رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6775 - 2020 / 12 / 30 - 11:55
المحور:
الادب والفن
ارتدادات الحزن في ومضة
أسامة المغربي
"هأنذا ..
بعد يوم قصير ..
وحزن طويل ..
اعود اليك ...
فارغا من أي شيء ..
وممتلئا حتى الثمالةِ بك ..
خاليا من ذكرياتي .
التي سبقتك ..
مرتدا عن كل بلاد الأرض
إلا أنت .."
في الفاجعة تجد المفجوع يتحرك باضطراب، يخطو للأمام ثم يعود إلى مكانة، وما أن يتجه ببضع خطوات نحو الشمال حتى يخطو نحو اليمن، ينطر إلى الأعلى ثم إلى الأسفل، صورة الفاجعة يقدمها لنا الأديب "أسامة المغربي" في مقطع أدبي غاية في الجمال، فيوصل فكرة الاضطراب والحيرة بسبب الفاجعة التي المت به/بنا بعد موت "حاتم علي" من خلال الكلمات المتناقضة: "قصير/طويل، فارغا/ممتلئا/خاليا، أنا/أنت، أعود/مرتدا".
فتناقض معاني الألفاظ المجردة يوصل الفكرة، لكن يستوقفنا "فارغا/خاليا" وهما اللفاظ الوحيدان اللذان يعطينا معنى متقارب لفكرة (الفراغ/الوحدة) وهذا يعكس الأثر الذي تركه الفقيد "حاتم علي" على الأديب "أسامة المغربي" كما أن استخدام "أليك، بك، أنت" والمتعلقة بالفقيد، تشير إلى المكانة التي يحملها الأديب له، فعندما يخصه بثلاث مفردات فهذه اشارة من العقل الباطن الذي (يريد تخليد) الفقيد من خلال استخدام عدد يعطي معنى الديمومة والاستمرار رقم (ثلاثة).
ونجد الحزن ليس في "حزن طويل" فحسب، بل أيضا في الحروف والكلمات القصيرة التي جاءت في المقطع: "بعد، يوم، أليك، من، أي، شيء، حتى، بك، من، عن/ كل، إلا، أنت" وهو يشير إلى (عدم قدرة) الأديب على الحديث، لهذا اختصر وقلل وأوجز في كلامه.
المقطع منشور على صفحة الأديب
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟