أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى مجدي الجمال - ويبقى أنيس مورقًا فينا














المزيد.....


ويبقى أنيس مورقًا فينا


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 6762 - 2020 / 12 / 16 - 18:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


سمعت عنه قبل أن أقابله بوقت بعيد.. كان أخي الدكتور محمد ماهر الجمال (أستاذ أصول التربية) يتحدث كثيرً عن جماعة بالغة التثقيف والوطنية والتهذيب في مدينة دمياط الساحلية العريقة، زاملهم في مدرسة دمياط الثانوية، من كتاب قصة وشعراء ونشطاء اجتماعيين.. كنت وقتها لا أزال في مدرسة الشرباصي الابتدائية، ورغم سني الصغيرة كنت أتردد على المركز الإعلامي الحكومي (المسمى وقتها بالجامعة الشعبية) لأشاهد الأفلام السينمائية وأستمع إلى أشعار ربما تجاوزت مستوى وعيي.
وظلت هذه التجربة عالقة في ذهني حتى بعد تخرجي في جامعة المنصورة.. كان والدي رحمه الله مديرًا لأعمال وشبكات المياه في دمياط.. وتنقلنا أكثر من مرة بين دمياط وبلدتنا المنصورة، وكنت موزعًا في الحب بين دمياط والمنصورة..
ظللت أتابع العمل السياسي بالجامعة حتى بعدما تخرجت، وخلال ترددي على حزب التجمع بالمنصورة تعرفت على طالبة نجيبة ومشتعلة بالوطنية وحب الحياة اسمها غادة أنيس البياع وسرعان ما تداعى الاسم إلى ذاكرتي، وبالفعل التقيت بالرجل فأحسست أنني أعرفه منذ دهر.. قامة معتدلة وممشوقة، يشع المحبة والرفاقية حوله ويفيض بالمشاعر الإنسانية وروح عميقة في وطنيتها، ولكن ببساطة مذهلة ودون أي تعقيدات أو مباهاة..
بعد أن تعارفنا وتقاربنا كان يطيب له أن يناديني بـ "البرجوازي النبيل"، وهذا كله لأننا كنا نمتلك "عشة" (فيلا) في رأس البر ومع ذلك اخترت طريق اليسار.. وشعرت أنه يكن لي محبة خاصة لأننا كنا "على موجة واحدة" في طريقة فهم المجتمع وأسلوب التعامل معه.
سمعته في ندوات عدة يتلو قصائد بسيطة مذهلة في حب الوطن والناس والشوق إلى الحرية والعدالة.. وبنبرات جهورية مولعة بكل ذاك الحب.. وازداد حبي له بعد أن تعرفت على ابنه الثائر حاتم البياع الذي جاء أيضًا للدراسة بجامعة المنصورة.. فأكبرت في الرجل أن ينحو ابنه وابنته صوب اليسار دون إملاء منه، ولأنهم رأوا فيه مسارًا شريفًا يجب أن يتابعاه..
وحينما أصدرت كتيبي بعنوان "أزمة الوطنية المصرية" وكذلك بعدما قرأ لي مقالة في مجلة "قضايا فكرية" عن أساليب مواجهة العدو الصهيوني دعاني للتحدث في ندوة بمقر حزب التجمع في دمياط.. وقدمني (أنا الشاب) تقديمًا بالغ المجاملة بما يعكس رؤية أصيلة مؤمنة بجيل جديد من اليساريين. ولفت نظري ما يتمتع به من حب واحترام زملائه فكان لهم بمثابة الحادي والرمز وصاحب الأفكار الجريئة. كما أذهلني هذا العدد الكبير من المثقفين الثوريين في مدينة ساحلية صغيرة نسبيًا، وارتفاع مستوى وعيهم وتحابهم وحواراتهم الراقية فضلاً عن الإبداع الفني والأدبي السامق لكثيرين منهم.
ظللنا نتلاقى في دمياط والمنصورة ورأس البر.. وبعد هذا تدعمت صداقتي مع ابنته غادة البياع التي نالت الدكتوراة برسالة أثنى عليها كثيرً المفكر الكبير سمير أمين حينما عرضتها عليه.. ثم تدعمت علاقتي جدا مع ابنه حاتم الذي كان يقود مجموعة كبيرة من الشباب الثوري في دمياط.
أدركت قوة تأثير أنيس وميراثه الثوري والإنساني حين رافقته في متابعة المجموعة الرائعة لحزب التحالف الشعبي في دمياط.. فقد التقيت بعدد كبير من الأعضاء متنوعي المدارس الفكرية ومتنوعي المهن.. بين طالب وموظف وحرفي وصياد... فضلاً عن حضور وحماسة عدد من المناضلات العضويات في المجتمع الدمياطي ذي الطابع الخاص.
وكلما نظرت في وجه أحد منهم رأيت وجه أنيس يطالعني..
طبت حيًا وراحلاً يا أرق وأعمق الرفاق..
وأنت مستمر فيهم وفينا..



#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف أحرجنا رجال السادات
- أركيوبتركس
- الأم جونز
- كنت ضيفًا على المخابرات السودانية
- عشر سنوات على خطاب أوباما الثقافي
- كرهت أستاذي.. والسبب ناصر
- رفيقي الملاكم اليساري
- حوار خصب مع سمير أمين
- حقارة أن تتهكم على شعبك ولا ترى عيبك
- الكيماوي الأمريكي الحلال
- آخر أوراق سمير أمين
- أعراض ليبرالية
- اليسار والتغيير الاجتماعي
- حاورت خالد محيى الدين
- من ليالي المشقة والفزع
- خرافة الحديث غير الرسمي للمتحدث الرسمي
- الشفاء من الليبرالية
- حتى لو كانت صفقة أو تمثيلية
- شذرات من حكايتي مع الأدب والفن
- أمريكي ضميره حر


المزيد.....




- فيديو يُظهر اللحظات الأولى بعد اقتحام رجل بسيارته مركزا تجار ...
- دبي.. علاقة رومانسية لسائح مراهق مع فتاة قاصر تنتهي بحكم سجن ...
- لماذا فكرت بريطانيا في قطع النيل عن مصر؟
- لارا ترامب تسحب ترشحها لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا
- قضية الإغلاق الحكومي كشفت الانقسام الحاد بين الديمقراطيين وا ...
- التمويل الغربي لأوكرانيا بلغ 238.5 مليار دولار خلال ثلاث سنو ...
- Vivo تروّج لهاتف بأفضل الكاميرات والتقنيات
- اكتشاف كائنات حية -مجنونة- في أفواه وأمعاء البشر!
- طراد أمريكي يسقط مقاتلة أمريكية عن طريق الخطأ فوق البحر الأح ...
- إيلون ماسك بعد توزيره.. مهمة مستحيلة وشبهة -تضارب مصالح-


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى مجدي الجمال - ويبقى أنيس مورقًا فينا