أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - برهان البعرة وابتسامة ايمانويل كانت














المزيد.....


برهان البعرة وابتسامة ايمانويل كانت


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6768 - 2020 / 12 / 22 - 19:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفلسفة هي عقبة كبيرة بوجه الجهل والتخلف الفكري، والفيلسوف، بطبيعته، يطرح الاسئلة التي يرغب بالأجوبة عليها، او بالأحرى يريد للمقابل أن يفكر بطبيعة تلك الاجوبة، وبالتالي يقوم بالتفكير المستمر، لا أن يأخذ الامور على علاتها، على اعتبار إن غيره قد اجاب على تلك الاسئلة المطروحة، فهو يكتفي بذلك او راح يقلد ما سبقوه. وكان سقراط يفعل ذلك، اعني كان كثير التساؤل، ويدعي بأنه لا يعرف شيئا، حتى عرف ذلك الجهل بـ "الجهل السقراطي".
وفي كتابي "بالفلسفة نحرر العقل" اعترفت باني اصبحت على يقين، بأن الفلسفة والتجارب الفلسفية هي التي ستجعل منّا اناس عقلاء نعي ونفهم ما يجري وما يدور من حولنا من قضايا كثيرة لها مساس مباشر في حياتنا المعاصرة، وكيف علينا أن نتصدى لكل ما هو يناقض مسيرة حياتنا التي نريد منها أن تسير بالاتجاه الصحيح والسليم؟، وأن نساند تلك القضايا التي تصب في مجرى حياتنا، وتسير وفق المنطق والعلم السليم، وبغير ذلك لا يمكن أن يتحقق شيء على ارض الواقع.
واضفت متسائلاً: اليس الفلسفة هي من يجعل منّا أن نكون كثيرو التساؤل؟. والذي يسئل يروم الاجابة المقنعة، واحيانا تكون الاجوبة محرجة وصعبة في آن واحد، وخصوصًا الميتافيزيقية منها.
وبينت إنه من وقف ازاء الفلسفة وحاربها هُم رجال اللاهوت، فحاولوا، بكل ما اوتوا من قوة، أن يقضوا عليها، أو يمنعوا من يشتغل فيها، حتى كفروا الفلاسفة، وجعلوا كل من يعمل بالمنطق، يُعد من الزنادقة وفق شعارهم (من تمنطق فقد تزندق). فكتم كثير من الفلاسفة بعض القضايا التي يؤمنون بها، لأنها تنسجم مع العقل والمنطق وليست بالضرورة تنسجم مع الدين، كل ذلك خوفا على حياتهم، لأن مصيرهم بعد ذلك معلوم.
فمن الامور التي يستدل بها اصحاب العقول البسيطة (الساذجة) على وجود "المهندس الاول" دليل "البعرة" ويعتبرون إن هذا الدليل هو من اقوى الادلة، وما يسمونه بالأثر. ومفاده إنك تسير في صحراء، وفي وسط الطريق، بينما أنت تشغل بالك في التفكير ذهب نظرك الى اديم الارض، واذا بشيء لا تدري ما هو، وحينما اقترب منه، واذا هو بعرة تعود لجمل قد مرّ من هنا، فستحكم بلا ادنى شك إن هذه البعرة تعود الى ذلك البعير، حتى وأن كنت لم تره!.
وهذا الدليل او البرهان يعدونه من اقوى البراهين والادلة على وجود مصمم للوجود، كما إنه البعرة تعود الى بعير مر في هذا الطريق!.
والسؤال: هل إن الله الذي خلق الكواكب والنجوم والمجرات والشموس والاقمار، الى غير ذلك، والتي تُعد بمليارات المليارات، بل يصعب على العقل البشري عدها، فكيف نستدل بخالق ومبدع ومصور تلك الاشياء ببعثرة!؟.
الفيلسوف الالماني ايمانويل كانت، ابتسم بابتسامة عريضة ملأ شدقيه حينما قرأ مثل هذه الادلة البرهانية على وجود خالق للكون استدل بها البعض وجعلها من المسلمات.
واعتبر كانت إنه من اعظم البراهين على وجود الله هو البرهان الاخلاقي، اذ يعتقد إن الذي يمتلك اخلاقا حميدة، بالضرورة أن يكون له دين يدين به فيهتدي من خلاله، والذي يفقد الاخلاق لا يركن الى دين (أي دين هو يؤمن به)، وعليه أن الذي زرع في وجدانه بذرة الاخلاق هو الله، كما يعتقد كانت.
هذا هو الدليل الاول لـ "كانت" على وجود الله. واما الدليل البرهاني الثاني فهو (الضرورة) حيث اعتبر كانت إن وجود الله هو من الضرورات التي لابد منها، للحياة وللوجود معا.
وكما قال دوستويفسكي في "الاخوة كرامازوف" إذا لم يكن الله موجوداً: فكل شيءٍ مباح.
وهناك براهين اخرى لكانت، لكن هذين البرهانين اعتقد انهما يكفيان، لتحقيق المراد او المطلب.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هو المثقف الديني الناقد؟
- (غبار الهذيان) قصيدة داود السلمان.. رؤية انطباعية
- غبار الهذيان
- نداء البحر
- ملامح الدهشة في نص(الغارقون بأحلام منفية)داود السلمان*
- جحيم ابيض!
- مكابرة غير يائسة
- حانة الدرويش
- لربما
- في فلسفة المعري: رأيان مختلفان1 /2
- في فلسفة المعري: رأيان مختلفان2 /2
- رفض
- مكاشفة
- مسامير الذهول
- أغنية الفقد
- نصوص قصيرة - نصوص
- الوجودية السارترية 1 / 2
- الوجودية السارترية 2 / 2
- وجودية دوستويفسكي 1 /2
- وجودية دوستويفسكي 2 /2


المزيد.....




- بريطاني يحقق رقما قياسيا عالميا بزيارة 42 متحفا في أقل من 12 ...
- ترامب يجدد تهديده باستعادة قناة بنما: أمريكا ستتحرك -بقوة- . ...
- وزير خارجية أمريكا يحذر رئيس بنما: تحركوا ضد الصين وإلا -سنت ...
- ماسك: ترامب وافق على إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ...
- الكويت.. سقوط عصابة -الثعلب المصري-
- وزير الكهرباء السوري يكشف عن خطط لزيادة ساعات الوصل وتحديات ...
- تايلاند تسهل إجراءات السفر وتقدم مزايا جديدة للسياح
- باكستان.. مقتل شرطي خلال حملة تطعيم ضد شلل الأطفال
- تعليق إيراني بشأن -حقائب أموال ترسل إلى لبنان-
- بسبب مقاطعة خطاب زيلينسكي.. استبعاد حزبين في ألمانيا من مؤتم ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - برهان البعرة وابتسامة ايمانويل كانت