أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - بعض من السمات الجديدة للصراع














المزيد.....

بعض من السمات الجديدة للصراع


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1616 - 2006 / 7 / 19 - 12:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في لبنان نرى الصراع بين العرب وإسرائيل في نموذج (عربي وإسرائيلي ودولي) جديد. الجيش اللبناني يقاتِل إلى جانب المقاومة التي تكاد أن تَعْدِل "حزب الله". يُقاتِل؛ ولكنَّ قتال إسرائيل له أكبر، حتى الآن، من قتاله لها. مَنْ يَسْنِد مَنْ؟ في الدفاع عن لبنان، ليست المقاومة هي التي تَسْنِد الجيش، وإنما الجيش هو الذي يَسْنِد المقاومة. هذا هو الجديد الأول، والمفيد، الذي نراه تحت شمس الصراع في لبنان، والذي ينبغي لغيرنا، أي لحكوماتنا، أن يراه.

لو كان لبنان بلا مقاومة من نمط وخواص "حزب الله"، ولو أرادت إسرائيل جعله كويكبا يدور في فلكها، لاحتلته كله في "زمن حزيراني"؛ ولكنْ في حجم من التدمير والقتل أقل كثيرا.. لاحتلته من غير أن تحتاج إلى كل هذا الجنون الحربي، ومن غير أن تُلْحِق كل هذا الدمار ببنيته التحتية المدنية.

لبنان هذا، أي لبنان الذي نراه في جواره العربي ولا نراه في لبنان ذاته، كان في مقدوره أن يدرأ عن نفسه كل هذا الجنون الحربي الإسرائيلي، وكل هذا الدمار الذي يجيء به؛ ولكن بـ "وسيلة دفاعية" واحدة لا غير هي أن "يتحلى" بـ "روح انهزامية"، يُلْبِسها لبوس "التعقُّل" و"الحكمة"!

وافتحوا أعينكم الآن لتروا الجديد الثاني، فإسرائيل يعود إليها الفضل في اختراع احتلال من نمط لم يُعْرَف مِنْ قبل. الاحتلال كان لـ "الأرض" و"السكان" معا؛ أمَّا الآن فأصبح لـ "أرض بلا سكان".

وأحسب أن "حزب الله" لا يجهل الأبعاد الحقيقية للاحتلال الإسرائيلي الجديد الذي يَحْبل به جنون الحرب الإسرائيلية في لبنان، وعلى فكرة وخيار المقاومة، لبنانيا وفلسطينيا وعربيا. الجيش الإسرائيلي، على قوته وجبروته، مصاب الآن بعجز شبه مطلق عن خوض حرب برية في جنوب لبنان، فحرب كهذه تَحْمل في أحشائها أسباب هزيمة عسكرية يمنى بها، وهزيمة سياسية تُمنى بها إسرائيل وحكومتها.

هذا الجيش يقوم الآن بالتدمير والقتل عن بُعْد حتى يضطَّر المدنيين اللبنانيين في المناطق الجنوبية إلى المغادرة شمالا، أي إلى شمال نهر الليطاني. وبين مجزرة ومجزرة يرتكبها في حق المدنيين عن عمد، وبين جولة وجولة من حرب التدمير والقتل وإرهاب والترويع، يدعو المدنيين إلى المغادرة والنزوح.

هدفه الأوَّلي إنما هو جعل المناطق الجنوبية المأهولة شبه خالية من المدنيين. بعد ذلك، وبفضله، يصبح الجيش الإسرائيلي قادرا على دخول واحتلال تلك المناطق، فإذا قاتله مقاتلو "حزب الله" في داخلها ومن داخلها، أي في الشوارع وبين المنازل والمباني ومن منزل إلى منزل، خرج منها ليُمعن فيها تدميرا عن بُعْد. ولن يتورع، عندئذٍ، عن استخدام المواد السامة وغيرها من أسلحة الإبادة، فالمناطق تلك ما عادت تعج بالمدنيين، وإنما بـ "الإرهابيين" الذين يستحقون الإبادة.

وعندما يتحقَّق له ذلك يُرسِل بقواته البرية لاحتلال المناطق الجنوبية، مشترِطا لخروجه منها ولعودة أهلها المهجَّرين إليها، نشر الجيش اللبناني (مع قوَّة دولية من نمط جديد) فيها. وإذا ما تحقَّق له ذلك يمكن أن يتحوَّل الدمار الذي ألحقه بالبنية التحتية المدنية وفي أنحاء لبنان كافة إلى قوَّة سياسية وشعبية لبنانية ضد "حزب الله"، فيُنْجَز، بالتالي، تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1559 بما يتَّفق مع الأهداف والمصالح الإسرائيلية في لبنان.

وفي هذا السياق، يُنْجَز، أيضا، الهدف السياسي ـ الإستراتيجي النهائي لإسرائيل والولايات المتحدة وهو نبذ اللبنانيين والفلسطينيين والعرب لفكرة أو لخيار المقاومة، وجعل خيار "التعقُّل" خيارا إستراتيجيا للعرب، دولا وشعوبا.

عندئذٍ، لن نلوم "حزب الله" فهذا الحزب إنَّما فعل ما كان ينبغي له أن يفعله كل عربي حريص على منع الأمَّة من التحوُّل إلى عبيد في روما الجديدة التي تتوفَّر إسرائيل والولايات المتحدة على إقامتها من أجلهما وضد العرب أجمعين. لن نلوم، في المقام الأوَّل، إلا سورية وإيران، ثمَّ دول "التعقُّل" العربية، ثمَّ الشعوب العربية التي لم يتعدَ دورها حدود المشاهَدة عبر "الجزيرة"، مع التألُّم والغضب!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوميديا -تعقُّلنا- وتراجيديا جنونهم!
- لا سياسة إلا إذا كانت بنت -الآن-!
- قصَّة الْخَلْق
- حلٌّ متبادَل ولكن غير متزامن!
- الحرب المعلَنة في هدفها غير المعلَن!
- فرحٌ رياضي أفسدته السياسة!
- إنها -آراء- وليست -مواقف-!
- تهافت منطق -التأويل العلمي- عند الدكتور زغلول النجار وآخرين!
- -حرب صليبية- جديدة على -مادِّية- المادة!
- خبر -صعقني-!
- إما -صمت- وإما -توسُّط-!
- هل هذه -حرب-؟!
- من حجج الاعتراض على -الاستفتاء-!
- كم أحسدك يا شاليت!
- -التسيير- و-التخيير- بين الدين والعِلْم!
- إرهاب التوجيهية!
- من -الرأسين- إلى -الرقبة والرأس-!
- قُلْ لي كم لدينا من الديمقراطيين أقول لك كم لدينا من الديمقر ...
- -حماس- في حوار -الناسخ والمنسوخ-!
- الملف الذي فتحه -النواب الأربعة-!


المزيد.....




- -المحطة الذكية-.. ابتكار يسعى لتحويل دبي لمدينة صديقة للدراج ...
- البرغوثي لـCNN: السنوار شجاع وسيُنظر إليه على أنه بطل.. وهذا ...
- مدفيديف: نظام كييف يحاول صنع -قنبلة قذرة-
- إسرائيل تعلن تحييد مسلحين اجتازوا الحدود من الأردن
- علماء يرسمون خارطة للجلد البشري قد تساعد في معالجة الندوب
- ترحيب غربي بمقتل السنوار: فرصة للسلام والإفراج عن الرهائن
- مصر.. تفاصيل دستور الدواء الخامس
- احتجاز جثمان السنوار بمكان سري.. والكشف عن نتائج التشريح
- خبير روسي: مقاومة ما يحدث في العالم هو ما يوحد -بريكس-
- عراقجي من إسطنبول: هناك فهم مشترك بالمنطقة تجاه خطورة الصراع ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - بعض من السمات الجديدة للصراع