أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - نتائج عكسية لحرب العقوبات ضد روسيا















المزيد.....

نتائج عكسية لحرب العقوبات ضد روسيا


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 6770 - 2020 / 12 / 24 - 10:11
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


في اعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي والمنظومة السوفياتية السابقين، بفعل خيانة القسم الاعظم من الشريحة البيروقراطية النيوستالينية، وفي عهد العميل بوريس يلتسين وبطانته الاوليغارشية اليهودية، تعرضت روسيا لهجمة شرسة من قبل الاحتكارات الامبريالية الاميركية والغربية، وخصوصا اليهودية، بهدف نهب الثروات الطبيعية اللامتناهية لروسيا، وتجويع وتشريد واذلال شعبها الشرقي العظيم، والقضاء على الصناعة والانجازات الاجتماعية والحضارية لروسيا، وتقليص عدد سكانها الى اقل من 50 مليون نسمة (حسب الوصفة التي قدمها آكل اللحم البشري سبيغنيو بريجينسكي، مستشار الامن القومي السابق لاميركا)، وتحويل روسيا الى مجرد بلد زراعي متخلف والى مصدّر للخامات والثروات الطبيعية فقط. ولكن روسيا، ذات التقاليد القومية ـ الاورثوذوكسية العريقة، سرعان ما انتفضت واسقطت الحكم المشؤوم ليلتسين والاوليغارشية اليهودية الموالية للغرب، في اليوم الاخير من عام 1999، ونفضت الغبار عن الصواريخ وجميع الاسلحة الستراتيجية النووية، واعادت تصويبها نحو جميع بلدان حلف الناتو الامبريالي العدواني وعلى رأسه اميركا، لقطع الطريق نهائيا على اي تفكير بالاعتداء على روسيا ومحاولة السيطرة عليها. وحينما تأكدت الدوائر الامبريالية العليا، الغربية عموما والاميركية ـ اليهودية خصوصا، من استحالة المواجهة العسكرية مع روسيا، اتجهت نحو:
ـ1ـ تحريك المعارضة الروسية العميلة الموالية للغرب، بالتعاون مع الموساد والمنظمات الصهيونية، ومحاولة تنظيم "انتفاضة" او "ثورة ملونة" تحت شعارات "الدمقراطية" المزيفة ومعارضة "معاداة السامية" المزعومة.
ـ2ـ وبالتعاون مع تركيا الاردوغانية والسعودية وشيوخ النفط العرب، عمدت المخابرات الاميركية والموساد الى تحريك العصيان المسلح في الشيشان والعصابات الارهابية الاسلاموية، التي ارتكبت مجازر فظيعة ضد المدنيين والاطفال والمرضى في مختلف الاراضي الروسية، في المستشفيات والمجمعات السكنية والمدارس ودور المسنين ومحطات القطارات والمطارات الخ.
ولكن السلطة القومية الروسية، بزعامة فلاديمير بوتين، وبالدعم الواسع من قبل جماهير الشعب الروسي، استطاعت ان تضع حدا لتلك المؤامرة العالمية الكبرى ضد روسيا.
وامام هذا الفشل التاريخي، اتجهت الامبريالية الاميركية ـ اليهودية نحو شن الحرب الاقتصادية ضد روسيا، عن طريق العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها وعلى جميع الدول والشركات التي تتعامل معها. وكانت هذه الحرب تهدف الى: تقويض الاقتصاد الروسي، واضعاف القدرات العسكرية لروسيا، وتخفيض مستوى المعيشة وتشجيع الاضطرابات الاجتماعية في روسيا، وتقويض العلاقات بين روسيا واوروبا الغربية وخصوصا منع تزويد روسيا لاوروبا بالغاز الروسي ولا سيما منع مد خط انابيب الغاز المسمى "السيل الشمالي 2" من روسيا الى المانيا ومنها الى كافة البلدان الاوروبية الغربية والشمالية.
ولكن هذه الحرب الاقتصادية للامبريالية الاميركية ـ اليهودية ضد روسيا فشلت تماما في تحقيق اهدافها، بالرغم من جميع التضييقات والاضرار التي لحقت بالاقتصاد الروسي. ويكفي ان نشير الى المعطيات التالية:
ـ1ـ بالرغم من كل الاثار السلبية للعقوبات الاميركية، فإن الاقتصاد الروسي تابع نموه واستطاع احتواء وتجاوز الازمة الاقتصادية العالمية في 2008 ـ 2009 افضل بكثير من اميركا وجميع الدول الاوروبية.
ـ2ـ وبالرغم من جميع الصعوبات استطاعت روسيا تنفيذ البرنامج الطموح والجريء لتطوير القوات المسلحة الروسية (المسمى برنامج 2020) والذي هدف الى تجديد الجيش الروسي وتحديث اسلحته بالكامل، وتحقيق التفوق النوعي على الكتلة الغربية، مما يعفي روسيا من تبعات خوض سباق تسلح تقليدي عالي التكاليف مع اميركا والكتلة الغربية. وفي الايام القليلة الماضية صرح الرئيس الروسي بوتين بأنه تم تحديث الجيش بنسبة 86%، مما لا مثيل له في اي جيش في العالم، بما في ذلك اميركا التي تبلغ ميزانيتها الحربية 770 مليار دولار، في حين ان الميزانية الحربية الروسية هي اقل من 50 مليار دولار. وفي هذا السياق يكفي ان نذكر:
ـ أ ـ الصاروخ المجنح عالي الدقة (والذي استخدم في المعركة ضد تجمعات داعش في سوريا) الذي يطير بسرعة اضعاف سرعة الصوت، وبطريقة التفافية للالتفاف حول الموجات الرادارية المعادية واختراقها، واصابة الاهداف بسرعة خارقة ودقة متناهية. وهو قابل للتحميل برأس نووية. والان ترابض الغواصات النووية الروسية بمحاذاة المياه الاقليمية الاميركية، وكل منها يحمل العشرات من هذه الصواريخ القادرة علىى الدخول من احدى النوافذ لتفجير الغرفة البيضاوية داخل البيت الابيض الاميركي، او تفجير الشحنة النووية في اي مدينة اميركية "محظوظة".
ـ ب ـ الصاروخ النووي المذهل الذي يطير بسرعة تتجاوز 27 مرة سرعة الصوت، والقادر على اختراق جميع الموجات الرادارية والانظمة الصاروخية والمضادة للصواريخ، والدوران حول الكرة الارضية في ساعة واحدة، والقادر بالتالي على الانطلاق من روسيا وضرب اميركا بالنووي في اقل من نصف ساعة، مما يتجاوز جميع اجهزة الانذار في العالم. ويقول الخبراء ان هذه التكنولوجيا الصاروخية الروسية الجديدة تتقدم على التكنولوجيا الاميركية بخمسين سنة على الاقل.
ـ ج ـ قبل عدة سنوات انتج العلماء الروس والمجمع الصناعي ـ الحربي الروسي الصاروخ المسمى "توبول ـ M" العابر للقارات الذي يزن 100 طن، والذي يطير باضعاف سرعة الصوت وهو مجهز باجهزة استشعار وبث للتشويش على جميع الموجات الرادارية والصواريخ المضادة المعادية، وقادر على حمل عشر رؤوس نووية كل منها تبلغ قوته اضعاف اضعاف قوة القنبلة التي القاها الاميركيون على هيروشيما في 1945، ويمكن توجيه كل رأس نووي نحو هدف مختلف، او توجيهها كلها نحو هدف واحد فتحدث دمارا جهنميا لا يمكن تصوره. وقد اطلق حلف الناتو على هذا الصاروخ تسمية "الشيطان". ومؤخرا انتج المجمع الصناعي ـ الحربي الروسي نسخة مطورة عن هذا الصاروخ "الشيطان". ويبلغ وزن الصاروخ النووي العملاق الجديد 200 طن (فقط!!!)، وتحدث قوته الانفجارية لدى ارتطامه بالارض زلزالا رهيبا في دائرة قطرها الاف الكيلومترات. وقد دخل هذا الصاروخ في الخدمة في الاشهر القليلة الماضية، وتكفي منه "هدية" او اثنتان لاميركا كي تمحى تماما عن الخريطة.
واستنادا الى ما تقدم نقول باختصار: ان المواجهة العسكرية الشاملة بين روسيا واميركا قد انتقلت نهائيا من المستوى الستراتيجي العسكري (اي مسالة القدرة على الانتصار على اميركا) الى المستوى الوجودي الانساني (اي مستوى الشفقة على الشعب الاميركي المضلل من خطر الابادة الكاملة له بسبب النظام الامبريالي ـ اليهودي لاميركا).
ـ3ـ في السنوات المنصرمة استطاعت روسيا رفع مستوى معيشة السكان بزيادة الاجور والمعاشات التقاعدية والتقدمات للعائلات متعددة الاولاد والخدمات الصحية وغيرها من الخدمات الاجتماعية. وقد تجلى ذلك بشكل بارز في مواجهة ازمة وباء كورونا بشكل افضل بما لا يقاس من اميركا وجميع الدول الاوروبية.
ـ4ـ وفي النطاق الاوروبي ادت حرب العقوبات ضد روسيا الى خسارة دول الاتحاد الاوروبي لمئات الوف وظائف العمل، والى خسارة عشرات ملايين اليوروهات سنويا. وهذا ما دفع مختلف الدول والشركات الاوروبية الى التباعد اكثر فأكثر عن اميركا والتقارب مع روسيا. وتبدى ذلك بالاخص في مشروع انبوب الغاز القاري الضخم المسمى "السيل الشمالي 2" الذي يشق طريقه نحو التطبيق عبر بحر االبلطيق من روسيا الى المانيا، برغم جميع التهديدات والقرارات العقوباتية لاميركا التي عجزت عن تقديم بديل منافس للغاز الروسي. والان تعمل المانيا وغيرها من الدول الاوروبية والمئات من الشركات الاوروبية للالتفاف حول العقوبات الاميركية المنافية للقوانين الدولية، ولزيادة التعاون مع روسيا في شتى القطاعات التجارية والاقتصادية.
ـ5ـ ان العنجهية الامبريالية ـ اليهودية لاميركا دفعتها لارتكاب حماقة كبرى على المستوى الجيوستراتيجي العالمي، وهي انها اقدمت على شن الحرب الاقتصادية والتجارية وفرض العقوبات ضد الصين وايران، جنبا الى جنب روسيا. وهذا احد العوامل الرئيسية التي دفعت هذه الدول الشرقية العظيمة الثلاث الى تجاوز جميع الاختلافات السياسية والايديولوجية والدينية فيما بينها، والتشكّـل موضوعيا في "محور شرقي جديد"، وتعميق التعاون فيما بينها على مختلف الاصعدة، ولا سيما على المستوى المالي والتجاري والاقتصادي والعسكري. ومن اهم انجازات التعاون بين هذه الدول الشرقية العظيمة هو انشاء نظام تبادل تجاري ومدفوعات مالية، خارج نطاق النظام المالي العالمي المرتبط بالدولار. وقد بدأ النظام المالي العالمي اللادولاري الجديد يفرض نفسه في الاسواق العالمية برمتها. وسيؤدي ذلك الى تصفير اضرار حرب العقوبات الاميركية حاليا، والى تقليص النظام المالي الدولاري وتفجيره من داخله في المدى الزمني القريب. ويحمل ذلك في طياته خطر انهيار الولايات المتحدة الاميركية كدولة وتفككها الى مجموعة دول متناحرة.
وان غدا لناظره قريب!
ــــــــــــــــــــــــــــــ



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختلال التوازن الوجودي للعالم والدور التاريخي الجذري لروسيا ...
- ارمينيا الصغيرة تقطع الطريق على مشروع -تركيا الكبرى الاسلامو ...
- اميركا الامبريالية اليهودية تنحدر نحو هاوية الانسحاب من الع ...
- الامبراطورية الامبريالية العالمية لاميركا ...الى الانهيار
- اميركا المهندس الاكبر للدور الجيوستراتيجي التوسعي لتركيا
- لبنان في طور الخروج من طوق الهيمنة الاميركية
- ناغورني قره باغ: مغامرة جديدة للتوسع التركي وتجديد ابادة الش ...
- جذور نظام البلطجة المالية الاميركية اليهودية على العالم
- اميركا دولة طفيلية تبتز حلفاءها بتجارة -تصدير الامن-
- التعاون العسكري الروسي الصيني الايراني يقلب الوضعية الجيوس ...
- بيلاروسيا حلقة جديدة في الصراع الغربي ضد روسيا
- كيان -دولة لبنان الكبير- من غورو الى ماكرون
- الامبراطورية الامبريالية الاميركية اليهودية في طور التآكل ا ...
- الصراع الدولي على لبنان وحتمية انتصار محور المقاومة
- تركيا الاردوغانية تريد بعث خلافة عثمانية جديدة بوصاية اميركي ...
- تفجير بيروت هو استمرار لحرب تموز 2006
- اوروبا المؤمركة تتجه بسرعة نحو الافلاس والفوضى
- ادارة ترامب تجرجر اميركا نحو الهاوية
- الحرب الباردة والحرب التجارية الاميركية ضد الصين
- اميركا الاطلسية تنهزم والمحور الشرقي الجديد يتقدم


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - نتائج عكسية لحرب العقوبات ضد روسيا