شفرات حلاقة صالحة للتدوير -8-

علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 6763 - 2020 / 12 / 17 - 18:42
المحور: الادب والفن
    

على الرصيف الأيمن من شارع إبراهيم هنانو
سينما اللاذقية
بناية أ ب س
لألعاب الأطفال وتجارة الدولار
على بعد خطوات منها
محل العطّار الضيّق
قبر مملوء
بالبائع
والأعشاب
وأوراق النباتات اليابسة
وثمار اليقطين المتدلية.

على الرصيف الأيسر
محل فلافل الفلسطيني الضيّق
مؤخرة عقرب
محشوة بالحركة والنشاط

على بعد خطوات منه
مكتبة عريف
مجلات وجرائد متدلية
ماكينة طباعة
تصوير مستندات وهويات شخصية
تغليف دفاتر عائلة ودفاتر عسكرية
وجوازات سفر.

في بداية التقاطع
تقاطع شارع هنانو
مع شارع دور السينما
تطل واجهة سينما الدنيا
من الرصيف المقابل
يغازلها مقهى الموعد

على بعد خطوات منه
تنتظر سينما الكندي زبائنها المراهقين الملتزمين
قبالتها سينما الأهرام المملوءة بالمراهقين الخفيفين.

بعد خطوات منهما
على ضفتي التقاطع
تقاطع شارع دور السينما
مع شارع الثامن من آذار
يستريح
مقهى السويس على الضفة اليمنى
بانتظار العاطلين عن العمل
بانتظار المثقفين
قرّاء الجرائد
عشّاق القهوة السّادة
حرّاس حقوق البروليتاريا
وعلى الضفة اليسرى يفتح مقهى البستاني صدره
لاستقبال أبناء الطبقة البرجوازية الصغيرة.

ويتابع شارع السينمات
مشواره الحزبن
ماراً
بالمصرف التجاري
بسينما دمشق
وسينما الزهراء
ومتحف المدينة الفقير
كان أيامها خاوياً شاحباً غامضاً وغريباً
كبوابة فرع تحقيق وتهشيم.

وينتهي المشوار
مشوار الشارع المتعب
ليصب في حديقة المنشية

على مقعد تحت شجرة نخيل
يأخذ قيلولته التي استحقها

يلتقي هناك
وجوهاً يمتطيها الخوف
ووجوهاً ذكورية لئيمةً
تنشر الرعب
تهدّد العابرين
ووجوهاً أخرى
تعاكس الشوارع
تجبرها على الرحيل.

تسافر الشمس إلى الغرب
تنزلق الحديقة في البحر
وتغرق الشوارع في النوم.

#علي_دريوسي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات