أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن مدن - رفع الأشخاص على الأكتاف














المزيد.....

رفع الأشخاص على الأكتاف


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6766 - 2020 / 12 / 20 - 11:43
المحور: كتابات ساخرة
    


أصدر حزب سياسي في بلدٍ ما، من تلك الأحزاب الكبيرة تعميماً إلى أعضائه وأنصاره، يرشدهم فيه إلى الإجراءات السليمة لرفع قادته على الأكتاف في مؤتمرات الحزب ومهرجاناته الجماهيرية.
جاء التعميم على خلفية «حوادث مؤسفة» جرت لبعض نواب الحزب ممن رُفعوا فوق الأكتاف، نتيجة جهل الرافعين لهم بالطريق الصحيحة للرفع فوق الأكتاف.
على سبيل المثال، باغت أحد الأعضاء المتحمسين نائباً متقدماً في السن بأن وضع رأسه بين ساقيه ورفعه على كتفه، ما تسبب في خوف النائب وإصابته بأزمة قلبية أدت إلى وفاته.
عضو آخر لا يقل حماسة عن الأول فعل الشيء نفسه مع نائب ثانٍ، ولكنه لم يحسن تجليسه على كتفه، فترنح النائب قبل أن يقع على الأرض ويصاب ببعض الخدوش والكدمات، ما أفسد الطابع الجدي للمهرجان الذي جرت فيه الحادثة.
لم يخل الأمر أيضاً من حالات مضحكة، فأحد النواب الذي ناله شرف «الرفع» على الأكتاف، كان يعاني دغدغة بين رجليه، فما أن رفعه عضو متحمس أيضاً لم يتمالك نفسه من «الدغدغة» صارخاً في وجه من رفعه: "اتركني..ولك!"
بطبيعة الحال تؤدي مثل هاته الحوادث إلى إثارة حالٍ من الهرج والمرج والضحك والسخرية، وهو ما أثار حفيظة قيادة الحزب المعني، والتي أصدرت التعميم المشار إليه، موجهة تعليماتها للأعضاء لتفادي تكرارها.
من هدانا إلى التعميم المذكور هو القاص التركي الساخر عزيز نيسين في قصة قصيرة ساخرة أيضاً مثل الكثير من قصصه،عنوانها: «تعليمات حول حمل الأشخاص على الأكتاف»، وفيها «يزعم» أن التعميم أتى إلى صندوق بريده بالخطأ، لأنه موجّه إلى شخص آخر من أعضاء الحزب المعني، ولكنه بدافع الفضول فتح الظرف، ليقرأ ما أشرنا إلى بعضه أعلاه، أما البقية فيلزمكم، لمعرفته، قراءة القصة كاملة.
لكن يجب ألا يفوتنا ذكر أن التعميم لم يكتف بتوجيه الرافعين على الأكتف كيف يفعلون ذلك، وإنما شرح للمرفوعين أيضاً كيف يتصرف الواحد منهم قبل رفعه بأن يباعد بين ساقيه لتكون تلك إشارة للذي خلفه بدس رأسه بين ذينك الساقين ورفعه على كتفه.
تأتي هذه القصة في سياق السخرية من طريقة الأحزاب الحاكمة في الأنظمة الشمولية التي عرفت الكثير من بلداننا العربية أساليبها في تعبئة الدهماء من الناس خلف شعارات براقة، حيث يساق الناس كالنعاج إلى احتفالات لا يعرفون مغزاها ولا الغاية منها، ويعيدون الهتاف بشعارات يطلقها أحد المرفوعين فوق الأكتف، واضعاً أمام فمه مكبراً للصوت، وممسكاً بين يديه بورقة كتبت فيها الشعارات التي يصدح بها الجمع من خلفه.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمية أنواع
- توليد الجدل
- لبنان وموسيقى تايتانيك
- غطرسة الثقافة
- سرفانتس العاشق
- تصدّع حوامل الحداثة العربية
- (كورونا) شأن سياسي
- أوهام ملفوفة بورق السيلفون
- قنابل شتاينبك الموسيقية
- حنين الكمنجات وحنينها
- فاطمة المرنيسي ونشيد النساء نحو الحرية
- في ذكرى صالح علماني مكتشف القارة اللاتينية
- مدافع الفكر بعيدة المدى
- رضوى المصرية الفلسطينية الغرناطية
- رامبو العدني الماشي على نعال من ريح
- الضمير الشقي
- في ذكرى هيئة الاتحاد الوطني، كيف صنع البحرينيون وحدتهم؟
- من الوطنية إلى المحلية
- (أوروبة) أوروبا
- الرهان الوطني


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن مدن - رفع الأشخاص على الأكتاف