طريق موكادور- تومبوكتو..

عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6762 - 2020 / 12 / 16 - 19:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نحن هنا نتحدث عن إعادة فتح مكتبي للاتصال بكل من المغرب و إسرائيل؛ و ليس عن فتح سفارتين للبلدين بكل من الرباط و تل أبيب.

إقامة علاقات على مستوى السفارات رهين بما ستبذله إسرائيل في الأيام المقبلة من أجل دفع وإقناع النواة الصلبة في أوروبا و المتشكلة أساسا من بريطانيا و فرنسا و المانيا و اسبانيا على أن تحذو حذو الولايات المتحدة الأمريكية لتعترف بمغربية الصحراء وتفتح لها هي الأخرى قنصليات بالعيون أو الداخلة .
اذا نجحت إسرائيل في هذه المهمة باستعمال نفوذها و ولوبياتها وتمكنت من اقناع النواة الصلبة في أوروبا لكي تعترف بمغربية الصحراء الغربية و فتحت لها قنصليات بالصحراء الغربية ؛ حينها يمكننا الحديث عن التطبيع الشامل و الكامل و تبادل السفراء بين المغرب و إسرائيل ..
وسيقوم المغرب بفتح سفارة له بتل أبيب وقنصلية هامة بأورشلايم القدس ولن يدخر جهدا في تطوير هذه العلاقات في الميدان الاقتصادي و السياسي و الاجتماعي بما ينفع شعوب المنطقة .
المغرب بالنسبة لملايين اليهود هي أرض مقدسة ؛ فهناك أكثر من 300 ضريح لأولياء اليهود الصاحين تقام لهم مواسم سنوية و يحج اليها عشرات الآلاف من اليهود من مختلف بقاع العالم ؛ و عمالقة الفكر التوراتي و علماء التلمود هم يهود مغاربة ؛ كما ان 10 وزراء داخل التشكيلة الحكومية الإسرائيلية الحالية هم مغاربة؛ الوجود اليهودي بالمغرب يرجع لأكثر من ألفين سنة
اختيار الولايات المتحدة الأمريكية فتح قنصلية لها بالداخلة لم يأتي اعتباطا؛ فعلى هذه المدينة الساحلية الواقعة جنوب الصحراء على الطريق القديم لقوافل التجارة؛ طريق (موكادور – تومبوكتو ) المار عبر الكركارات و شنقيط ومملكة غانا القديمة نحو قلب افريقيا ....فعلى هذه المدينة سيتم انشاء ميناء الأطلسي الذي سيربط عبر التجارة البحرية افريقيا بأوروبا و أمريكا و آسيا عبر طريق تجارة الحرير ؛ و سيجعل من غرب افريقيا فضاء اقتصاديا مزدهرا ..
واشنطن؛ و بفتح قنصلية لها بالصحراء المغربية ترغب في ان تكون شريكا للمغرب في طريق تجارة القوافل القديم موكادور – تومبوكتو ؛ نفس الشيء تتطلع اليه إسرائيل التي ترغب بنافذة على غرب افريقيا عبر المغرب ...
المعيق الوحيد والمطبة الوحيدة في وجه مشروع تنموي غرب افريقي عبر طريق موكادور تومبوكتو هو جنرالات ولاد زروالة ؛ ولا يمكن لمن يرغب بمثل هذه الشراكة أن يقبل بوجود عصابة كهذه تحكم الجزائر ؛ وقد حان الوقت لاستئصالهم و تمكين الشعب الجزائري من دولة مدنية حديثة وديمقراطية و تمكين شعب القبايل الرازح تحت حكم طغمة العسكر من حقه في تقرير مصيره تماشيا مع الأعراف و القوانين المتعارف عليها كونيا ..
لا مكان لنظام الجنرالات البغيض في مشروع ( موكادور – تومبوكتو ) ..

#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات