أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي فريح عيد ابو صعيليك - تفكك الإتحاد السوفيتي، تجربة مستنسخة لنهاية قريبة للكيان الصهيوني














المزيد.....

تفكك الإتحاد السوفيتي، تجربة مستنسخة لنهاية قريبة للكيان الصهيوني


علي فريح عيد ابو صعيليك
مهندس وكاتب أردني

(Ali Abu-saleek)


الحوار المتمدن-العدد: 6767 - 2020 / 12 / 21 - 19:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


كتب م. علي فريح أبو صعيليك

في مثل هذا اليوم من عام 1991 اجتمع ممثلو 11 دولة من مكونات الإتحاد السوفيتي ووقعوا ما يسمى "بروتوكول ألما آتا" نتج عنه إعلان رابطة الدول المستقلة وكذلك الإعلان عن حل اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية (1922-1991) وإنهاء وجوده من الناحية القانونية وهو ما تم فعلا بعد ذلك الإعلان بخمسة أيام وتحديدا بتاريخ 26/12/1991 في نهاية طبيعية لإتحاد بٌني على الفكر الإشتراكي ولكنها لم تستطع صناعة تجانس بين مجموعة دول من قوميات وأعراق وديانات مختلفة جذريا.

أسس قائد الثورة البلشفية فلاديمير لينين -الذي تتلمذ على فكر ماركس وأنجلز- الدولة السوفيتية بمساعدة ليون تروتسكي، وبلغت مساحتها سدس مساحة الكرة الأرضية وضمت خمسة عشر جمهورية هي أرمينيا، أذربيجان، إستونيا، أوزبكستان، أوكرانيا، بيلاروسيا، تركمانستان، جورجيا، روسيا (الدولة المؤسسة)، طاجيكستان، كازاخستان، قيرغيزستان، لاتفيا، ليتوانيا، مولدوفا.

إنهيار الإتحاد السوفيتي جاء عقب العديد من الأحداث أبرزها حركة البريسترويكا وهي حركة إصلاح سياسي جريئة داخل الحزب الشيوعي التي قادها الزعيم السوڤيتي ميخائيل گورباتشوڤ وقد أحدثت ثورة كبيرة على نمط الفكر الإشتراكي وقد كانت تهدف لإعادة هيكلة النظام السياسي والاقتصادي السوڤيتي نحو الفكر العلمي والديموقراطي وسعت نحو مفاهيم جديدة لمبادئ العدالة الاجتماعية والإتجاه نحو النظام الاقتصادي المستقل والإنفتاح على النظام الرأسمالي وإحداث تغييرات جذرية على النظم الإجتماعية والثقافية والقومية.

إضافة للبريسترويكا كانت هنالك العديد من العوامل التي ساهمت في الإنهيار منها الإنقسامات الدّاخلية التي لَحقت بجيوشِ الاتحاد السوفييتي والحرب الباردة وتبعاتها المادية والعسكرية وسباق التسلح وضعف الحكومة المركزية وفساد السلطات.
وبالنسبة للكيان الصهيوني اللقيط، ومنذ نشأته، إعتمد في وجوده على الدعم الكامل من الحركة الصهيونية العالمية ممثلة بالقوى الكبرى وخصوصا بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وخلال العقد الأخير من الزمن تغيرت كثيرا أحوال هذه القوى الكبرى، وأصبحت تعاني كثيرا من أزماتها الداخلية وخصوصا الإقتصادية.
مؤخرا صرح وزير خارجية أمريكا "مايك بومبيو" بوضوح أن أزمة الولايات المتحدة مع الصين وصلت إلى مستوى تهديد وجود أمريكا، وهذا مؤشر على عمق الأزمات التي تعاني منها أمريكا وعجزها عن مجاراة صعود التنين الصيني.
وإستجدت مؤخرا أزمة "القرصنة الإلكترونية" للمؤسسات السيادية الأمريكية والمتهم بها الدولة الروسية وهذه الأزمة قد تكون مؤشر لما هو قادم من أحداث كبيرة.

المتابع لما يحدث في أمريكا لا يجد صعوبة في فهم الأزمة الداخلية العميقة التي تعانيها، وخصوصا منذ إستلام ترامب لنظام الحكم وحجم الفوضى الإدارية التي وصلت ذروتها وضوحا بالنقد الذي وجهه له البنتاجون حول أزمة "القرصنة الإلكترونية" وحجم الإنقسام الداخلي في النسيج الإجتماعي بعد سوء إدارة الدولة للعديد من الأزمات العرقية منها التعامل مع المهاجرين وأيضا ازمة التمييز العنصري مع المواطنين من أصول أفريقية.

ما قام به الرئيس الجديد "بايدن" من تعيينات وخصوصا في منصب نائب الرئيس للسيدة "كامالا هاريس" ذات الأصول هندية والجامايكية ولمنصب وزير الدفاع " لويد أوستن" تصب في إتجاه يمكن تفسيرة بمحاولات إصلاح قد تكون متأخرة لأخطاء جذرية إرتكبها "ترامب".
أصبحت الولايات المتحدة (وهي ولايات متعددة العرقيات والأديان والقوميات) في صراع وجود بتنامي قوة التنين الصيني الذي أطلق مشروع "الحزام والطريق" الذي يبدأ من الصين ويصل إلى أوروبا عبر سيبيريا وبدأت بوادره من خلال إغراق بعض الدول في الديون حتى وصلت الصين لمرحلة السيطرة الكاملة على إقتصاد بعض الدول فعليا.

العقد الحالي من الزمن "2020 لغاية 2030" سيكون حاسما في وجود الكيان الصهيوني المتربط وجوديا ووظيفيا بوجود وقوة الولايات المتحدة، فخسارة الولايات المتحدة لصراعها لمصلحة الصين قد ينتج عنه زوال الكيان الصهيوني، خصوصا أن الأيديولوجية الصينية تختلف جذريا عن الفكر الديمقراطي الأمريكي، كلاهما وبال على العرب، ولكن الفارق هنا هو محور الحديث وهو وجود او زوال الكيان الصهيوني ومدى إرتباطه بهذا الصراع.

بالعودة للإتحاد السوفيتي المنهار، فإن قراءة أحداث التاريخ تعطي مؤشرات لكيفية زوال الدول والكيانات ومدى فرصتها في الإستمرارية والحياة، فالإتحاد السوفيتي وصل من العظمة شيئا كبيرا جدا وكان مع الولايات المتحدة يسيطرون على كوكب الأرض، ولكنه خلال أقل من مئة عام إنهار واختفى عن الوجود، وهو نفس الطريق الذي تسير فيه الولايات المتحدة في العقد الأخير، وهكذا هي دورة الحياة، ولن يكون الكيان الصهيوني الصغير أقوى من إمبراطورية السوفييت التي إختفت عن الوجود.

ما يجدر الحديث عنه في الختام، هو الأمة العربية وهي التي تنقلت خلال القرن الماضي مابين الحضن السوفيتي الإشتراكي والحضن الأمريكي الديمقراطي وكلاهما لا يعمل إلا وفق مصالحه، ولذلك فإن مئة عام من فقدان الهوية العربية بكافة تفاصيلها الدينية والتاريخية هي فترة زمنية كافية لكي نتعلم ونخرج من جلباب "قوى الإستعمار" ونرتكز على مصادر قوتنا المتوفرة فعليا وهي ما عمل العالم الغربي على تفتيته وطمسه ولكنه لم ينجح لغاية الأن في نزع تلك الهوية العربية الجامعة وخصوصا بين الشعوب.



#علي_فريح_عيد_ابو_صعيليك (هاشتاغ)       Ali_Abu-saleek#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى الإنتفاضة الفلسطينية الأولى، إنتفاضة الحجارة التي حر ...
- الشعب العربي هو الرقم الصعب في المنطقة، حقيقة يدركها الكيان ...
- العودة للتنسيق مع الكيان الصهيوني خطأ كبير، والرهان خاسر على ...
- رحيل الصحفي البريطاني روبرت فيسك مع ذكرى وعد بلفور المشؤوم!
- المقاطعة إسلوب حضاري ومؤثر، والإسلام دين المحبة
- مدن فلسطين: شواهد على التاريخ.. بئر السبع عاصمة النقب
- الهوية الوطنية وتحديات الحياة المعاصرة
- مدن فلسطين شواهد على التاريخ... بئر السبع عاصمة النقب
- خالد مشعل الشاهد الحي على الفكر الإجرامي للمحتل الصهيوني.
- في ذكرى حصار صلاح الدين الأيوبي لبيت المقدس.. ما أشبه اليوم ...
- الذاكرة الحيه: مذبحة صبرا وشاتيلا التي لم يهتز لها ضمير البش ...
- كيف تتكون الحاضنة الشعبية للطبقة السياسية في الأردن؟
- هل هاجس وصول التيار الإسلامي للبرلمان هو الشماعة لوجود القان ...
- الشعب العربي حَجَر الزَّاوية في عدالة قضية فلسطين
- في ذكرى مجزرة مخيم تل الزعتر مازال المجرمون يمارسون القتل
- لماذا تغيب لغة العقل والحكمة والمحبة؟
- ما لهذا خلقنا !
- هل هنالك إصلاح إقتصادي حقيقي؟
- هل للواسطة حاضنة شعبية؟
- متى ستفرز الإنتخابات البرلمانية الأردنية مجلسا مفيداَ للوطن ...


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي فريح عيد ابو صعيليك - تفكك الإتحاد السوفيتي، تجربة مستنسخة لنهاية قريبة للكيان الصهيوني