أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - الفلسطينيون أولى بالاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح














المزيد.....

الفلسطينيون أولى بالاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 6771 - 2020 / 12 / 25 - 17:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


تثير مسألة مشاركة المسلمون للمسيحيين أعيادهم أو تهنئتهم بعيد رأس السنة الميلادية (الكرسمس) الجدل مع قرب حلول المناسبة، ويتبارى كل من هب ودب من مدعي الغيرة على الإسلام للإفتاء فيها ما بين مُحرِم أو مكره لها ويتجاوز الأمر البعد الديني ليتداخل الدين بالسياسة على يد جماعات الإسلام السياسي حيث إن إثارة هذا الموضوع يشكك بمفهوم المواطنة والوحدة الوطنية ويعزز انقسام الشعب الواحد إلى طوائف ومذاهب.
المثير للاستهجان والغضب أن من يتصدون للاجتهاد والإفتاء وإثارة الفتنة حول قضية احتفالات عيد الميلاد وغيرها من القضايا الدينية الثانوية إنما يخفون عجزهم عن الإبداع والانجاز في القضايا والمشاكل الكبرى التي يُفترض الاهتمام بها، وللأسف تعج الفضائيات ووسائط التواصل الاجتماعي بآلاف رجال الدين من مفتين ودعاة ووعاض وعلماء دين يحملون شهادات عليا، ولكن قلة منهم له إبداع في القضايا الأساسية التي فيها إعمار للأرض ورفع لشأن الأمة في مواجهة الأمم الأخرى كقضايا الديمقراطية والتنمية والطب والعلوم والصناعات المختلفة والتكنولوجيا و(الكورونا) الخ.
للعلاقة بين المسلمين والمسيحيين خصوصية في الحالة الفلسطينية حيث يخضع المسلمون والمسيحيون للاحتلال ويقاتلون ويعانون ويستشهدون جنباً لجنب وتتعرض مقدساتهم كمقدسات المسلمين للانتهاك والتدنيس وكان المسيحيون الفلسطينيين على رأس الحركة الوطنية في مقاومة الانتداب البريطاني ثم الاحتلال الصهيوني، وبالتالي فإن نقل الجدل الخارجي حول علاقة المسلمين بالمسيحيين وشرعية أو عدم شرعية مشاركتهم أعيادهم إلى الساحة الفلسطينية يعبر عن قصر نظر وجهل في الدين كما في السياسة
تعميم وزارة الأوقاف في قطاع غزة الصادر يوم الخامس عشر من ديسمبر الجاري حول احتفالات رأس السنة الميلادية (الكريسمس) يثير ليس فقط الاستهجان بل والغضب لدلالاته الخطيرة من حيث الشكل والمضمون، حيث يكشف النهج الانفصالي عند حركة حماس ومحاولات دولنة غزة كما يثير الفتنة والكراهية بين المسلمين والمسيحيين.
أولاً: من حيث الشكل
التعميم مروس باسم دولة فلسطين وتحته وزارة الأوقاف، ولا ندري أية دولة فلسطين يقصدون، هل هي الدولة الفلسطينية المتوافق عليها بقيادة منظمة التحرير والرئيس أبو مازن؟ وإن كان الأمر كذلك يفترض أن تكون السلطة ومنظمة التحرير موافقة على هذا التعميم وأن يمتد مفعوله للضفة الغربية أو كما تسمى الأقاليم الشمالية من الدولة وخصوصاً مدينة بيت لحم مهد السيد المسيح ولها خصوصية في احتفالات الميلاد. ولأن هذا لم يحدث فإن المقصود بدولة فلسطين هي دولة غزة، وهنا تكمن الخطورة.
هذا التعميم ومع أنه داخلي إلا أنه يضاف لمئات القرارات والتعميمات الصادرة من جهات رسمية حكومية أو تشريعية في غزة في مجالات التعليم والاقتصاد والمواصلات والجباية والقضاء الخ وكلها مروسة باسم دولة فلسطين ولكنها تقتصر في التطبيق على قطاع غزة. وهذا يؤكد أن حركة حماس تتصرف وكأن قطاع غزة هو الدولة الفلسطينية أما الضفة وبقية الأرض الفلسطينية فهي خاضعة للاحتلال، أو جزء من دولة إسرائيل وهو نفس التفكير الإسرائيلي وما يتم التخطيط له في أية تسوية قادمة.
ومن جهة ثانية فإن هذا التعميم يؤشر لحالة سبق أن حذرنا منها وهي ان يؤدي وقف المقاومة والصراع المباشر مع الاحتلال إلى توجيه الاهتمام للقضايا الداخلية الخاصة بحياة البشر وعلاقتهم ببعضهم البعض وبربهم، بحيث سيتعزز التيار المحافظ والرجعي والمغلق في حماس على حساب تيار المقاومة والتيار الوطني العقلاني، وسنسمع في قادم الأيام مزيداً من حالات التضييق على الحريات العامة باسم الدين كما جرى في أوقات سابقة حيث كان يتم مطاردة الفتيات والشباب بسبب لباسهم وتم الاعتداء على بعض الصالونات ومحلات التجميل، وتغيير أسماء الشوارع والميادين والمدارس لتحمل أسماء لها رمزية ودلالات دينية، وتغيير في بعض المناهج الدراسية وزي التلاميذ الخ .
ثانياً: من حيث المضمون
التعميم الذي يدعو لمحاصرة ظاهرة احتفالات الكريسمس أو الحد من تفاعل المسلمين معها غريب ومثير للفتنة لأنه يوحي لأخوتنا المسيحيين شركائنا في الوطن والدم بأنه من غير المرغوب أن يشاركهم المسلمون أفراحهم!!! ولا ندري ما الذي يضايق حركة حماس وكل جماعات الإسلام السياسي في أن يشارك الفلسطينيون المسلمون في احتفالات الفلسطينيين المسيحيين، أولئك الذين يشاركوننا في الوطن وفي المقاومة ويقاتلون إلى جانب إخوتهم وشركائهم في الوطن دفاعاً عن مقدساتنا الإسلامية والمسيحية؟ وهل من ضرر أن نشارك مثلاً الأب مانويل مسلم والمطران عطا الله حنا وحنان عشراوي وأسر آلاف الشهداء والأسرى والمناضلين المسيحيين أعيادهم؟ !!!
وبعيداً عن هذا الجدل، ووسط البؤس والفقر والحصار الذي يخيم على قطاع غزة فما المانع من اقتناص أية مناسبة للفرح؟ وأفراح غزة في الكريسمس لا تتجاوز حفلة موسيقية في مقهى أو منتزه عام يتناولون فيها الحلوى والشاي والقهوة وعصائر الفاكهة المحللة أو زيارة الجار أو الصديق المسيحي لتهنئة بعيد ميلاد السيد المسيح عيسى عليه السلام وخصوصا أن عيد الميلاد مُصنف ضمن أعيادنا الوطنية.
نحن الفلسطينيين أولى من غيرنا بالاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح ويشرفنا أن السيد المسيح الذي له الفضل في نشر أكبر ديانة سماوية فلسطيني المولد والنشأة، كما أن المسيحيين أصحاب ديانة سماوية وليسوا كفاراً.
وبهذه المناسبة نقول لإخوتنا المسيحيين بكل طوائفهم كل عام وأنتم بخير وعيد ميلاد مجيد.



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الفلسطينية في زمن التطبيع العربي
- التطبيع لن يضمن أمن واستقرار الأنظمة المطبعة
- الصهيونية غير اليهودية بنسختها العربية
- الفلسطينيون وتحدي العودة للمفاوضات مع إسرائيل
- هوامش على إشكالية الانقسام والمصالحة الفلسطينية
- الفلسطينيون في مواجهة استراتيجية الإلهاء والتدمير الذاتي
- من يقف وراء التصعيد في مشكلة الصحراء؟
- إسرائيل كيان هش بالرغم من قوته الظاهرة
- هوامش على الانتخابات الأمريكية
- في ذكرى قائد أبى أن يترجل إلا شهيداً
- هل سيكون الشرق الأوسط أفضل في عهد بايدن؟
- المبالغة في المراهنة على الانتخابات الأمريكية
- ليس هكذا يتم الدفاع عن الإسلام وحمايته
- الوجه الخفي والخطير لتدهور العلاقات الرسمية الفلسطينية العرب ...
- حتى لا تتحول الانتخابات إلى ملهاة جديدة للشعب
- لماذا هذا التجني على الشعب الفلسطيني؟
- وحدة المجتمع لا تقل أهمية عن الوحدة السياسية
- التطبيع بين الأمس واليوم
- إما انتخابات أو قيادة مفروضة من الخارج
- المطبعون يُجرِمون العرب ويبرئون الكيان الصهيوني


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - الفلسطينيون أولى بالاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح