الى مناسبة لجني الأرباح .
مقتطفات من المقال : ... نحن نكره اليوم الأول في الأسبوع لأننا نكره الرأسمالية، وليس اليوم الأول بالضبط، يخــــاف الفقراء من الأعياد لأنها مناسبات لدفع فواتير إضافية للرأسمالية، وهكذا نكره الأشياء بسبب الرأسمالية وليس بسبب الأشياء.
.... كل صباح، حين أصحو مجدداً تحت بساط السماء، أشعر أن اليوم هو رأس السنة بالنسبة لي . لهذا السبب، فأنا أكره أعياد رأس السنة التي يتم إسقاطها علينا كاستحقاقات ثابتة، تُحوّل الحياة والخيال البشري إلى موضوع تجاري، له حساب نهائي أنيق، ومبالغ غير مسددة، وميزانية للإدارة الجديدة. هذه الأعياد تُفقدنا استمرارية الحياة والخيال، إذ نبات نعتقد بجدية أن هناك فاصلاً بين السنة والأخرى؛ أن تاريخاً جديداً يبدأ، فنضع القرارات ونندم على التململ، وهكذا. وهذه هي بعامة مشكلة التواريخ المحددة .
... القضية ليست قضية عيد رأس السنة، بل القضية هي تسليـــع الأعياد وبيع الفرح للناس من جهة، ومن جهة أخرى تزوير التاريخ عمداً، وكأن البشرية قفزت من جبال لتجد نفسها في مكان جديد أو حياة جديدة!
.... لا أريد تأدية واجبات معنوية. أريد أن تكون كل ساعة من حياتي جديدة، رغم اتصالها بسابقاتها. لا أريد يومًا للاحتفال له أناشيد جمعية إجبارية، أقضيه مع كل الغرباء الذين لا آبه بأمرهم. أن نكون مضطرين للاحتفال لمجرد أن أجداد أجدادنا وأجدادهم قد احتفلوا في هذا اليوم، هو أمر مثير للغثيان.
لهذا السبب أكره رأس السنة، فأنا أريد أن يكون كل يوم رأس السنة بالنسبة لي. أريد أن أتصالح مع نفسي وأجددها كل يوم، دون أن أفرد يومًا محددًا للراحة. أختار استراحاتي بنفسي حين يُنهكني صخب الحياة وأحتاج للغوص في الحيوانية لأستمد منها حماسة جديدة.
إنني أنشد الاشتراكية لهذا السبب كذلك؛ لأنها ستُلـْقِي في القمامة كل هذه التواريخ الخاصة التي ليس لها وقع في نفوسنا، وإن أنتجت تواريخ أخرى، فستكون على الأقل تواريخنا نحن، لا التواريخ التي أُجبرنا على تلقيها دون تحفظ من أسلافنا الحمقى."
#احمد_العضاض (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟