أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد العزيز الراشيدي - - ماركيوز والمفهوم المعاصر للإستلاب














المزيد.....


- ماركيوز والمفهوم المعاصر للإستلاب


عبد العزيز الراشيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1617 - 2006 / 7 / 20 - 12:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن تصور ماركيوز للإستلاب يأتي في مرحلة أكثر تقدما في تاريخ البشرية،إذ بات الإستلاب يأخذ أوجه و أشكال مختلفة تتجه كلها في إتجاه صناعة الإنسان ذو البعد الواحد الفاقد للسيطرة. ومن هذا المنطلق أي من فقدان السيطرة سيبدأ التحليل الماركيوزي لقضية الإستلاب، إذ أذرك ماركيوز قضية فقدان السيطرة في إرتباطها ببعدي المعرفة و الحرية عند هيغل، وببعد الحرية عند ماركس.
إن ماركيوز ينطلق في تحديده لمفهوم الإستلاب من خلال رؤيته النقدية للمجتمعات الصناعية، وأسسها التكنولوجية. ويحدد ماركيوز ماهية الإستلاب في كونه إفتقاد للحرية في إطار ديمقراطي و هذا ما يميز الحضارة الصناعية المتقدمة.
ومن هنا فقد إهتم ماركيوز بقضية إهدار الفردية و إلغائها. ويحصر ماركيوز هذا الإلغاء في مصدره التكنولوجي، والذي يقتضي بالضرورة تنسيقا سياسيا و فكريا يزيد بدوره في إلغاء الفردية. وذالك ما يوضحه ماركيوز في تحليله لأشكال الرقابة الجديدة، إذ يقول في هذا الصدد : " وهل تمت ما هو أكثر عقلانية من إلغاء الفردية عن طريق ميكنة الأعمال الضرورية إجتماعيا ؟ ومن تركيز المشاريع الصغيرة في وحدات أكثر فعالية وإنتاجية ؟ ومن وضع قواعد للمنافسة الحرة بين أناس غير متساويين في الثروة ؟ ومن تطبيق الإمتيازات والسيادات القومية التي تعوق في التنظيم الاممي للموارد ؟ ".

إذن هكذا يستمر هدر الفرد في خضم هذه السلسلة المتشابكة من الإجراءات، وهكذا تفقد الحرية طابعها النقدي، وهكذا يخلص ماركيوز إلى إن العملية الإنتاجية تعبئ المجتمع كما لو كان كتلة واحدة.
ومن هنا يذهب ماركيوز إلى أن الآلة قد غدت أنجع أداة سياسية لسلب حرية الإنسان. فرغم أنها تمثل في جوهرها قوة الإنسان المتراكمة إلا أنها قد غدت منفصلة و مسيطر عليها ، وبالتالي سلبته كامل حريته، ولعل ذالك يرجع لإستخدامها في خلق إنتاج الجملة، و الإنسان الجماهيري، و الجماعة الجماهيرية بدل تنظيم الجهاز الإنتاجي وتوجهه وفق متطلبات الحاجات الحيوية. ومن هنا يقف ماركيوز على قضية الإغتراب الذاتي للفرد إنطلاقا من صراع الحاجات الحقيقية و الحاجات الكاذبة بمصدرين من سلب الحرية، يتمثل احدهما في سلب الحرية الإقتصادية، والثاني متمثل في سلب حرية الفكر نتيجة لسيطرة الرأي العام الذي يفرض حاجيات كاذبة تتمثل في تلك التي تفرضها مصالح إجتماعية خاصة على الفرد.
إن هذا التحليل الذي قدمه ماركيوز لمفهوم الإستلاب في المجتمع المعاصر يفتح شهيتنا الفكرية على مثل هذه التحليلات الغنية و المتمكنة من ضبط مجموعة من المكانز مات المتحكمة في عملية الإستلاب اليوم. .






#عبد_العزيز_الراشيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإستلاب و صناعة الإنسان دو البعد الواحد في المجتمع الصناعي ...
- الإستلاب وصناعة الأجسام الطيعة من أجل مجتمع بلا معارضة
- مفهوم الإستلاب في النسق الهيجلي
- ماركس ومفهوم الإستلاب
- هكذا تولد الحياة
- حول فكرة موت الله عند نيتشه
- زاكورة الأرض التي تحترق
- دفاعا عن المفهوم الماركسي للسلطة - ردعلى فلسفة ميشل فوكو
- ]دفاعا عن المفهوم الماركسي للسلطة
- أي تشجيع لشعبة الفلسفة في مغرب اليوم؟


المزيد.....




- مثل -عائلة جتسون-.. هل نستخدم التاكسي الطائر قريبًا؟
- رجل يمشي حرًا بعد قضاء قرابة 30 عامًا في السجن لجريمة لم يرت ...
- آبل تراهن على هاتف آيفون جديد بمزايا ذكاء اصطناعي وبتكلفة أق ...
- روبيو: لقاء بوتين وترامب مرهون بتقدم المحادثات حول أوكرانيا ...
- نتنياهو يتوعد حماس ويطلق عملية عسكرية مكثفة بالضفة الغربية
- طهران: -الوعد الصادق 3- ستنفذ بالوقت المناسب وسندمر إسرائيل ...
- -أكسيوس-: واشنطن قدمت لكييف مسودة -محسنة- لاتفاقية المعادن
- الاتحاد الأوروبي يهدد مولدوفا بوقف المساعدات المالية
- للمرة الأولى.. المحكمة العليا بأوكرانيا تقضي ببطلان عقوبات ف ...
- -حماس- تعلق على هوية -الجثة الغامضة-


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد العزيز الراشيدي - - ماركيوز والمفهوم المعاصر للإستلاب